الجمعة, 20 سبتمبر, 2024 , 9:37 م

إلى وزير التربية والتعليم .. أغيثونا .. يوسف ضحية “تعليم الإسكندرية”

وزير التربية والتعليم

 

الوطن المصرى – ألاء شوقى

” هى البلد مش عاوزانى أتعلم .. هم بيعملوا ليه كده يا بابا ” .. كلمات خرجت بطريقة عفوية من يوسف الطفل الصغير الذى لم يتجاوز عمره السابعة .. كان يمنى نفسه أن يدخل المدرسة التى تتعلم فيها شقيقته حتى تصطحبه معها من وإلى المدرسة ، لا سيما وأن الأم مريضة ولا تقوى على النزول وإصطحاب طفلها كل يوم إلى المدرسة ، ثم تذهب لإحضاره.

فى الجامعات ومع الشباب هناك ما يسمى بلم شمل الأسرة وتقليل الإغتراب فتسمح اللوائح والقوانين بنقل طالب جامعى يقيم فى القاهرة مثلا إلى جامعة القاهرة بعد أن ذهب به مكتب التنسيق إلى أسيوط أو سوهاج للتخفيف عنه وحتى لا يكون الإغتراب عائقا أمام دراسته وتفوقه .. هذا يحدث مع من يتجاوز عمره الثامنة عشر ، فما بالنا بطفل صغير لا يتعدى عمره السابعة .. تحجرت المسئولين وتعاملوا مع الطفل بلوائح جامدة  رغم أن نقل طفل لمدرسة شقيقته ليس فيه خرقا للقانون أو اللوائح ، واذا كان القانون يقف حائلا دون لم شمل أطفال أشقاء فى مدرسة واحدة فتبا لهذا القانون ولمن وضعه .

مثل تلك التصرفات هى التى دفعت رئيس الجمهورية إلى عمل تطوير شامل فى العملية التعليمية ، وكل مسئول عفا عليه الزمن فى منصبه لا يواكب هذه الحداثة فحتما لن يكون له مكانا فى المستقبل القريب.

قضية يوسف وجنى التى تبنتها ” الوطن المصرى” لا تحتاج لكل هذه المعاناة ولا كل هذه السطور حتى نتوسل لوكيل وزارة أو مدير مديرية أو مديرة مدرسة أن تتعطف وتوافق على طلب فى باطنه وظاهره ومن حوله الرحمة ، ولكن يبدو أن الرحمة أصبحت عملة مرفوعة من الخدمة فى مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية .

لا زالت التأشيرات المضروبة معمول بها فى تعليم الإسكندرية، فبعد وصول والد الطفل يوسف لمكتب وكيلة وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية قامت بالتأشير على الطلب : ( السيد مدير عام الإدارة مراعاة ظروف الأسرة وافاد ) .. سعادة غامرة تملكت ولى الأمر وطفله وشكر الوكيلة ، وهو لا يعلم أنها تأشيرة فشنك لا تثمن ولا تغنى من جوع ، وعندما ذهب بالتأشيرة للمدير المسئول قال له هذه التأشيرة لا يعمل بها وخاطب ولى الأمر قائلا : عليك أن تعود للوكيلة وتطلب منها تكتب على الطلب صراحة أوافق مراعاة لظروف أم الطفل المرضية ، وعندما عاد ولى الأمر للوكيلة وطلب منها ذلك رفضت رفضا قاطعا وقالت له لن أكتب هذه الكلمة مطلقا .

هل تركت الدولة والحكومة مصائر زهور فى مقتبل العمر لمثل هؤلاء .. والله لا نعلم ماذا نقول .. هل يرضى هذا الأمر وزير التربية والتعليم المحترم الذى يسعى جاهدا لتطهير العملية التعليمية وتطوير واستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية .. أى تكنولوجيا يمكن أن تطبق وهناك مسئولين عن التعليم فى المحافظات يتلاعبون بحياة ومصائر تلاميذ .

معالى وزير التربية والتعليم .. ابنكم يوسف يحلم بالذهاب للمدرسة .. عندما تسأله نفسك تطلع إيه يسارع فى الرد قائلا .. نفسى أطلع دكتور علشان أعالج الناس .. معالى الوزير المرض لم يصيب أجسادنا فقط ، بل أصاب انسانيتنا ونزع الرحمة من قلوبنا .. لابد عندما يتحقق حلم  يوسف ويدخل كلية الطب أن يتخصص فى الطب النفسى كى يعالج مرضى القلوب والعقول أما مرضى الجسد فهذا أمر هين .

معالى وزير التربية والتعليم لقد خاطبنا وناشدنا السيدة وكيلة الوزيرة فى التقرير السابق ونقلنا لها معاناة أسرة ولى الأمر محمد حمدى هشام ولكنها لم تتحرك بداعى اللوائح والقوانين .

معالى الوزير هل تمنع اللوائح والقوانين لم شمل أسرة وتقليل اغتراب طفل لم يتعدى عمره السابعة ونقله من مدرسة إلى مدرسة أخرى تابعة لنفس الإدارة التعليمية ، فى الوقت الذى تسمح فيه اللوائح والقوانين بنقل طالب جامعة من محافظة إلى محافظة أخرى للم شمل الأسرة وتقليل الإغتراب .. كم من الجرائم والتجاوزات ترتكب بإسم اللوائح والقوانين.

معالى الوزير أنت أخر أمل لنا بعد المولى عز وجل أن تصدر تعليماتكم بلم شمل الأسرة المنكوبة .

اترك رد

%d