الوطن المصرى – أحمد السيد
منذ عدة سنوات فتحت مصر أبوابها للإستثمار العقارى واستغلال المساحات الكبيرة فى الصحراء لعمل تنمية عمرانية ، وبدأت شركات التطوير العقارى فى شراء مساحات كبيرة بتسهيلات أكبر لبناء مشروعاتها السكنية والتجارية ، ولا نريد أن نسترسل فى كيفية وطرق سداد قيمة هذه الأراضى للدولة .
ما يعنينا هنا ونحن نفتح ملف ” الإستثمار العقارى فى مصر .. بين الحقيقة والوهم ” هو دعم شركات التطوير العقارى الجادة التى التزمت بعقودها وعهودها من العملاء ، مثل تلك الكيانات يجب على الإعلام أن يقف بجوارها ودفعها للأمام .
وعلى النقيض تماما هناك عدد من الشركات وهى قلة انحرفت عن الطريق واستغلت الظروف التى تمر بها البلاد لتحقيق أرباح طائلة من مشروعات لم تتم .. مشروعات لا وجود لها إلا على الأوراق وفى الإعلانات .
مثال صارخ على ذلك شركة تدعى ” أبراج مصر ” بدأت عملها سنة 2010 كمطور عقارى بدأت بمشروع كمبوند صغير أطلقت عليه “لافاندا Lavanda” فى الهضبة الوسطى ..وفى أواخر 2011 بدأت حملة إعلانية ضخمة فى جميع وسائل الإعلام عن مشروع كمبوند أكبر أطلقت عليه اسم “فلورنتا Florenta” فى الهضبة الوسطى أيضا بجوار ” لافاندا” .. أسلوب الدعاية الذى استخدمته الشركة والأفكار الجديدة أبهرت كل من شاهدها مع تعداد مميزات هذه المشروعات من وجود حمامات السباحة والملاعب ومنطقة ألعاب الأطفال والطاقة الشمسية التى ستستخدم فى إنارة المنافع العامة فى الكمبوند ومميزات أخرى كثيرة .. وحقق عى الإنبهار المطلوب وتدفق الحاجزين لحجز وحدات لهم ودعت ملايين الجنيها وتم حجز كافة وحدات المشروع والذى كان من المفروض أن يتم تسليمه بالكامل نهاية عام 2015 ولم يحدث ذلك .
بعد الإعلان عن فلورنتا بفترة قصيرة أعلنت ” أبراج مصر ” عن مشروع جديد وهو مول تجارى اسمه “مونتانا مول Montana Mall” فى الهضبة الوسطى بجوار لافاندا وفلورنتا .. ثم أعلنت الشركة عن مشروع قرية سياحية ضخمة فى الساحل الشمالى اسمها “سابيدوريا” سرعان ما غيرت الاسم إلى “ذا شور The Shore” ..
ثم أعلنت الشركة عن مشروع مبنى سكنى تجارى إدارى ضخم فى مصر الجديدة فى شارع النزهة أطلقت عليه اسم “ذا جيت The Gate” وهذا المشروع تم عمل دعاية إعلانية ضخمة له شارك فيها الممثل خالد الصاوى والممثلة كندة علوش.
وحتى الآن لم يتم تنفيذ مشروع واحد من تلك المشروعات الخمسة التى أعلنت عنها الشركة طبقا للعقود المبرمة رغم أن الشركة حصلت على مئات الملايين من الجنيهات قيمة هذه الوحدات .
الطامة الكبرى أن مجلس إدارة شركة أبراج مصر يضم مسئولين كبار فى الدولى سابقين من بينهم وزراء ومسئولين .. هل أعضاء مجلس الإدارة يعلم بما يحدث من ممارسات القائمين على الشركة .. هل هو مشارك معهم فى مسئولية عدم الإلتزام تجاه عملاء الشركة .. هل .. هل .. هل ؟ .. الأسئلة كثيرة وتجعل الشبهات تحوم حول مجلس إدارة الشركة .
بالطبع من حق المسئولين فى مجلس إدارة الشركة أن يردوا على ما نشر استجلاءا للحقائق الكاملة حول تلك القضية الخطيرة لا سيما اذا ما تعلق الأمر بتحويشة عمر المصريين الذين وثقوا فى كيان استثمارى يعمل تحت مظلة الدولة ويعمل فيه مسئولين سابقين وحاليين بالحكومة .. ننتظر ردا شافيا من المسئولين .. وتؤكد الجريدة أنها لا تتبنى أى وجهة نظر ، بل تعرض الأمر للرأى العام لمحاسبة المخطأ ورد اعتبار من تعرض لظلم .
و ” الوطن المصرى ” تفتح ملف أبراج مصر وعلاقتها بالبنوك المصرية والقروض والمنشآت الوهمية ورد أموال الحاجزين التى اكتظت أقسام الشرطة بالمحاضر التى حرروها ضد الشركة .. انتظرونا