الجمعة, 5 يوليو, 2024 , 10:37 م

خالدعبدالحميد يكتب : نصيب الأسد فى دولة الأسد.. ومستنقع النيل من مصر

 

 

رغم عشرات الأحداث والنكبات التى مرت بها الأمة العربية وضياع دول بالكامل بسبب المؤمرات والغباء السياسى إلا أننا وحتى اليوم لا نزال نضع الأمل فى دول إستعمارية لنجدتنا وإنقاذنا من أطماع دول استعمارية أخرى وجميعهم لهم أطماع فى ثرواتنا وخيراتنا ولم يأتوا إلى منطقتنا لدعم بلداننا أو من أجل سواد عيون حكامنا .

المصلحة .. والمصلحة فقط هى التى تحرك الدول الإستعمارية ، وما نتمتع به من غباء سياسى هو الذى يمنح الفرصة على طبق من ذهب لتلك الدول لإحتلال أراضينا والإستيلاء على خيراتنا.

ومثال صارخ على من نقوله هو سوريا .. وما أدراكم ما يحدث فى هذا الجزء الغالى من أمتنا العربية التى تداعت عليها باقى الأمم .

سوريا الآن فى موقف لا تحسد عليه بعد أن دنست أراضيها معظم القوى الإستعمارية القديمة والحديثة .. جاءت إلى الأراضى العربية فى سوريا ليس لإنقاذ شعبها من الدمار والقتل ، ولا للتحقيق فى حقيقة إستخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية – كما يزعمون – ولكنهم جاءوا حتى لا يفوتهم قطار توزيع الغنائم وتستولى أمريكا بمفردها كالعادة على نصيب الأسد فى دولة الأسد الجريح .

حتى روسيا الحليف الإستيراتيجى لسوريا لم تأتى بأساطيلها وأسلحتها وجيشها من أجل سواد عيون بشار أو الشعب السورى ، ولكنها جاءت حتى لا تستأثر أمريكا وحدها بالكعكة ولحماية مصالحها فى سوريا وخطوط الغاز الروسى الذى يصل لأوروبا من الأراضى السورية ، وشاركت بريطانيا وفرنسا أمريكا فى العدوان الثلاثى على سوريا طمعا فى الحصول على جزء من الغنيمة ، ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لتركيا وإيران واسرائيل ولديهم نفس الأطماع .

لقد تزاحم الأكلة على سوريا مستغلين ضعف العرب وتشتتهم وتآمر بعضهم على بعض .. هُنّ على أنفسنا .. فهُنّ على العدو والمستعمر .

أموالنا فى بنوك وخزائن أمريكا وأوروبا دعمنا بها اقتصادياتهم بدلا من دعمنا لإقتصاد العرب .. بعض حكامنا إن لم يكن أغلبهم لا تعنيهم بلادهم ولا شعوبهم بقدر ما يعنيهم الحصول على الرضا السامى من البيت الأبيض والكرملين والإليزيه اعتقاداً منهم أن هذه القوى هى سبب وجودهم وبقائهم فى مناصبهم وعروشهم بعد أن لفظتهم شعوبهم .

حكامنا سبب نكبتنا .. سبب بلوتنا .. سبب ضعفنا وهواننا على الناس .. والنتيجة .. ضاعت العراق وانهار جيشها القوى أحد جيوش المواجهة الثلاثة ، وضاعت سوريا التاريخ والحضارة وضاع جيشها القوى ثانى جيوش المواجهة الثلاثة ، وضاعت اليمن السعيد ولم يبقى منها الا حطام دولة تعيسة ، وضاعت ليبيا صاحبة الإحتياطى الهائل من النفط ، وانقسمت السودان الى دولتين بمباركة رئيسها الذى يتم استخدامه لشق الصف العربى وبدلا من الحفاظ على وحدة دولته وأراضيه راح يثير الأزمات مع مصر ويزعم أن حلايب وشلاتين سودانية ، رغم أن السودان نفسها بأراضيها وموقعها هى أرض مصرية منذ عهد محمد على باشا الذى بدأ فى تكوين هذه الدولة التى كانت عبارة عن قبائل متفرقة ، ثم جاء الملك فاروق وكان ملك مصر والسودان ليؤكد تلك الحقيقة والتاريخ لا يكذب ولكننا نتجاهله أو نوظفه على هوانا فنأخذ منه ما يدعم موقفنا ومصالحنا ونتجاهل ما يتعارض معنا ولو كان ينطق بالحقيقة .

ولعل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر القمة العربية الأخيرة بالرياض .. لعلها تلقى أذانا صاغية من الحكام العرب وتكون الرسالة قد وصلت إليهم لإنقاذ ما تبقى من عرب ومن دول سيأتى دورها فى سيناريو الإلتهام إن لم تفق وإن لم يرجع حكامها عن غيهم وينظرون لمصالح شعوبهم وبلادهم قبل فوات الأوان .

أكثر من 6 ملايين سورى تم تهجيرهم وتشتيتهم فى معظم دول العالم  .. وأكثر من 750 ألف لقوا حتفهم ومصرعهم جراء الصراع الدائر على الأراضى السورية ، ودُمرت البنية الأساسية للدولة ، والعرب يقفون ويشاهدون عمليات القتل والتشريد ولم يصدر حتى من قمتهم ما يحفظ ماء وجههم ، حتى أن دولا خليجية متورطة فيما يحدث فى سوريا وتدعم الإرهابيين بالمال والسلاح من أجل نزعات طائفية قبيحة ندفع جميعا ثمنها من أموالنا وابنائنا .

ولا نملك أمام هذا المشهد الضبابى والمصير المجهول والمخططات التى تحاك لنا وللعرب إلا أن ندعوا الله عز وجل أن ينقذ أطفالنا ونساءنا وشيوخنا فى سوريا ، وأن يحفظ علينا مصرنا وجيشنا وشرطتنا وشعبنا ، ومن يحاول أن يلعب بورقة سوريا لتأليب الشعب على الحُكم فى مصر فهو ضال ومضلل ، لأن الجميع يعلم ماذا تمثل سوريا لشعب وجيش ورئيس مصر ولكنه مستنقع يسعى أهل الشر الى جر جيش مصر فيه للقضاء على أخر جيش للأمة العربية يمكن أن يصمد أمام الإطماع الغربية ، وبدون توحد العرب ووحدة قرارها النابع من قوميتها لن تقوم لنا قائمة وازاء هذا الوضع المخزى والمفضوح لا تملك مصر إلا العمل فى الحفاظ على أراضيها ووحدة شعبها ، لا سيما وأن أهل الشر يتربصون بها من كافة الإتجاهات ويسعون بشتى الطرق الى تفتيتها وإنهاك جيشها بالسعى لإثارة القلاقل والإضطرابات على حدودها واستخدام بعض دول الجوار لتحقيق هدف أهل الشر فى النيل من مصر .

 

اللهم عليك بكل من أراد بمصر وسوريا السوء .. اللهم شتت شمل أهل الشر فى الخارج والداخل واحفظ علينا أمننا واستقرارنا ، وأحفظ جيش مصر خير أجناد الأرض .. اللهم سدد رميهم وبث الرعب فى قلوب أعدائهم .

اترك رد

%d