بقلم – مجدى صادق
سرحت ببصرى بعيدا وانا اتذكرتلك الايام التى عشتهاعندما شاركت فى تنظيم مهرجان لليوجا بالجونة المنتجع الساحر , وانا اتابع فاعليات مهرجان ” الجونة ” السينمائى فى دورته الثانية ونجاحه المبهر كحدث سينمائى اقرب الى العالمية ل ” تحريك ” الماء الراكد فى صناعة السينما التى اصيبت بتبلد الفكر وانتجت افلام اشبه بافلام المقاولات فى زمن مضى لكنى اسميها ” افلام الخطوط الطوالى ” الهابطة عبر اتوبيسات السوبرجيت بانواعها بما فيها شركات ساويرس نفسها ! رغم ان نجيب ساويرس راهن على ” ولادة ” مهرجان سينمائى واقام له ” سبوع ” معتبر ينقذ به ماوصلت اليه حالة مهرجاناتنا السينمائية سواء القاهرة او الاسكندرية ! وبعد ان سرقت بلدانا عربية ابصار واضواءالعالم الى مهرجاناتهم السينمائية الوليدة ! واستطاع ان يخرج مهرجان الجونة بمواصفات عالمية فى التنظيم والاعداد والابهار والاخراج وحتى ” كرنفال ازياء نجماتنا ” لكن عليه ان يكمل المشوار رغم ان عمره عامين بما هو منافس عالمى على ذات ” الريد كاربت ” !. ففى شارع لاكروزيت الشهير على سواحل مدينة كان اللاذوردية يقبع قصر المهرجانات مركز اقامة اقدم مهرجان سينمائى دولى وهو مهرجان كان الذى يرجع تاسيسه الى عام 1946 وقد خرج هذا المولود من رحم الحرب العالمية الثانية ففى اليوم الثالث للمهرجان كانت الحرب قد اشتعلت بين فرنسا وبريطانيا ثم مع المانيا ورغم فترات التوقف المتكررة , الا ان مهرجان “كان ” قد صمد وعاش حتى اصبح عمره الان 71 عاما ! وكانت جائزته ” السعفة الذهبية المرصة ب167 ماسة ” حلم صناع السينما فى العالم ومن هذا المهرجان لمعت نجوم صناعة السينما فى العالم فظهر فدريكو فيللينى الايطالى ومعه لويس فيسكونتى وكذا مايكل انجلو انطونيونى والفرنسى كلود ليلوش والبولندى رومان بولانسكى والامريكى فرنسيس فورد كوبولا والتونسى عبد اللطيف كشيش والمصرى يوسف شاهين وكان الفيلم الامريكى ( اتحاد المحيط ) للمخرج سيسيل بى دوميل والسويدى الف سوبيرج وفيلمه ( اريس وقلب الملازم ) وشيتان اناند المخرج الهندى وفيلمه ( المدينة المنخفضة ) انطلاقة مهرجان كان السينمائى . ونعرف ان فرنسا قلب السينما فى العالم ومنها خرجت كل الحركات والتيارات والمدارس السينمائية فى العالم بما فيها الموجة الجديدة لان الدولة داعم لهذا الفن وهناك عشرات المؤسسات الباحثة والداعمة والممولة رغم ان فرنسا تأتى فى صناعتها بعد الولايات المتحدة التى خطفت العالم الى حضن ” هوليوود ” ! واذا كانت مصر قد عرفت السينما عام 1896 بالاسكندرية مثلما قال الزعيم عادل امام عند تكريمه , فقد قدم اول عرض سينمائى بحديقة الازبكية بالعتبة بالقاهرة فى حين ان اول تصوير سينمائى مصرى قامت به محلات عزر ودوريس بالاسكندرية عام 1907 بينما كان اول انتاج فيلم روائى طويل عام 1932 وهو فيلم ” فى بلاد توت عنخ آمون ” حيث تم تصويره فى مصر ! واستغرب عندما اعرف ان بنك مصر ( هو فين دلوقت من مثل هذه الاحداث ! ) الذى اسسه طلعت حرب باشا كان وراء انطلاق هذا الفن فى مصر اذ تأسست شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1925 بعد ان كانت مجرد قسم تابع لشركة مصر للاعلانات احد شركات بنك مصر وكانت نقطة التحول فى هذه الصناعة عندما تم تشييد استديو مصر عام 1838 اما فيلم زينب عن رواية الدكتور محمد حسين هيكل فهى من انتاج استديو رمسيس عام 1930 قبل مولد كلا من عادل امام وحسين فهمى الذين ولدوا عام 1940 ففى هذه المرحلة انتعشت السينما المصرية ! اذا فنحن اولى بهذه المهرجانات السينمائية الدولية واذا كانت الدولة فشلت فى دعم مهرجان القاهرة السينمائى الذى تأسس على ايدى الصحفى والناقد الراحل كمال الملاخ فى 16 اغسطس 1976 على مدار سبع سنوات وتبعه الكاتب الراحل سعد الدين وهبة ورغم الجهود التى بذلت على ايدى رؤساء للمهرجان حاولوا ان يحافظوا على مستواه كمنافس لكنهم لم يجدوا الدولة بجانبهم , فقد نجح نجيب ساويرس ان يتجنب كل اخطاء المهرجانات السابقة و ” صداعها ” فى عمليات التمويل والدعم والتنظيم والاهم انه تحدى ان يكون رئيس المهرجان ليس بالضرورة نجم سينمائى يلتف الجميع حوله وربما يقاطعه اخرون فالشللية تدير هذا الوسط فكان الرهان على شخصه ! ومثلما جاء مهرجان كان السينمائى على اجمل سواحل الكوت دازور كان مهرجان الجونة السينمائى على اجمل بقاع الدنيا على ساحل البحر الاحمر بمنتحع الجونة الساحر وجاءت نجماتنا فى ابهى حلة ينافسن نجمات العالم فى طلاتهن وابداعهن وجمالهن فالجمال جزء اصيل من نجاح المهرجانات العالمية رغم الهجوم السطحى بانه مهرجان للعرى فهم لايعرفون للجمال معنى ! لكنى اهمس فى اذن لجنة مشاهدة واختيار الافلام لماذا نقوم بعمل ( كوبى بيست ) لافلام مهرجان كان السينمائى الدولى فى اختيار الافلام رغم ان هذا تقليد متعارف عليه فى كافة المهرجانات لكن كنت اتمنى ان يكون لمهرجان الجونة السينمائى افلام اخرى متميزة لم تعرض من قبل فى اى مهرجانات عالمية سابقة , نعم هناك 15 فيلما فى مسابقة الافلام لروائية و12 فيلما للافلام الوثائقية الطويلة و23 فيلما للافلام القصيرة و5 افلام فى البرامج الاستعادية ( ! ) لكن عرضت افلام قدمت من قبل فى” كان ” منها فيلم ” يوم الدين ” للمخرج والمؤلف ابوبكر شوقى الذى حصل على جائزة فرانسوا شاليه وهى جائزة لتكريم الصحفى الفرنسى فرانسوا شاليه برعاية زوجته مى تشن وفى هذا الصدد لماذا لا يفكر المهرجان فى تكريم رؤساء مهرجان القاهرة السينمائى ومؤسسيه مثل كمال الملاخ وسعد الدين وهبة وتكون هناك جوائز تحمل اسمهم على غرار مهرجان كان اهو بالمرة ! ومن الافلام الاخرى التى عرضت الفيلم التونسى ” ولدى ” اخراج محمد بن عطية وسبق عرضه بمهرجان كان وقد فرخت ان هناك جائزة تحمل اسم عمر الشريف قدمت للنجم العالمى اوين ويلسون واذا كان المهرجان حاول ان يؤكد من غير قصد بالطبع ان سيلفستر ستالون النجم الامريكى العالمى لازال حيا بعد ان انتشرت فيديوهات مفبركة تطارده بالموت مرة بالانتحار ومرة اخرى فى حادث سير والنجم العالمى ستالون الذى ولد بنويورك من عائلة اب ايطالى وام اوكرانية يهودية فى نفس اليوم الذى ولد فيه الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش 6 يوليو 1946 لذا برع ستالون فى افلام المحارب ” رامبو ” وافلام الملاكم ” روكى ” فكان حضور مميز ورائع وتكريمه شئ عظيم خاصة وقد حصل على الاوسكار عام 1977 اى منذ 41 عاما عن دوره فى فيلم ” روكى “! ولان مهرجان الجونةالسينمائى مهرجان يحاول ان يرسم صورة ذهنية مختلفة لدى الجمهور فقد كان اختياره للفيلم الايرانى ” ثلاثة وجوه ” للمخرج الايرانى جعفر بناهى والذى عرض ايضا فى ” كان ” والجميل فى الفيلم الذى منعت السلطات الايرانية مخرجه هى ان شخصيات الفيلم قدمها الاشخاص الحقيقيون منها الممثلة الايرانية ميهنار جعفرى وهو الفيلم الرابع للمخرج الايرانى وحصل من قبل على جائزة الدب الذهبى من مهرجان برلين السينمائى عن فيلمه ( تاكسى ) فقد كانت لفته ذات معنى من ادارة المهرجان رغم لم اسمع عن افلام فلسطنية او لبنانية حظيت بالاهتمام داخل فاعلياته ! لذا اتمنى ان يخرج مهرجان الجونة الى العالمية وان تتعدد فاعلياته من سوق الفيلم الى السينما الغالمية الى اسبوع النقاد والا يقتصر فقط على العروض السينمائية وورش العمل والندوات ويبقى تكريم الزعيم النجم عادل امام وسام على صدر هذا المهرجان الذى لن يتكرر بحضوره وتاريخه ووفاءه لفنه والاهم عشقه الاكبر لمصر التى تناست تكريمه عبر عشرات المهرجانات ! واتساءل : هل يخطف مهرجان الجونة السينمائى ” السعفة الذهبية ” لمهرجان كان السينمائى؟! وهل هو فى الطريق للمنافسة وسحب ” الريد كاربت ” من الكثير من المهرجانات فى دولنا العربية التى انتهزت فرصة ان السينما المصرية بعافية مثلما قال يوما العملاق الراحل احمد زكى رغم انها الأم الرؤوم لكل السينمات العربية وغير العربية ؟!