بقلم المستشار / أحمد سليمان
أخبار غير مؤكدة عن العثور على جثة خاشقجي باسطنبول.. رواية أمنية تركية ترجح قتله، لكن أردوغان لديه “توقعات إيجابية”!
هل يكفي نفي السعودية وإعلان بن سلمان السماح بتفتيش القنصلية؟
طيب تعالى نعرف الموضوع من رؤيتنا احنا من لعبة ترامب إلى تنفيذ الكلب التركى لخائنة اليمن مع الترقب الإيراني.
شواهد كثير مزعجة بالنسبة للسعودية.. بالرغم من التاريخ الطويل من التقارب الشديد بين أمريكا والسعودية والتي فازت فيها أمريكا بنصيب الأسد من خيرات بترول السعودية الا ان أمريكا كالعقارب طبيعتها الغدر ولدغ كل شئ وإن لم تجد من تلدغه فتلدغ نفسها.
كم الصلف والصفاقة التي يتعامل بها ترامب مع السعودية لا يحصي ولا يعد ، وقد بدأ عندما زار الأمير محمد بن سلمان أمريكا في الربيع الماضي واستقبله ترامب وسمح للمصورين بتصويره وهو يتباهي بالأموال التي يأخذها من السعودية ، والصورة أسفل المقال.
من المعروف أن قانون “چاستا” الذي سنّ في امريكا يعطي الحق للمواطنين الأمريكيين رفع قضايا تعويض علي السعودية في أمريكا ومن خلال القضاء الأمريكي عن قضية أبراج مانهاتن وما يعرف إعلامياً باسم قضية 9/ 11
وتُهَدَد السعودية بتطبيق هذا القانون كي ترضخ لكل طلبات أمريكا في الاستحواذ علي أموالها المودعة في البنوك الامريكية.. وكانت هناك اتفاقية قديمة مع آل سعود علي أن تنقب أمريكا عن البترول في السعودية مقابل أن تبيعه السعودية بالدولار الأمريكي وتودع دخل هذه المبيعات في البنوك الامريكية.. وبذلك تمكنت أمريكا من بدء تحول الدولار الأمريكي من الذهب الي بترودولار.. وبهذه الاتفاقية فقدت السعودية السيطرة علي أهم مورد من مواردها الطبيعيه واستحوذت عليه أمريكا بالكامل.. صحيح أن امريكا أعطت العائلة الحاكمة قسط من هذه الأموال لتتأكد من اكمالها في هذه الاتفاقية.. ولكنها ايضاً ادخلت في روعهم ان أمريكا هي الحامي الوحيد لوجودهم ولوجود السعودية وعليهم الإبقاء علي الولاء لها لو أرادوا الإبقاء علي العرش وعلي المعيشة الرغدة التي يعيشونها.
لكن دوام الحال من المحال .. وبدأ السعوديون يخرجوا للعالم للتعلم وبدأوا يَرَوْن ما تفعله أمريكا بهم.. ولكن العائلة الحاكمة كانت دائماً تقف بالمرصاد ضد اَي محاولات الاستقلال عن التبعية لأكبر قوه في العالم. وعندما زادت أمريكا في إرهاب العائلة المالكة السعودية بالشيعة في صورة ايران، ترسخت لدى هذه العائلة المشاعر العدائية والخوف من ايران علي انها تحاول إسقاط العائلة من علي عرش السعودية.
وكان دائماً من يعتلي عرش السعودية هو احد أبناء الملك سعود الأب وبذلك فكان دائماً من يجلس علي العرش هو أكبر الأبناء سناً ولذا كانت هناك سلسلة طويلة من الكهول يعتلون عرش السعودية.
ولكن الأحوال تتغير وأحوال العالم تتغير. وجاء الربيع العربي إلي الشرق الأوسط وتركه مدمراً وبعض أقوي وأهم الدول العربية لم تصبح دولاً أصلاً.. دمرت دولة العراق بالكامل وكذلك الصومال وجاري تدمير وانهيار كل من اليمن وليبيا وسوريا.. ونجت مصر. والآن يبدو ان الدور جاء علي السعوديه لتجر باقي دول الخليج ورائها.
عندما اعتلي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد بدأ العمل علي استقطابه وصُدِر له چاريد كوشنر صهر ترامب لانه نفس السن تقريباً ونشأت بينهما ما بدا انها صداقه وظنت الادارة الأمريكية انها لديها رجلها في السعودية في شخص الأمير الشاب.. وعندما بدأ الأمير في محاولاته إنتشال المجتمع السعودي من القرون الوسطي وإرسائه في القرن الـ٢١ ظنت الادارة الامريكية انه اصبح طوعها ويسلم بكل ما تقوله له.
وفعلاً بدّاي الوضع كذلك عندما ورطوه في حرب اليمن لكي يبيعوا له الاسلحة وهم يعلمون انه سيتورط في حرب ليس مع اليمنيين ولكن مع ايران بالوكاله.. ووقعت السعودية فريسة لهذه الحرب النازفة لكل مواردها.. ثم حاول چاريد كوشنر مرة اخري إيقاع السعودية مع ايران في لبنان بالأحداث التي عرفت باستقالة سعد الحريري اثناء وجوده في السعودية.. وكانت هذه المرة ستفضي الي حرب علي لبنان يدخل فيها حزب الله وتدمر البلد بكل طوائفه. ولكن بتدخل من وراء الكواليس تمكنت مصر من تصدير فرنسا في الواجهة لإنهاء هذا الوضع بسلام وعاد الحريري للبنان عن طريق فرنسا لكن بعد ان مر علي مصر اولاً.
وبدأ الامير الشاب بتعلم دروس قاسيه وبدأ يعرف من يثق في كلمته ومن لا يثق فيه. وأدرك الامير ان بلاده واقعه تماماً تحت السيطره الامريكيه وان كل مواردها من البترول تعود الي البنوك الأمريكية والتي تمكن ترامب من السيطرة عليها بمنتهي السهوله.. فقرر الأمير الاتجاه الي إيجاد موارد دخل اخري غير البترول ومن هنا جاءت فكرة المدينة السياحية نيوم.. وفكر في الشراكة مع أكبر دوله في المنطقة لها خبرة سياحية قديمة ولها سوق عالمي وهي مصر. فبدأ في مشروعه السياحي العملاق والذي يدر علي بلده عائداً مادياً محترم من مورد غير البترول وبالتالي يكون مورد صافي للسعودية لا تتدخل فيه امريكا.
وفكر أيضاً في طرح شركة أرامكو للبترول في البورصة العالمية.. وهذا هو الإقتراح الذي رسخ لدي أمريكا انه جاء الوقت للربيع العربي أن يجتاح السعودي، لانه بطرح هذه الشركة الممسكة بكل شئون البترول في السعودية للاكتتاب العام سوف تخرج من تحت السيطرة الأمريكية وتصبح شركة مساهمة عالمية يتحكم المساهمين في قراراتها وتعود مكاسبها للمساهمين كلٌ علي حسب نصيبه.
ولذلك يبدو انه كانت هناك محاوله للتخلص من الأمير الشاب الذي بدأ يعمل لصالح البلد وضد مصلحة أمريكا.. فكانت محاولة الانقلاب والتي حامت الشبهات حول القيام بها كل من الأمراء ورجال الاعمال الذين قد أرغمهم الأمير بالدفع لخزانة الدولة التي خلت بعد ان اغتصب ترامب كل أموال السعودية لديه.. ولكن نجا الأمير من هذه المحاوله وبدأت المناورات الفعلية.
يضغط ترامب علي السعودية لشراء اسلحة امريكية بتخويفهم من ايران..ومازالت عائدات النفط تذهب الي البنوك الأمريكية فتعتبر مفقودة بالنسبة للسعودية ، فالأحسن أن يأخذوا بثمنها الاسلحة التي يمكنهم الفوز بها.. ولكي يتمكن الأمير من الحصول على أفضل وأحدث الأسلحة ذهب في زيارة الي روسيا وسرب خبر انه ينوي شراء منظومه الدفاع الروسيه س-٤٠٠ فأسرعت أمريكا تغريه لدفاعاتها الحديثة والتي اشتراها فعلاً.
وفِي محاولة يائسة لاقناعه بعدم طرح شركة أرامكو في البورصة العالمية أوجدوا له المعوقات القانونية مع شركة اخري وهو الأن يعمل علي تقنين موقف أرامكو مع هذه الشركة ولكنه مصمم علي الطرح الذي مقدر له إما اواخر ٢٠١٩ او أوائل ٢٠٢٠.. وفِي أسوأ الظروف سيكون في ٢٠٢١.. ولذا إتُخِذ القرار أن تقع السعودية تحت تأثير الربيع العربي.. فبدأ الهجوم الإعلامي.
أول هجمة كانت صفاقة ترامب في القول علنية وأذيع قوله الذي جاء في سياق خطاب علني له عن كيفية تحكمه في السعر العالمي للبترول ،أن الملك السعودى لن يحافظ علي عرشه أكثر من أسبوعين لو سحبت امريكا حمايتها له ولذا فعليه الدفع مقابل هذه الحماية.
وهذا الكلام يكشف بلطجة امريكا التي تحاول فرض إتاوة حماية للعائلة المالكة السعودية. وجاء هذا في إطار محاولة الضغط علي السعودية لزيادة حصة إنتاجها من البترول ليعادل النقص الذي سيحدث عندما تطبق العقوبات الامريكية علي ايران بإيقاف تصديرها للبترول. وطبعاً هو كلام مستفز للغاية لهذه العائلة.. ولكن تعامل الأمير بن سلمان مع هذا الوضع بمنتهي الحكمة بالرغم من الاستفزازات القوية وفِي حديث صحفي مع بلومبرج تكلم بالعقل والرزانة التي تفوق سنه وأظهر السعودية في ضوء المملكة الرصينة والتي تدار بالعقل.
ونحن الأن في وسط الهجمة الاعلامية الثانية والتي تقوم بها محطة الچزيرة وتخص “اختفاء” الصحفي السعودي جمال خاشقچي والإشاعة أنه قتل داخل القنصلية السعودية في تركيا.. ولكن عند إظهار شريط كاميرات المراقبة انه خرج سالماً من القنصلية بدأت ألجزيرة تحور من روايتها ولكنها مازآلت تحاول رمي الاتهامات علي الحكومة السعودية.. وبدأت وسائل الاعلام الغربية الحرب الشرسة علي السعودية والتشكيك في الأمير محمد بن سلمان وانه وراء هذا الاختفاء وأن هذه بداية لاضطهاد “المعارضة” السعودية.. الا يذكرنا كل هذا بما حدث لنا في مصر مع الاخوان؟
ومن المعروف أن هذا الصحفي محسوب علي الإخوان وأن توكل كرمان وقفت تبكي “اختفائه” أمام كاميرات الغرب التي تتعاون مع الچزيرة في محاولات للإساءة لسمعة السعودية.
سافر الصحفي إلي عدة دول ولكن لم يحدث اختفائه إلا هذه الأيام وفِي الدولة الاخوانية المعادية للسعودية وهى تركيا واستمرار وسائل الاعلام الغربية في الإساءة إلى سمعة السعودية.. كل هذا بمحض الصدفة؟ والتوقيت والمكان ايضاً صدفة ؟
لم تحسم مشكلة خاشقچي بعد ولكنها تذكرنا بموضوع خالد سعيد في الإسكندرية قبل قيام الثوره بعدة أشهر، فالشواهد تقول ان الدور جاء علي المملكة وقد يكون أيضاً جاء علي الإمارات.. الوقت وحده هو الذي سيظهر كيف سيحاولون القضاء علي هذا البلد العربي ، هل عن طريق القلاقل الداخلية (نشطاء مدربين في الخارج علي التأجيج من اعوان سوروس) ام عن طريق الاغتيال لأفراد العائلة (وكانت هناك محاوله قريبة لذلك) أم عن طريق توريط البلد في حرب مع إيران كما فعلوا مع العراق سابقاً.
وهناك ايضاً محاولات أمريكا في الدخول في حلف خليجي وانضمام مصر والأردن فيه وهذه ايضاً احدي أساليب أمريكا للسيطرة علي المنطقة.
حتي الأن الأمير بن سلمان اظهر حكمه وضبط للنفس يدعوا للإحترام في تعاملاته مع العالم الخارجي ونرجو ان يكمل بهذا النهج لإنقاذ بلده وكيانها ومواردها والحفاظ علي وحدة اراضيها.. ولابد أن يتذكر الأمير الشاب أن مصر من مبادئها الوقوف لجانب حلفائها والحفاظ علي الدولة الوطنية واستقلال ارادتها وسلامة ووحدة اراضيها.. وقد بدأ الشعب المصرى علي وسائل السوشيال ميديا في مؤازرة ومساندة الموقف السعودي شعباً وحكومةً ضد هذه الهجمة الممنهجة التي تقوم بها الحكومات الغربية باستخدام اداتهم الاعلامية من الچزيرة الي الجارديان في بريطانيا والوشنطن بوست في امريكا.
ولكن الشعوب العربية ، والمصريين بالأحري قد وعوا لما يحاك بعد أن مروا به بأنفسهم وفهموا أساليبه.
جميع التحركات مكشوفة والله الموفق والمستعان
حفظ الله مصروالمملكة