العائدون من تركيا قنابل موقوتـة .. أم تـوبة بعـد خيــانة
البداية عبد الجابر وجان .. وفى الطريق ناصر ومطر ونور
الطويل : لابد من إتخاذ التدابير الإحترازية تجاههم حتى لا نقع فى الفخ
اسماعيل : من أمن العقاب أساء الأدب
عيد : عادوا بعد منع الأموال عنهم وخوفا من غدر الإخوان
تقرير يكتبه – خالدعبدالحميد
لم يكن بمقدورنا ونحن نتابع منذ ثورة يونيه عام 2013 ما تقوم به تركيا من حيل ومؤمرات للنيل مصر – بعد أن تحطمت أحلامها وأطماعها فى منطقة الشرق الأوسط على يد المصريين .. ونقف موقف المتفرج .. لم يكن باستطاعتنا أن نرى سيناريوهات مشبوهة تحاك ضد وطننا ولا نفعل شيئا سوى مصمصة الشفاه ، بل كان لزاما علينا أن ندق ناقوس الخطر دون أن نشكك فى نوايا أحد ونحن نرى أعداء مصر يعودون الى مصر تحت مظلة التوبة وعفى الله عما سلف ، ويظهرون عبر شاشات الفضائيات يزرفون الدمع ويعلنون توبتهم عن الجرم الذي ارتكبوه فى حق مصر والمصريين ويتم منحهم ساعات على برامج التوك شو يحكون فيها مغامراتهم وكيفية تجنيدهم وسقوطهم ضحايا ” مساكين ” لتنظيمات إرهابية تستهدف بلادنا وشعبنا .
لقد عاد من ثلاثة أعوام المذيع طارق عبد الجابر أحد أرباب اعتصام رابعة والذى فر من مصر الى تركيا وانضم لقناة الشرق المعادية لمصر .. انضم اليها طواعية وباختياره ورضى أن يث السموم تجاه ثورة مصر وأبناء مصر واصفا ما حدث بالإنقلاب على شرعية مرسى الإخوان ، واستمر عبد الجابر فى مهاجمة مصر شهور وسنوات الى أن شعر بذكائه وفطنته أن المركب يغرق وأنه أجلا أم عاجلا سيعود الى مصر إما مقبوض عليه أو فى صندوق بعد أن يتوفاه الله ، لا سيما بعد إصابته بمرض السرطان ، فقرر أن يتخذ القرار الصائب بإعلان توبته والتماس العفو ليعود الى مصر وهو ما نجح فيه بالفعل وخرج علينا بعد عودته عبر الفضائيات ليكشف عورات الماخور الذى كان يعمل به ومدى الحقد والغل الذى يضمره قيادات قناة الشرق لمصر والمصريين .
طارق عبد الجابر بعد عودته الي مصر أكد أنه لم يبقى فى اعتصام رابعة ، سوا يوم واحدا فقط ، وأنه أخطأ حين ترك مصر ، و عمل لدى قناة الشرق المملوكة لجماعة الاخوان الإرهابية ، و لكنه ادرك خطأه ، و ارسل خطابا الى الرئيس عبدالفتاح السيسى ، يطلب منه بالسماح له بالعودة الى مصر ، رغم تلقيه عرض مغرى ، من شخصية كبيرة داعمة لجماعة الاخوان بلندن ، يطالبه فيه بالعدول عن قرار عودته لمصر ، والعمل فى اى قناة فضائية يختارها ، مع وضع مبلغ مالى كبير فى حسابه بالبنك ، و أوضح الاعلامى ان خروجه من مصر كان بهدف البحث عن عمل وليس هروبا .. ترى لو كان عبد الجابر بصحته ولم يصب بمرض السرطان هل كان سيفضل العودة الى مصر أم قبول العرض المغرى وملايين الدولارات التى عرضت عليه للإحتراف فى صفوف الإخوان ؟! .. ولكنه المرض الذى أجبره على قبول العرض الأول والعودة مرغما الى مصر .
وما يؤكد ذلك البلاغ الذى كان قد تقدم به المحامى سمير صبرى وقتها ضد طارق عبد الجابر
اتهمه فيه بالانضمام الى اعتصام رابعة ، وأنه ترك العمل فى مصر ، لينضم الى فريق عمل قناة الشرق الاخوانية ، التى تهاجم مصر ، و تحرض على العنف ضد رجال الجيش و الشرطة.
كما تضمن البلاغ أن عبد الجابر حاول استقطاب عددا من الشباب حديثى التخرج للعمل بالقناة وقام أحد هؤلاء الشباب بفضح محاولات عبدالجابر من استقطابه للشباب للعمل بالقناة .
ثم فوجئنا منتصف الشهر الماضى بعودة فارس أخر من فرسان تركيا يعود الى مصر نادما على ما فعل معلنا توبته وندمه على ما اقترفه فى حق الوطن والمواطنين .
عاد الى مصر رامى جان مؤسس حركة مسيحيون ضد الإنقلاب بعد أكثر من 4 سنوات من هروبه لتركيا وانضماهه لقناة مكملين الإرهابية التى تهاجم مصر وتحرض دول العالم على الدولة المصرية .
رامى جان اعترف بعد عودته الى مصر بأنه أخطأ، عندما تخيل أن الدولة ظلمت الإخوان وتجنت عليهم ، وقال: “منذ 2012 وبعد رحلة طويلة من التعامل مع الإخوان أدركت أنهم لا يكنون إلا الحقد لمصر، والحقد للمسلمين وغير المسلمين، وكنت أعتقد أننى كنت أحارب مع الجانب المظلوم لكن اكتشفت عكس ذلك تماما، وأعتذر لشعب مصر بالكامل وقيادات الدولة عما فعتله، لأنى كنت أعمى وفتحت”.
وأضاف جان، خلال حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى، ببرنامج “العاشرة مساءً” الذى يذاع عبر قناة دريم، أن جماعة الإخوان تلعب بشكل كبير على العوامل النفسية، حيث يطلقون شائعات بأن مصر لن تقبل مواطنيها، ولا يوجد بها أى فرص للعمل، للبقاء فى تركيا.
وأوضح رامى جان، أن قناة الشرق الإخوانية بها حاليا صراع تيارات، وظهر ذلك مع أزمتها، وكان لدى أيمن نور تخوفات من بناء تيار سيف الدين عبد الفتاح من مجلس أمناء القناة واستبداله به، وتابع: “15% من العاملين فى قناة الشرق هم المستفيدين و85% لا يستفيدوا شئ ويحصلون على رواتب ضعيفة جدا لدرجة أنهم لم يستطيعوا استكمال الشهر، رغم أن مبلغ التمويل الذى يتم إرساله من قطر كبير جدا ما يقارب 300 ألف دولار كل شهر، و250 ألف يورو لقناة مكملين، وكانوا يقولون للموظفين لو مش عاجبك إنزل مصر وهناك مش هتلاقى فرصة عمل وهيتم القبض عليك والتنكيل بيك وهذا ما يفعلونه لتحطيم نفسيته حتى لا يتخذ قرار الرحيل”.
وأضاف جان الناشط السياسي والإعلامي العائد من تركيا، أن جماعة الإخوان استغلوا ديانته المسيحية في الهجوم على القوات المسلحة والدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف جان، خلال حواره مع المذيع محمد الباز ببرنامج “90 دقيقة” المذاع عبر فضائية “المحور” أنه كان بالنسبة لتلك الجماعة صمام الأمان.
وقال رامي جان، والذي عمل في قناة مكلمين، إنه بدأ يشعر وهو في تركيا، أن هناك من يتنصت عليه منذ 5 أشهر، عبر عدة أجهزة منها جهاز “العصفورة” الذى يتم وضعه في الغرف لسماع ما يدور حوله.
ولم يقتصر العائدون الى مصر من تركيا على الإعلاميين فقط أمثال طارق عبد الجابر ، ورامى جان ، بل هناك طابور طويل ممن تم تجنيدهم للعمل ضد مصر عادوا فجأة وتم القاء القبض عليهم من بينهم 20 مصرى تم القاء القبض عليهم فى ديسمبر 2016 بتهمة بالسفر إلى تركيا ومنها إلى سوريا، وتلقي تدريبات على استخدام السلاح وفكه وتركيب وتصنيع القنابل والفنون القتالية، وذلك من أجل إعادتهم إلى مصر وضمهم إلى تنظيم “ولاية سيناء”.
ونسبت النيابة للمتهمين في هذه القضية أنهم أيضا أقاموا معسكرات بعد عودتهم لتدريب شباب الجهاديين وتسفيرهم إلى سوريا، وتلقينهم كتب الفكر الداعشي من بينها كتاب “إدارة التوحش” لأبو بكر ناجي والذي يدعو للقيام بعمليات تتسبب في إشاعة الفوضى في البلاد التي لا تنتمي للفكر الجهادي ثم استغلال مرحلة الفوضى من أجل الوصول إلى الحكم وإعلان الخلافة .
والآن وبعد مسلسل عودة المسيئين ومن تآمروا على مصر وإعلان بعضهم توبتهم وندمهم هل ننتظر قريبا عودة قادة إعلام أهل الشر والمحرضين ضد الدولة المصرية أمثال محمد ناصر ، ومعتز مطر ، وهشام عبد الله ، وهشام عبد الحميد ، وأيمن نور وغيرهم ممن تآمروا وحرضوا ضد مصر .. هل يعلن هؤلاء الأشرار عودتهم الى مصر والندم على ما فات وعفا الله عما سلف ونسيان الشهداء الذين تسببت تلك الحفنة من الأشرار فى موتهم والشباب الذين تسببوا فى تضليله وتحريضه ضد وطنه .. من يملك العفو على هؤلاء ومن يملك الصفح عنهم ؟!
” الوطن المصرى ” استطلعت أراء بعض الخبراء حول رحلة عودة الأشرار من تركيا وهل يتم العفو عنهم أم يمثلوا أمام القضاء للقصاص منهم بالقانون ؟
أكد اللواء أسامه الطويل مساعد وزير الداخلية الأسبق فى تصريحات خاصة لـ ” الوطن المصرى ” أن كل من أساء الى مصر سواء فى الداخل أو الخارج لابد من تطبيق القانون عليه ومحاسبته خاصة اذا ما كان الأمر يتعلق بأمن واستقرار البلاد وتعريض شعبها للخطر ,
وأضاف : لا نمانع مطلقا فى عودة المغرر بهم والمضللين الى الوطن ولكن لابد من إتخاذ التدابير الإحترازية تجاههم لتتأكد ما اذا كانت عودة اعترافا بالخطأ والندم على ما اقترفوه فى حق مصر ، أم سيناريو جديد لتنفيذ مخططات مشبوهة فى الداخل ؟ وفى جميع الأحوال وكما سبق وذكرنا لابد من محاسبة كل من أخطأ فى حق الوطن أو المواطن سواء بالفعل أو التحريض .
الباحث سامح عيد المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية أكد، أن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وكذا الإعلاميين الداعمين والمؤيدين لهم خارج مصر ربما كان من أسباب تفكيرهم فى العودة هو الضغوط الأسرية التى تطالبهم دائما بالعودة الى الوطن حتى ولو الى السجن لأن المصرى مآله فى النهاية العودة الى الوطن والموت فيه .
وأضاف أن من بين الأسباب أيضا ما تتمتع به مصر الآن من أمن واستقرار كان مفقودا فى السنوات التى تلت ثورة 25 يناير والتى شهدت البلاد بعدها فوضى عامة ، بالإضافة الى كشف مؤامرات ومخططات هذه الجماعة والتى لم يقتصر دورها على المعارضة فقط، وإنما وصل الأمر إلى التحريض والإستقواء بالخارج ضد مصر .
مشيرا الى أن هؤلاء الإعلاميين لن يتحملوا البقاء فى الغربة أو الضغوط المادية والمالية خاصة أن جماعة الإخوان تتعامل بمبدأ “الفجر فى الخصومة”، ويصل الأمر بهذه الجماعة إلى أفرادها أيضًا وليس الإعلاميين أو المؤيدين لها، وعند أى خلاف نجد هذه الجماعة تتعامل بشكل غريب فى منع الأموال والطرد وغيرها.
وقال : أنا مع أن تقوم الدولة المصرية بفتح ذراعيها لأبنائها من الإعلاميين المغرر بهم الذين يعتذرون بشكل علنى عن التعامل مع هذه الجماعة الإرهابية ويسعون للعودة إلى أرض الوطن معترفين بما ارتكبوه من جرم وهم يتعاملون مع هذه الجماعة ، ومن ناحية أخرى فإن فى عودة هؤلاء شق لصف الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى الذى يتهاوى يوما بعد يوم نتيجة للإنشقاقات فى صفوفه .
أما المهندس اسماعيل أحمد على رئيس مجلس إدارة الإتحاد العام للمصريين بالخارج فقد أكد أن المصرى مهما تغرب عن وطنه فإن انتمائه يظل للوطن الذى ولد وتربى فيه ولا يبيعه بكنوز الدنيا ، مشيرا الى أن الإتحاد دائما ما يعقد ندوات ومؤتمرات لأبناء الجيل الثانى والثالث بالخارج والقاء محاضرات عليهم تدعم الأنتماء والولاء والمواطنة لديهم وتدعوهم الى زيارة وطنهم والتعايش مع الداخل للتعرف عن قرب للتحديات التى تواجه الوطن للرد على كافة المشككين .
وأضاف اسماعيل أن الدولة قامت فى السنوات الأخيرة بإعداد دورات فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا لأبناء المصريين فى الخارج لشرح أبعاد الأمن القومى المصرى لهم والتحديات التى تواجه وطنهم وما تقوم به الدولة والقوات المسلحة لحماية وطنهم ، وضرورة أن يكون المصريين بالخارج الظهير الشعبى للدولة المصرية بالخارج .
وقال : من أخطأ فى حق مصر لابد أن يعاقب ، فمن أمن العقاب أساء الأدب وفى ذات الوقت لا يجب أن نغلق كافة الأبواب أمام من يتوب ويندم ويطلب العودة لحضن الوطن بشرط أن تكون توبة صادقة وليست مضللة لغرض فى نفس يعقوب