واجهنا طائرات الفانتوم الحديثة بالطائرات الميج 17 القديمة وتفوقنا عليها بفضل الطيارين المصريين
بن جوريون : قوة اسرائيل ليس فيما تمتلكه من سلاح ولكن فى تدمير 3 جيوش عربية
هناك دول لديها مصلحة فى أن تظل المنطقة العربية مشتعلة
أجرى الحوار : خالدعبدالحميد
أثبت المقاتل المصرى وسلاح المشاه قدرته على حسم أى معركة يخوضها بنجاح وتحقيق الإنتصار والمهمى المكلف بها .
حدث ذلك فى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ، فى الحرب على الإرهاب التى يخوضها أبناء القوات المسلحة بشجاعة وبسالة لا يهابون الموت دفاعا عن الأرض وتطهيرها من العصابات التكفيرية التى أعتقدت أن مصر ستكون لقمة طرية يسهل اقتطاع جزء من أراضيها ، ولكن وجدوها مقبرة لهم ولكل من سولت له نفسه المساس بحدود مصر وأراضيها .
فى ذكرى تحرير سيناء من المحتل الإسرائيلى نتذكر كيف استطاع جنود مصر استرداد الأرض وقبلها كرامة العسكرية المصرية التى اهتزت بشدة فى 67 رغم أن الجيش المصرى وقتها لم يخوض حربا حقيقية .
وبمناسبة تلك الذكرى الغالية على شعب مصر نلتقى اللواء أ .ح ثروت النصيرى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وأحد أبطال المشاة فى حرب التحرير ليحدثنا عن ذكرياته فى هذه الملحمة العسكرية .
قال اللواء أ .ح ثروت النصيرى : كنت قائد سرية مشاه فى حرب 73 وكنت مكلف أن أعبر قناة السويس وتسلق الساتر الترابى وتدمير أى دبابات للعدو تواجهنا
.. لا يجب أن ننسى أن حرب 73 كانت نتاجا لفترة عصيبة مرت بها مصر بداء من 67 ومرورا بحرب الاستنزاف وحتى حرب 73.
عانينا كثيرا من مرارة الهزيمة الى أن تزوقنا حلاوة النصر فى أكتوبر العظيم .. عبرنا من الانكسار الى الانتصار وحولنا جميع السلبيات فى 67 الى ايجابيات فى 73 .
كانت حرب الاستزاف بمثابة أقوى تدريب استعداد لمعركة الحسم واستفدنا كثيرا منها الى أن تحقق لنا النصر .
لقد نجح الجيش المصرى بعد الخسائر الكبيرة التى منى بها فى 67 فى استردلد قوته وعافيته فى أقل من 6 سنوات وهو يعتبر إعجازا بكل مقاييس العسكرية العالمية ، وكان السبب المباشر هو وجود إرادة قوية لدى المقاتلين لتحويل الهزيمة إلى نصر ، وكان التدريب عنيفا وشاق نفس الأسلحة التى حاربنا بها فى 67 هى نفسها الأسلحة التى حاربنا بها فى 73 ونفس الجندى المقاتل .
ونخرج من ذلك بنتيجة هى أن القوات المسلحة ظلمت فى 67 ولم تختبر ولم تكن هناك مواجهة حقيقية مع العدو بدليل أنه عندما واجهنا اسرائيل فى 73 انتصرنا عليها وكانت الغلبة لنا .
وقهرنا الجيش الذى لا يقهر وقطعنا الذراع الطولى لإسرائيل ولم تستطع طائرة اسرائيلية واحدة عبور قناة السويس أثناء الحرب ، كنا نواجه الطائرات الفانتوم الحديثة فى ذلك الوقت بطائرات الميج 17 القديمة ، ولكننا استطعنا أن نحقق النصر وتفوقنا عليها العدو المحتل بكفاءة الطيارين المصريين ، فالعبرة كانت بمن يستخدم المعدة وليس بحداثة المعدة ذاتها .
استطعنا خلال 6 ساعات عبور قناة السويس والتواجد بعدد 80 ألف جندى فى شرق القناة خلال هذه الساعات القليلة وهذا دليل على التدريب الجيد ، فقد استطاعنا العبور بخمس فرق كاملة للضفة الشرقية من القناة .
حققنا المفاجأة وانتزعنا منهم المبادئة .. قمنا بالفعل وكانوا هم رد الفعل .
واستطرد قائلا : جميع الأفراع الرئيسية للقوات المسلحة اشتركت فى المعركة وكانت البداية قواتنا الجوية التى منعت أى طائرة اسرائيلة من اختراق حدودنا أو التحليق فوق قناة السويس حتى أن رئاسة الأركان الإسرائيلية اصدرت تعليمات للطيارين الاسرائيليين بعدم الإقتراب من قناة السويس على مسافة 15 كيلو وهذا كان نجاح لنا .
وأسقطت صواريخ الدفاع الجوى ثلاثة طائرات اسرئيلية فى بداية المعركة وشعرت بالتفاؤل عندما شاهدت هذه الواقعة المبشرة.
اتذكر أيضا استشهاد الفريق عبد المنعم رياض الذى سطر ملحمة من البطولة والفداء لتكون عبرة للشباب والجنود كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف ، وكان يتقدم فى الخطوط الأمامية فى المعركة وأصر على ذلك وللأسف أصابته شظيا واستشهد على أثرها .
ومن عوامل نجاح حرب 73 السرية التامة ، فنحن كقاعدة لم نعلم بساعة الصفر الا قبلها بساعتين فقط فى الثانية عشر ظهر 6 أكتوبر 73 وكل مستوى كان يعلم مهمته فى التوقيت المحدد له .
وقال أن الشعب المصرى كله كان شريكا فى حرب 73 فلم يكن هناك بيتا إلا وكان فيه فرد شارك فى الحرب ضمن القوات المسلحة .
حاولوا كثيرا تدمير الجيش المصرى وتفكيكه الا أنهم فشلوا بسبب صلابة الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول جيشه .
وأضاف أن بن جوريون رئيس وزراء اسرائيل الأسبق جمع قادته عام 49 وقال لهم أن قوة اسرائيل ليس فيما تمتلكه من سلاح نووى ولكن قوتها فى تدمير 3 جيوش عربية ” المصرى والسورى والعراقى”
فلسفتهم منذ البداية القضاء على الجيوش الثلاثة ونجحوا مع جيشين للأسف .
مؤكدا أنه طالما ظل الجيش المصرى قويا سيكون قوة الردع لكل من تسول له نفسه المساس بمصر أو الدول العربية .
وقال أن الرئيس السيسى فى خطابة الأخير فى مؤتمر القمة العربية بالسعودية أكد الدول العربية تحتاج إلى استيراتيجية شاملة لمواجهة التحديات التى تمر بها الأمة العربية وهذا يعنى تكاتف الدول العربية بإرادة واحدة لوضع استيراتيجية شاملة موحدة لمواجهة الإرهاب .
والحقيقة التى لا يجب أن يغفلها أحد أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم .. ولولا هذا الإرهاب لكان لمصر شأنا أخر ضمن الكيانات الإقتصادية الكبرى فى المنطقة .
مشيرا الى أن هناك دول لديها مصلحة فى أن تظل المنطقة العربية مشتعلة .. روسيا كانت تسعى للوصول للمياه الدافئة فى سوريا ، ووصلت بالفعل لأن هناك نفط وغاز منتظر فى هذه المنطقة ، وأمريكا لن تترك التورتة تذهب بعيدا عنها ونفس الأمر بالنسبة لتركيا وإيران وفرنسا وبريطانيا .
وأكد على أنه طالما ظل الشعب المصرى متماسكا مع جيشه ويعلم تماما ان الجيش يحارب الإرهاب فى سيناء حربا ضروس لن يتمكن منا أحد .
وقال : الحمد لله تقلص الارهاب إلى حد كبير .. والجيش يقوم بتطهير سيناء شبرا شبر إلى أن يتم تطهيرها عن أخرها قريبا باذن الله .