السبت, 6 يوليو, 2024 , 12:39 ص

خبير زراعى : المصريون يأكلون السموم .. والزراعة البيولوجية هى الحل

 

د.  هشام فريد  : مافيا المصدرين تجهض زراعة محاصيل غذائية آمنة خالية من الكيماويات

 حوار – خالدعبدالحميد

 

الزراعة البيولوجية هى الأمل فى خلق جيل جديد معاف صحيا بسيتطيع أن يساهم فى بناء مصر الحديثة بعد أن تمكنت مافيا الإستيراد من نشر سمومها فى الأسواق وإصابة المصريين بعشرات من الأمراض المزمنة بسبب الطريقة الخاطئة فى زراعة المحاصيل الزراعية .

حوار مثير أجرته بوابة ” الوطن المصرى ” مع أحد كبار الخبراء فى الزراعة البيولوجية وهو الدكتور هشام فريد وخبير زراعة بيولوجية وتنمية مستدامة فى أوروبا والذى استفادت من خبراته معظم دول العالم الا مصر بسبب البيروقراطية وشلة المنتفعين الذين عرقلوا كافة جهوده لنقل خبراته الى مصر .

أكد الدكتور هشام فريد فى حواره لـ ” الوطن المصرى ” أنالزراعة البيولوجية هى زراعة الخضروات والفاكهة زراعات نظيفة خالية من السموم بدون استخدام المواد الكيماوية السامة أو التقليل منها والاعتماد بقدر أكبر على المبيدات الفطرية ذات التأثير المرحلى فقط .

وقال : الفلاح يواجه خطرين فى زراعته الخطر الأول هو مواجهة الجذور تحت التربة والثانى ما هو فوق التربة من نبات أو مزروعات .

 الخطر هو اصابة الجذر باصابات فطرية او بكترية إما بسبب الرطوبة أو سوء التربة حيث تكون متماسكة صلبة لا تدخل اليها مياه او تهوية .

لذلك فإن اختلال التوزان البيولوجى فى المنطقة الجذرية يؤدى الى اصابة هذه الجزء بأمراض ويضطر المزارع الى استخدام المبيدات ضد البكتريا أو الفطر للقضاء عليه لحماية المحصول ، أيضا هناك حشرة تصيب النبات مثل العنكبوت الأحمر أو الذبابة البيضاء وهذه الحشرات قد تفضل نباتا بعينه أو ثمرة معينة تصيبها فورا فتقوم الحشرة بمص عصارة النبات ” الورق ”  فتضعفه وتؤثر سلبا على المحصول وبالتالى حجم الإنتاجية .

واشار فريد الى أن رش الكيماوى غير مجدى لأن الرش يقضى على البكتريا التى نحتاجها  لعملية الأكسدة أو النمو ، فهنا نعالج شيئ ونسفد أشياء أخرى

مشيرا الى أن الرش يقوم بإعاقة نمو النبات ، ولذلك نسمع ان الفلاح يخسر كثيرا ، بالإضافة الى أن المواد الكيماوية غالية جدا وتصل الى 10 ألاف جنيه للتر الواحد ومع تحرير سعر الصرف وصلت الى 20 ألف جنيه ، والفلاح فى غنى عنه تماما لو اتبع الزراعة البيولوجية والزراعة الأمنة واتبع أسلوب الوقاية خير من العلاج

وأضاف الخبير الزراعة هشام فريد أن الزراعة البيولوجية مثلها مثل أى سلعة فى الدنيا لها ثمن ولكن لعندما يتم حساب ثمنها نجده أرخص من استخدام المواد الكيماوية وأصلح على البيئة و الحفاظ على صحة الانسان وتقليل السموم .

وقال الزراعة البيولوجية تعتبر أمن قومى لمصر فعلى سبيل المثال .. لدينا فى مصر 8 ملايين مزارع كل واحد منهم يعول 5 أفراد  فى المتوسط  ” زوجة وأولاد ”   ويعنى ذلك أن لدينا 40 مليون فلاح فى مصر يمارسون الزراعة وهو ما يمثل 40 % من تعداد سكان مصر ولو نظرنا نظرة موضوعية سنجد جميع الأمراض المتوطنة فى الصعيد والوجه البحرى فى تلك الفئة التى تعمل بالزراعة لان الفلاح يستخدم سموم فى الكيماويات التى يقوم برشها على زراعته وهو يرتدى ملابسه ولا يقوم باستبدالها بعد الرش ويمارس حياته اليومية بها ويحتك بأولاده فى الطعام وخلافه وهو ما ينقل اليهم الأمراض ومن المفروض أو الطبيعة أن يقوم الفلاح بعد رش المحصول بالكيماويات بارتداء بتغيير ملابسه وتنظيفها بطريقة آمنة والإستحمام فور الإنتهاء من رش المبيد حيث توجد ملابس وأقنعة خاصة وقت الرش ويتم التخلص منها بعد انتهاء العملية الشاهد هنا أن الـ 40 مليون فلاح يأكلون سموم ويرتدون سموم ويعملون بالسموم ، ثم بعد ذلك نسأل لماذا كل هذا الحجم من الأمراض  التى تصيبنا .

نندهش لماذا أمراض مزمنة تصيب الفلاحين خاصة عندما نشاهد طابور طويل فى الصعيد والأرياف لمصابى السرطان والكبد والفشل الكلوى ، لقد زادت الأمراض لأن المواد الكيماوية الموجودة فقدت فعاليتها  مما تضطر معه مصانه الكيماويات الى زيادة السمية فى الكيماوى وتغيير فى تركيبة تلك المواد  ، ومن هنا يأتى الخطر .

وقال أن متابعة المحصول أولا بأول واكتشاف المرض مبكرا أمر فى غاية الأهمية للحفاظ على الإنتاجية العالية للمحصول

ولو حدثت اصابة فى المحصول لدى المزارع يكون هو المتسبب فيها بعدم رعايته لزراعته واكتشاف الأمراض فى مرحلة مبكرة للحفاظ على المحصول  .

وقال فى عام 2004 و2005 تعاونت مع مركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث وقاية النباتات وفعلا حصلت على ترخيص خاص فى استيراد المفترسات الحيوية لإجراء تجارب عليها داخل مصر لان هناك حظر اوحجر زراعى موجود فى كل بلد وذلك من أجل الحفاظ والحيلولة دون دخول مفترسات أو حشرات ضارة للبيئة لان هناك أمراض متوطنة من الممكن أن تؤذى البلاد الأخرى وتخل بالتوازن البيئى

وقمنا بعمل التجارب والتقارير وكانت ايجابية وناجحة ولكن لظروف بيروقراطية وخاصة برجال الأعمال فشل الموضوع ولم يتم تطبيقه وتعميمه لأن تطبيق هذا الأمر سيضر بمصالح بعض رجال الأعمال خاصة ممن لديهم شركات استيراد مبيدات من الخارج ومن يعمل بها فى مصر تكتلوا حول هذا الأمر لتفشيله .

وأوضح فريد أن تكلفة الفدان مثلا مقاومة بيولوجية كانت 5 ألاف جنيه وقتها اعترض رجل أعمال وقال ” ازاى أنا بكلف الفدان مقاومة 3 ألاف جنيه فقط يبقى انت كده رفعت التكلفة ةكان ردى عليه ان فرق الـ 2000 جنيه زادت حجم الانتاجية حوالى 25% للمحصول بدون ؤش مبيدات وهذا سيعود على المزارع بالفائدة أكبر من قيمة الـ 2000 جنيه بالإضافة الى امكانية التصدير الآمن للمحاصيل الزراعية والتى تكون مطابقة للمواصفات فمثلا

 عندما أقوم بالزراعة النظيفة الخالية من الكيماويات  أبيع كيلو التصدير من المحصول بـ  ” يورو و20 سنت ما يعادل حوالى 10 جنيه والذى يتم بيعه فى مصر بجنيه واحد فقط  وعلينا ان نتخيل حجم الفارق مع زيادة الكمية  .

وقال أن ما يهم رجال الأعمال هو تقليل التكلفة بصرف النظر عن المردود النهائى وجودة المنتج

وقال أن الزراعة البيولوجية قضية أمن قومى لان المواطن لا يأكل طعاما صحيا  وبالتالى تكون قوتنا البشرية فى خطر وهو ما يصدر أزمات ومشاكل لوزارة الصحة وتنفق الدولة مليارات سنويا لعلاج المرضى

وتمنى لو أن الدولة طبقت الزراعة النظيفة البيولوجية على  مشروع المليون فدان لأنه مشروع دولة ولن يتحقق ذلك  الا بتبنى الدولة هذا المشروع ولن يكتب له النور الا باعلان رئيس الدولة تبنى هذا المشروع لأنه أمن قومى وتحول الدولة الى الزراعة البيولوجية

وقال : لقد توجهت للمراكز البحثية فى بادئ الأمر وعملنا التجارب ونحجت ولكن بسبب محاربة المشروع حدث نوع من الفطور بعدها .

وطالب المصريين بالخارج بتقديم مشروعات حقيقية تفيد الدولة المصرية .

وقال أنا لا أريد تحقيق مكاسب من هذا المشروع فى مصر فقد حققت كل ما أريده فى أوروبا ولكننى فكرت فى نقل خبرتى الى وطنى وإفادة بلدى ولكن المسئولين لم يساعدونى فى تحقيق هذا الحلم للمصريين ونقل خبرتى اليهم

وهناك دول عربية كثيرة سبقتنا منذ سنوات فى استخدام الزراعة البيولوجية مثل السعودية والامارات والمغرب وسلطنة عمان

خاصة أنها تعتمد على مواد لتقوية النبات وهناك علم المفترسات الحيوية وهو ان كل حشرة تتغذى على حشرة أخرى وهذا توازن مطلوب .

وشدد الدكتور هشام فريد على ضرورة أن يصدر قانون لتنظيم الزراعة البيولوجية  لأنه ليس كل ما هو طبيعى نافع للإنسان ويجب تقنين الكميات المستخدمة .

أيضا لابد من انشاء هيئة مستقلة للرقابة على المنتجات البيولوجية لمنع تصدير أى سلعة غير بيولوجية لدعم التصدير واى زراعات غير مؤهلة للتصدير لابد من محاسبة المسئول عنها لان هذا يضر بسمعة مصر فى الخارج ويضر بسمعة الموردين الجادين الذين يطبقون المواصفات العالمية فى التصدير  .

ايضا لابد من انشاء مراكز بحثية لانتاج المحاصيل التصديرية ووضع حلول لصناعة المفترسات الحيوية وكان هدفى انشاء مركز بحثى لتصنيع المفترسات الحيوية فى الشرق الأوسط يكون مقره مصر ونصدر لكافة دول العالم لكن حالت العراقيل دون تحقيق ذلك .

وقال للأسف نحن نستورد حوالى 50 % من طعامنا فى ظل أزمة عملة أجنبيه ولابد أن ننتج ما يفيد صحة الانسان داخل وخارج مصر

وللاسف أيضا هناك دول أوقفت الاستيراد المحاصيل الزراعية من مصر للأسباب السابقة .

 

اترك رد

%d