الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 10:17 م
هادم الملذات على فراش الزوجية

د. فراج هارون يكتب عن : هادم الملذات على فراش الزوجية

هادم الملذات على فراش الزوجية

 

كيف تعود الطاقة الجنسية من جديد لمرضى السكر والضغط والأمراض العصبية والنفسية

منذ حوالى٢٠ سنه تقريبا أي سنة 1998م. حصلت زوبعة إعلامية لم يسبق لها مثيل في كل أنحاء العالم عندما توافر في الأسواق عقار الفياجرا للعجز الجنسي وأحدث ثورة طبية عارمة واستعمله حتى الآن الملايين من الرجال مع نجاح مرتفع يصل إلى حدود 70% وأعراض جانبية طفيفة وغير خطيرة.

وبرهنت الدراسات الحديثة انه لا يشكل أي خطر حتى لدى بعض الرجال الذين يشتكون منه أمراض قلبية معتدلة بشرط أنهم لا يستعملون عقاقير “التيترات” الموسعة لشرايين القلب بكل أصنافها.

وبالنجاح الكبير الذي حققه هذا العقار وأفاد ولا يزال الملايين من الرجال عالمياً باستعادة طاقتهم الجنسية بطريقة سهلة وسليمة كان ولابد حافزاً للشركات المصنفة للأدوية أن تكثف أبحاثها ودراساتها لاختراع دواء منافس له وتجني الملايين من الدولارات من حوالي 152مليون رجل يشتكون من العجز الجنسي في شتى أنحاء العالم مع الترقب أن هذا العدد حسب الإحصاءات الطبية سيصل إلى ما يزيد على 300مليون رجل في عام 2020م.

وتكللت جهود شركتين واحدة أميركية والثانية ألمانية بالنجاح وتم اختراع عقار “سياليس” (أو سنافي) من شركة “ليلي أيكوس” الأميركية ودواء ليفتيرا من شركة “باير” الألمانية وتمت الموافقة عليهم من مركز التغذية والأدوية الأميركي FDA واللجنة الأوروبية للأدوية سنة 2003م وانزلا إلى الأسواق وتم بيعهما في كل أنحاء العالم بعد موجة من الدعاية الإعلامية المكثفة التي قامت بها الشركتان ولا تزالان مع صرف الملايين من الدولارات لتسويق عقارهما وحشدت جهود شركات التسويق لإبراز حسنات ومميزات كل من تلك العقاقير.

وقامت منافسة حامية وعنيفة بين الشركات الثلاثة لجذب اكبر عدد من المرضى واستعملت شتى أنواع التسويق والدعاية في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والمؤتمرات والندوات الطبية العالمية واتفقت تلك الشركات على سعر كل قرص من تلك العقاقير بحوالي 8الى 10دولارات وهو سعر باهظ بالنسبة إلى أسعار الأدوية الأخرى وجنت الملايين من الدولارات من بيع تلك العقاقير الفعالة والسليمة التي تتشابه مع بعض الفوارق من ناحية نجاحها المرتفع وأعراضها الجانبية الطفيفة وسلامتها.

حيرة المريض

ووقع المريض في حيرة والتباس حول اختياره أفضلها ووقع تحت تأثير الدعايات المكثفة حول كل منهما واخذ يتحرى ويبحث عن وسيلة لاختيار احدهما الذي قد يوفر له أفضل النتائج وأقل المضاعفات ويتطلع الأخصائيون بشغف نحو الدراسات القائمة عالمياً لمقارنة تلك العقاقير ليستطيع إرشاد مرضاه حولهما ووصف الأفضل منها من حيث الفعالية والسلامة والعفوية الجنسية وقلة الأعراض الجانبية واستمرار الكفاءة والمفعول لعدة أشهر أو سنين. وسنحاول في مقالتنا هذه مناقشة مميزات كل من تلك العقاقير بناءاً على خبرتنا الشخصية والدراسات العالمية والأبحاث العلمية بكل موضوعية وتجرد وإتاحة الفرصة للمريض نفسه أن يستنتج ويختار ما يناسبه منها:

الفياجرا (سيلدينافيل)

أن الفياجرا كالعقارين الآخرين السياليس (سنافي) وليفيثرا يستند في آليته الخاصة في تعزيز الانتصاب بعد حدوث تهييج جنسي بناءً على قدرته في كبح مفعول الانزيم الموجود في الأجسام الكهفية داخل القضيب الذي يثبط المادة الموسعة للشرايين والجيوب التي تدعى cGMP. فعند حصول إثارة جنسية تحث الأعصاب غير الودية أعصاب القضيب وبطانة شرايينه وجيوبه على إفراز مادة أساسية في عملية الانتصاب هي “الاكسيد تيتيرك” التي بدورها تحفز إنزيم خاص “ادينيلات سيكلاز” على إنتاج مادة cGMP التي تساعد مع مواد موسعة أخرى إلى توسيع الشرايين والجيوب فيتدفق الدم عبرها ويزيد الضغط الدموي داخل الأجسام الكهفية وتتقلص العضلات حول العضو التناسلي وتضغط الجيوب الممتدة على الادردة تحت الغلالة البيضاء فتغلقها مانعة تسرب الدم من القضيب ويحصل الانتصاب. ولكنه بعد مدة من المجامعة وكما ذكرناه آنفاً يكبح إنزيم خاص (فوسفو ndsjdnhb فئة 5) ويهمد مفعول cGMP فيتم إغلاق الشرايين والجيوب ويزول الانتصاب.

فآلية العقاقير كالفياجرا والسنافي وليفيثرا ترتكز على كبح مفعول هذا الإنزيم العكسي فيستمر تدفق الدم إلى الأجسام الكهفية ويدوم الانتصاب الصلب.

والجدير بالذكر أن كل تلك العقاقير لا تؤثر على الرغبة الجنسية ولا فائدة منها إلا في وجود تهيج وإثارة جنسية التي تبدأ عملية الانتصاب وتساعدها العقاقير على تعزيزه واستمراره وإنها لا تؤثر على الانطاف حسب عدة دراسات.

فمن مميزات “الفياجرا” انه برهن فعاليته العالية على الملايين من المرضى عالمياً على مدى 6سنوات تقريباً مع نجاح إجمالي يتعدى 70% لمختلف حالات العجز الجنسي العضوية والنفسية ومع أعراض جانبية مزعجة ولكنها ليست خطيرة حتى عند الرجال المصابين بأمراض قلبية معتدلة أو بعد استشارة وموافقة الأخصائي في الأمراض القلبية على استعماله ولم يسبب مباشرة أية وفيات ثابتة كما زعم في الماضي.

ومن أعراضه الجانبية في الدراسات على الآلاف من المرضى الصداع، والطفرة الجلدية الحمراء، ألم في رأس المعدة واحتقان الأنف وسوء الهضم وآلام في العضلات وغمامة زرقاء أو خضراء وتشويش النظر بنسبة 4الى 15% من الحالات.

وقد أعطى نتائج جيدة في حالات المشكلات الجنسية لدى النساء اللاتي تعدين سن اليأس في دراسة أجريت في مستشفى جامعة كلفورنيا في الولايات المتحدة من حيث زيادة الحساس البظري والمهبلي أثناء الجماع وارتفاع نسبة الاستمتاع بالمجانسة والمداعبة الجنسية قبل الجماع ولكنه لم يؤثر على الرغبة الجنسية لديهن وقد يكون العقار المفضل لدى الرجال المسنين الذين لا يمارسون الجنس أكثر من مرة في الأسبوع وعند الرجال المصابين بالأمراض القلبية إذ إن مدى مفعوله كالليفيترا لا يتعدى 4أو 5ساعات فإذا ما حصلت نوبة قلبية بعد تلك المدة القصيرة يمكن استعمال دواء النيثرات إذا ما كان ضرورياً، بالعكس عند السياليس (سنافي) الذي يستمر مفعوله 36ساعة فيحول من استعماله ذلك للحالات الطارئة.

ومن سيئات هذا العقار أن مفعوله الذي يبدأ بعد 30الى 60دقيقة بعد تناوله يدوم حوالي 4ساعات فحسب، فذلك الوقت مناسب ومرغوب حسب رغبة الزوجين ناهيك أن تناوله بعد الأكل الدهني يقلل من امتصاصه وفعاليته.

وقد أظهرت عدة دراسات عالمية أن حوالي 15% من المرضى فحسب يستمرون على استعماله لمدة طويلة وان حوالي 40الى 60% قد يتوقفون عن تناوله لأسباب عديدة أهمها غياب العفوية الجنسية أو سعره المرتفع أو عدم رضى الزوجة عنه أو نتيجة استعادتهم طاقتهم الجنسية الطبيعية أو بسبب الإعراض الجانبية أو لرغبتهم في تطبيق علاج يشفي عجزهم الجنسي ولا يساعد أعراضهم فحسب بطريقة مصطنعة أو حسب ميولهم في تجربة العقاقير الأخرى أو خصوصاً بسبب فقدان فعاليته على المدى الطويل.

السياليس او السنافي ( تدالافيل )

آلية السياليس (السنافي) تشابه آلية الفياجرا وفي تعزيز الانتصاب بعد حصوله ويتحلى ببعض الفوارق الكيماوية يملك مميزة خاصة به وهي أن مفعوله قد يدوم إلى حوالي 36ساعة بعد تناوله ولكن ذلك لا يعني أن الانتصاب نفسه يدوم تلك المدة، وان الطعام حتى الدهني لا يؤثر عليه.

فلاستمرار مفعول هذا العقار حوافز عديدة بالنسبة إلى الزوجين إذ انه يتيح لهم الاستمتاع بالجنس حسب إرادتهم بدون التقيد بمدة زمنية معينة ويعيد لهم العفوية الجنسية وآلية المجانسة الطبيعية ويزيد ثقة الرجل بطاقته الجنسية وقدرته على التمتع بالمعاشرة بدون قيد او تحديد ضيق لتوقيت المجامعة.

وقد نجح السياليس في إعادة الطاقة الجنسية والاستمتاع الجنسي للألوف من المرضى عالمياً المصابين بمختلف الأمراض العضوية كالسكري وتصلب الشرايين وفرط الكوليسترول في الدم وارتفاع الضغط الدموي والأمراض العصبية والنفسية بنسبة مشابهة للفياجرا أي في 70% من تلك الحالات مهما كانت شدة أو درجة العجز الجنسي، مقابل حوالي 25% لدى الرجال الذين عولجوا بالحبوب الكاذبة ويبدأ مفعوله في غضون 16الى 60دقيقة بعد تناوله وقد يفضله هؤلاء الرجال الذين يمارسون الجنس بكثرة وقد يكون العقار الأوفر كلفة لأنه قد يدوم مفعوله إلى 36ساعة فلا يحتاج المريض تناوله أكثر من 3مرات أسبوعيا كما هو الحال مع العقارين الآخرين.

وإما بالنسبة إلى أعراضه الجانبية فهي مشابهة لأعراض الفياجرا من حيث الصداع، سوء الهضم وآلام رأس المعدة، واحتقان والتهاب الأنف والحنجرة والآلام المفصلية ولكنه مع حصول آلام قد تكون نادراً جداً شديدة في أسفل الظهر أو في عضلات الذراعين أو الساقين بنسبة 4الى 7% من تلك الحالات ولكن السياليس لا يؤثر على النظر كالفياجرا مثلاً.

وقد تساوى نجاح هذا العقار مع الفياجرا أي في حدود 70% على المدى القصير إذ انه تم الموافقة عليه من اللجنة الأوروبية للأدوية منذ حوالي سنة ومن المركز الفيدرالي للأدوية والتغذية الأميركي FDA منذ بضعة أشهر فحسب فلذا، لا نستطيع تقويم مفعوله على المدى الطويل وأهمية استمرار فعاليته لمدة تصل إلى 36ساعة بالنسبة إلى اغلب المرضى وأعراضه الجانبية ولكنه برهن سلامته في الدراسات العالمية الأولية التي أجريت عليه من حيث الأمراض القلبية والوعائية ولم يشكل أي خطر على الرجال المصابين بأمراض قلبية معتدلة.

ليفيترا (فردينافيل)

وافقت المراكز واللجان المختصة في الأدوية والتغذية الأوروبية والأمريكية على هذا العقار منذ حوالي سنة ووزع في الصيدليات عالمياً وقامت عدة دراسات عالمية حوله أظهرت فعاليته لكل أنواع العجز الجنسي مهما كانت درجتها بنجاح مماثل للفياجرا والسنافي أي في حدود 70الى 80% من الحالات مع أعراض جانبية طفيفة مثل الصداع والطفرة الجلدية الحمراء والآم المعدة وسوء الهضم والتهاب واحتقان الأنف والحنجرة بنسبة لا تتعدى 15% وبدون أي تأثير على القلب أو الضغط الدموي حتى عند هؤلاء الرجال المصابين بتضييق في شرايين القلب أو أمراض قلبية معتدلة. ليبدأ مفعوله في غضون 25الى 30دقيقة بعد تناوله ويستمر إلى حوالي 4الى 5ساعات.. إن الأكل الدهني قد يؤثر على امتصاصه ومفعوله كالفياجرا مثلاً.

إن آليته تشابه آلية الفياجرا مع فروق طفيفة ومن مميزاته انه قد يفوق بالدقة والتحديد العقارين الآخرين بالنسبة إلى مفعوله على الإنزيم الخاص PDE5. في الأجسام الكهفية مع اقل تأثير على الإنزيمات الأخرى في أنحاء الجسم وذلك يقلل حصول الأعراض الجانبية والمضاعفات الأخرى بنسبة مرتفعة، قد يتفوق عليهما بفعاليته من الناحية الكيماوية ذلك حسب الدراسات المخبرية ولكن ذلك قد لا يعني تفوقه عليهما سريرياً.

ورغم نجاحه العالي، الذي يتساوى مع نجاح الفياجرا والسياليس (سنافي) في حوالي 70% من الحالات مع أعراض جانبية قليلة إلا أن أي حكم عليه يتطلب دراسات إضافية دقيقة على المدى الطويل لإثبات فعاليته وسلامته.

ما الأفضل بين تلك العقاقير؟

سؤال في غاية الصعوبة في الإجابة عنه لأن ثمة عوامل شخصية ترافق استعمال كل منهما وأفضل عقار هو الذي يناسب المريض بالذات بالنسبة إلى فعاليته واستمرارها وخلوه من الأعراض الجانبية المزعجة ونسبة اهتمام المريض لعفوية الجنس وتحديد توقيت جودة الدواء واستمرار فعاليته لوقت طويل وعدد الجماع أسبوعيا.

فيمكن أن يختار الرجال المسنون الذين يجامعون مرة واحدة في الأسبوع الفياجرا او ليفيترا بينما يحبذ الشباب استعمال السياليس (سنافي) الذي قد يتيح لهم عدة مجانسات في الأسبوع مما قد يكون أوفر كلفة.

وقد قامت بعض الدراسات الأولية لتقارن اختيار المرضى لأحد تلك العقاقير وتفضيله على الآخرين.

ففي دراسة أميركية من ولاية واشنطن في الولايات المتحدة شملت 13مركزاً طبياً في الولايات المتحدة وألمانيا على 215رجل مصاب بالعجز الجنسي عولجوا بالسياليس سنافي أو الفياجرا أولاً عدة 4اسابيع مع تبديل العقار الأساسي بالعقار الثاني لمدة 4اسابيع إضافية فقد أظهرت تلك الدراسة أن حوالي 66% منهم اختاروا “السياليس” مقابل حوالي 34% الذين فضلوا الفياجرا كعلاج أولي لهم.

وكانت الأعراض الجانبية كالصداع وسوء الهضم والتهاب الأنف والحنجرة والطفرة الجسدية الحمراء شبه مماثلة بينهما.

وفي دراسة ألمانية أخرى قدمت في المؤتمر السنوي السادس للجمعية الأوروبية للطبابة الجنسية تمت مقارنة العقاقير الثلاثة المستعملة بالتتابع لأربعة أسابيع ومقارنتها بالحبوب الكاذبة وكانت النتيجة أن 47% من المرضى اختاروا “الليفيترا” و34% “الفياجرا” و19% “السياليس”.

وفي دراسة ايطالية قام بها الدكتور “مونتورسي” كان اختيار المرضى حوالي 70% للسياليس وحوالي 30% للفياجرا.

ولكن الجدير بالذكر أن لتلك الدراسات شوائب قد تؤثر سلبياً على نتائجها أهمها غياب القواعد الأساسية للأبحاث العلمية التي تتركز على إجراء الأبحاث المستقبلية المنضبطة العمياء على عدد كبير من المرضى الذين يجهلون تماماً نوعية الأقراص التي يتناولوها بما فيها الأقراص الكاذبة والقيام بالتقويم العلمي الإحصائي الدقيق على النتائج وذلك في مراكز طبية عالمية رائدة وبدون أية مساعدة مالية أو إشراف أو تحكم من الشركات المصنعة لتلك العقاقير وذلك بكل موضوعية وتجرد بعيداً عن أية مصالح شخصية أو مالية كما حصل في بعض تلك الدراسات.

الخلاصة:

إن لاستعمال العقاقير الفياجرا و(السياليس) وليفيترا نتائج ممتازة لمعالجة العجز الجنسي مع نجاح متوازن بينهما يصل الى حوالي 70% في مختلف الحالات العضوية والنفسية.

 

اترك رد

%d