وزيرة إسرائيلية تكشف مخطط تل أبيب لتوطين الفلسطينيين فى سيناء
الخارجية المصرية : ذرة واحدة من تراب سيناء ليست محل للتنازل عنها أو الإعتداء عليها
تحليل – خالدعبدالحميد
منذ وقت طويل ونحن نعلم أن كل ما يدور فى سيناء من عمليات إرهابية وقتل ودمار وتفجيرات ليس بعيدا عن اسرائيل ( صاحب المصلحة ) الأولى فيما يحدث على أرض سيناء حتى وان تمت هذه العمليات على أيدى جماعات تكفيرية هى بالأساس صنيعة الموساد الإسرائيلي وأجهزة مخابرات أخرى .
ورغم أن اسم اسرائيل لم يذكر طيلة الفترة التى شهدت فيها سيناء تفجيرات وعمليات ارهابية الا أنها كانت ولا زالت الحاضر الغائب فى كل تلك العمليات القذرة .
والسؤال هنا لماذا تفعل اسرائيل تلك التفجيرات الآن وتقوم بعمليات إرهابية فى شمال سيناء ؟ والإجابة ليست خافية على أحد ولكننا لا ننظر للصورة بصفة عامة بعد تحليل وتجميع أبعادها.
سيناء منذ أن تم استردادها وتحريرها لم تحدث فيها أى عمليات تنمية أو بناء وربما كان هذا اتفاق غير معلن بين تل أبيب وبعض الساسة .. أن تكون سيناء صحراء خاوية على عروشها وهو ما تم بالفعل على الأرض لأكثر من 30 سنة ماضية لم تشهد فيها سيناء أى عمليات تنمية أو مشروعات أو بنية تحتية .. وقتها كانت الأمور تسير على ما يرام .. لماذا ؟ لأن اسرائيل كانت تعد العدة طبقا لتوقيت موضوع مسبقا لأن تعود الى سيناء وتحتلها مرة أخرى أو تطبيق الخطة البديلة اذا ما تعذر عليها ذلك بتوطين الفلسطينيين فى سيناء وتفريغ أرض فلسطين بالكامل بعد تهجير أبنائها وتوطينهم فى سيناء .
هذا المخطط كان فى طريقه للتحقق على أرض الواقع عام 2012 أثناء حكم الإخوان لمصر ، حيث تم الإتفاق بين تل أبيب وحكومة الإخوان أن بتم اقتطاع جزء من سيناء لتوطين أهالى غزة تمهيدا لنقل باقى الفلسطينيين الى سيناء وحصل الجاسوس الخائن محمد مرسى هو وجماعته على حوالى 8 مليارات دولار من إدارة أوباما رئيس الولايات المتحدة السابق لتنفيذ هذا المخطط ، وبالفعل شرعت حكومة الإخوان فى التنفيذ فقامت بمنح الجنسية المصرية لأكثر من 50 ألف فلسطينى واستخرجت لهم بطاقات رقم قومى باعتبارهم مصريين ليذوبوا فى المجتمع المصرى ومن ثم يتم توطينهم فى سيناء ومنحهم حق تملك الأرضى والعقارات بأموال اسرائيلية بالطبع ، ولكن إرادة الله ، ثم إرداة الشعب المصرى ووجود القوات المسلحة المصرية وجهازى المخابرات العامة والحربية أفشلوا هذا المخطط وقام الشعب المصرى بثورة مليونية فى 30 يونيه 2013 خرج فيها أكثر من 33 مليون مصرى للشوارع والميادين ليطردوا جماعة الإخوان من الحكم وتطهير البلاد منهم ، وبالفعل تم لهم ما أرادوا وتولى إدارة شئون البلاد رئيس وطنى منتخب هو الرئيس عبد الفتاح السيسى ليفشل المخطط الإسرائيلي فى توطين الفلسطينيين فى سيناء ، ليس هذا فحسب بل أخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى على عاتقه تنمية سيناء – المحرومة من التنمية – وبمساعدة القوات المسلحة دب العمار فى شمال سيناء لأول مرة ، فتم حفر قناة السويس الجديدة وتشييد مدينة الإسماعيلية الجديدة والتى تضم آلاف من الوحدات السكنية المجهزة لأبناء سيناء ، وتم زراعة آلاف من الأفدنة وإقامة العديد من المشروعات ، وتوصيل المياه العذبة اليها وتوفير آلاف من فرص العمل لأبناء سيناء ، بالإضافة الى المشروعات التى تم الإتفاق عليها لتقام على إقليم قناة السويس باستثمارات مصرة أجنبية مشتركة.. وبدأت عملية التعمير والبناء فى سيناء وهو ما كان له بالغ الأثر لدى الإسرائيليين الذين كانوا بسعون دائما أن تظل سيناء صحراء جرداء .. نجحوا من قبل .. ولكن اليوم ليس كالبارحة وهو ما جعل الموساد يتحرك سريعا بالتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية أخرى لها أطماع فى المنطقة وفى مصر ، فتم تكوين خلايا تكفيرية من جماعة الإخوان الإرهابية أطلقوا عليهم مسميات مختلفة على شاكلة أنصار بيت المقدس ، وداعش ، والقاعدة وغيرها من المسميات الأخرى .. التخطيط والتمويل أجنبى والتنفيذ بأيدى مصرية وجنسيات أخرى إسلامية اتخذوا الدين ستارا لإخفاء هويتهم ونواياهم الحقيقية .
وجاءت عملية استهداف المصلين فى مسجد ” الروضة ” بالعريش ليكشف حقيقة المخطط الصهيونى ، فالأمر هذه المرة تخطى استهداف رجال الجيش والشرطة الى المدنيين المسلمين وفى بيت من بيوت الله أثناء الصلاة .. كانت الرسالة واضحة وهى إظهار المشهد للعالم وتصديره بأن سيناء ليست آمنة ، وأنه لكى تنعم بالأمان لابد من توطين الفلسطينيين فيها .
وسيتوقف الإرهاب فى اللحظة التى توافق فيها مصر على توطين أهالى فلسطين فى سيناء وانتزاع جزء غال من جسد الوطن وهو ما يذكرنا بعبارة قالها أحد الإرهابيين من قادة جماعة الإخوان ويدعى محمد البلتاجى عندما قال لوسائل الإعلام ” ان الذى يحدث فى سيناء من تفجيرات وقتل ودمار يتوقف فى اللحظة التى يتم فيها الإفراج عن محمد مرسى واعادته للحكم مرة أخرة ” .. نفس التفكير ونفس الهدف والإستيراتيجية وهو ما يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الإخوان ينفذون مخطط اسرائيلي صهيونى وأنهم ترس فى عجلة تقودها الصهيونية العالمية للنيل من مصر .
ويؤكد هذا التحليل أيضا ما خرجت به وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل من تصريح للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي مؤخرا وبعد مذبحة المصلين فى مسجد ” الروضة ” عندما قالت ” إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء ، وأوضحت جيلا جملئيل، في حوار لمجلة “السيادة” ، أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء.
وهو ما دفع الخارجية المصرية الى طلب توضيحات من الخارجية الإسرائيلية حول تصريحات جملئيل وبحسب القناة العبرية فإن الخارجية المصرية طلبت بشكل رسمي من نظيرتها الإسرائيلية توضيح تلك التصريحات، مشيرة إلى أن مصر عبرت عن طريق سفيرها في تل أبيب حازم خيرت، عن غضبها الشديد إزاء تلك التصريحات، خلال اتصالات مع كبار المسئولين بالخارجية الإسرائيلية.
وقد استدعى الأمر ضرورة الرد على هذه التصريحات الخطيرة للوزيرة الإسرائيلية فأكد
سامح شكرى، وزير الخارجية، رفضه لتصريحات حول إقامة الفلسطينيين فى سيناء، قائلاً: “نرفض تناول أى شأن مصرى أو الحديث عن أراضٍ مصرية من أى جهة أو التفكير فى أى أمر يمكن أن ينتقص من سيادة مصر على أراضيها وخصوصًا سيناء”.
وقال “شكرى”، فى تصريحات تليفزيونية، إن سيناء ارتوت بدماء المصريين دفاعًا عنها، وذرة واحدة من ترابها ليست محل التنازل عنها أو أن يعتدى عليها .
هذا هو المخطط الدائم للكيان الصهيونى والذى يتطابق مع حلمهم القديم ” من النيل الى الفرات ” وعلى المصريين أن يستيقظوا لما يحاك بمصر من مؤمرات ودسائس لفك اللحمة الوطنية ، فقد حاولوا من قبل الوقيعة بين عنصرى الأمة المسلمين والإقباط وفشلوا أمام وحدة الشعب المصرى ، وحاولوا إثارة نزعة طائفية أخرى بين السنة والشيعة وتم وئدها فى مهدها ، ثم حاولوا الوقيعة بين الشعب والجيش وفشلوا أمام حالة العشق الموجودة منذ قديم الأزل وحتى قيام الساعة بين الشعب وجيشه ، والآن يحاولون الوقيعة بين السلفيين والصوفيين مستغلين حادث مسجد ” الروضة ” الإرهابى ولكنهم فشلوا أيضا ، وسيفشلون فى كل محاولتهم طالما ظل المصريون صفا واحدا خلف قيادتهم السياسية وقواتهم المسلحة دفاعا عن الدولة المصرية .