لا والله لم تكن صورة كبقية الصور .. لقد تخطت فى معانيها وتفاصيلها وبشاعتها وقسوتها صورة محمد الدرة الطفل الفلسطينى الذى قتله الصهاينة فى فلسطين فى انتفاضة الحجارة بينما كان يهرول من طلقات الرصاص ليحتمى فى حضن أبيه .
لا والله صورة طفل مسجد ” الروضة ” ليست كبقية الصور .. انها تحكى قصة دمعة لم تكتمل .. دمعة سقطت من طفل كان ضيفا على الرحمن فى بيت من بيوته .. وقفت الدمعة فى منتصف ” الأنف ” ولم تكتمل رحلة سقوطها ، فكان القدر أسرع لينتقل الطفل الى جوار ربه ولم تزل الدمعة عالقة أسفل العينين تأبى أن تنزل لتكشف مدى بشاعة هؤلاء الإرهابيين الذين لم يرحموا صرخة طفل أو استغاثة كهل أو لهفة أب على وليده الذى اصطحبه معه ليؤديا فرض الله .. صلاة الجمعة التى هى عيد فى الأرض وعيد فى السماء .
لقد كانت مذبحة مسجد ” الروضة “واستشهاد 305 مصلى من ضيوف الرحمن هى الأبشع ، فقد حاولوا إرهابنا وتخويفنا بارتكاب تلك المذبحة البشعة ردا على تضييق الخناق عليهم بفعل الضربات الإستباقية التى شنتها القوات المسلحة والشرطة المصرية على معاقل تلك الحفنة من البشر – ان جاز لنا أن نطلق عليهم لفظ البشر – ففى الحقيقة هم ليسوا ببشر ، وربما لم يرتقوا لمرتبة الحيوانات بعد أن انتزعت من قلوبهم الرحمة .. هم ليسوا ببشر .. هم ليسوا بمسلمين ولا مسيحيين ، فالإسلام والمسيحية بريئة من تلك الوحوش الآدمية .
نعم لم تكن صورة كبقية الصور .. فقد تلقى جسد الطفل النحيف دفعة هائلة من رصاصات الغدر والخيانة.. لم يتمكن من الصراخ .. لم يمهلوه حتى البكاء فخرجت الدمعة الوحيدة ولم تكتمل رحلة سقوطها .
والله ليست بدمعة ولكنها رصاصة ستلهب حماس الشعب المصرى ضد كل طغاة الأرض وأعداء البشر .. ضد أهل الشر الذين تلفحوا برداء الدين وقد أثبتت مذبحة ” الروضة ” أنهم بلا دين .. بلا انسانية .
دمعة الطفل الشهيد رسالة لكل من لا يزال يتعاطف مع تلك الجماعة الإرهابية التى استحلت دمائنا وأعراضنا وأطفالنا .
رسالة الى من لا يزال يعتقد أو يتوهم أن تلك الجماعة الإرهابية دعاة دين ، بل دعاة خراب ودمار وقتل.. تاريخها ملوث بسفك الدماء منذ أن أسستها السفارة البريطانية فى الأربعينيات ، التاريخ لا يكذب ولكننا لا نقرأ .. هل لا زال هناك نفرا من بنى وطنى يدعم تلك الجماعة الإرهابية .. هل لا يزال على عينه غشاوة فلم يعد يرى أو يبصر .. هل أصبح أعمى البصر والبصيرة حتى أنه لم يعد يفرق بين الحق والباطل .. وهل من الحق أن نقتل مصلين مسلمين توجهوا لرب العالمين فى بيت من بيوته لأداء فرض الصلاة .. هل هذا هو الحق الذى تساندونه أيها المصريون .. هل ما حدث من الإسلام فى شيئ .. وكيف نساهد وندعم ونتعاطف مع جماعة استبدلت كلمة ( الإسلام ) بلفظ ( الإخوان ) عندما قال أحد قادة الجماعة يوما بينما كان مصابا فى حادث ” اللهم أمتنا على الإخوان “ هل تساندون وتدعمون وتتعاطفون مع دين جديد اسمه ” الإخوان ” ؟!
اللهم أمتنا على الإسلام .. واحشرنا مسلمين لك يا رب العالمين .. اللهم عليك بالظالمين .. قتلة المصلين .. تجار الدين .. الإخوان المجرمين .
خالدعبدالحميد