بقلم – خالدعبدالحميد
” دم ولادنا مش أغلى من دم اللى بيدافعوا عننا فى سيناء” .. جملة جاءت اليوم على لسان سيدة مصرية مسيحية تدعى ” أم أبانوب” أحد شهداء حادث دير الأنبا ميخائيل الإرهابى .
استوقفتنى هذه الجملة.. تأملت فى كل حرف من حروفها .. ووصلت إلى نتيجة مؤكدة وهى أن مصر التى تضم سيدات فى قيمة وقامة ووطنية ( أم أبانوب ) و (أم محمد أبو شقرة ) لن تموت ولن تستطيع قوة على وجه الأرض النيل من وحدتها وتماسك جبهتها الداخلية .
كلمات (أم أبانوب) وقعت كالصاعقة على أهل الشر فى الخارج والداخل وهم الذين يحرضون و يدبرون ويخططون ويمولون ويصنعون الحوادث الإرهابية التى تضرب أبناء مصر ، لا فرق لديهم بين مسلم أو مسيحى ، فمثلما قتلوا مصريين كانوا فى طريقهم للصلاة فى دير الأنبا ميخائيل .. سبق وقتلوا أيضا مصريين كانوا يصلون فى مسجد الروضة ، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المستهدف لم يكن أبدا أقباط مصر ، ولكن الهدف هو اسقاط مصر الدولة .
كان أهل الشر يمنون أنفسهم بأن يصيب الإحباط أقباط مصر ويتملكهم الغضب بعد سقوط العشرات منهم فى عمليات إرهابية جبانة ويخرجون للشوارع معترضين على ما يحدث لهم .. هذا هو الهدف الذى يسعى إليه أهل الشر فى كل مرة يستهدفون فيها كنيسة أو مسيحى ، ولكن فات على هؤلاء أن أقباط مصر لديهم من الوعى والوطنية والذكاء ما يمكن أن يفوتون به أى مكائد أو دسائس أو مؤامرات .. الوطن وحده هو الذى سيدفع ثمنها .
وإننا لنشفق كثيرا على من يدبرون المكائد والمؤامرات لمصر فى الخارج وكلابهم فى الداخل بعد أن تلقوا العديد من الصفعات على يد أقباط مصر – وكان أخرها صفعة ( أم أبانوب) – الذين يخمدون بوطنيتهم ووعيهم كل نار أراد أهل الشر اشعالها بين عنصرى الأمة المصرية .
ونعود مجددا إلى العبارة التى تحمل كلماتها حروفا من ذهب “دم ولادنا مش أغلى من دم اللى بيدافعوا عننا فى سيناء “.. صدقتى ( أم أبانوب ) .. فالدم المصرى واحدا مسيحيا كان أو مسلما .. مدنيا أو عسكريا ونحتسب قتلانا جميعا فى الجنة ، وقتلى أهل الشر فى النار .. هؤلاء الذين يفسدون فى الأرض ويقتلون الأبرياء بلا ذنب .
” ليه كده يا أقباط مصر .. حرام عليكم .. كلما أوقدوا لمصر نار أطفأتموها بوطنيتكم ووعيكم فاشتاطوا غيظا منكم .. وانكم لغالبون”
أبــدا لن تسقط مصر وطن (أبانوب ) و ( أبو شقرة) ..
أبــدا لن تسقط مصر وفيها آذان يُرفع .. وأجراس تدق جنبا إلى جنب ..
أبــدا لن تسقط مصر وفيها مسيحيين يستحون الجهر بالأكل والشرب فى نهار رمضان حرصا على مشاعر أخوانهم الصائمون من المسلمين ..
أبــدا لن تسقط مصر وفيها مسلم ومسيحى يغلق عليهما بابا واحدا ويأكلان فى معون واحد ويتبرعان بدمائهما لبعضها البعض .
أبــدا لن تسقط مصر وفيها جنود ( جيش وشرطة ) يحرصون على الشهادة أكثر من حرصهم على الحياة .. رجال الوطن لديهم أغلى من الروح .
هل يوجد وطن فى العالم يعيش فيه أبناء الديانات كوحدة واحدة وجسد واحد مثلما يحدث فى مصر ؟.
الحمد لله أن منّ الله علينا بالمحبة والأمن والإستقرار .. والحمد لله أن رزقنا الله تعالى الوعى والحكمة لعبور الأزمات ومواجهة التحديات صفا واحدا تحت راية واحدة وشعار واحد .. نقوله جيل بعد جيل ” تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا “