مهمتنا كانت حماية المقاتلات المصرية والجيش أثناء العبور
أسقطت طائرة فانتوم.. وحصلت على مكافأة الفين جنيه
قصة اعجاز تجهيز الطائرات ومدها بالوقود والذخيرة والصواريخ فى 8 دقائق
حوار – خالدعبدالحميد
سلاح الطيران المصرى كان صاحب ضربة البداية فى ملحمة العبور العظيم وأول من دخل للضفة الشرقية وسيناء ليحولها الى جهنم حمراء على المحتل الإسرائيلي.
لقد أبلى طيارينا بلاءا حسنا فى هذه المعركة وحققوا بطولات سجلت فى التاريخ العسكرة العالمى .
من بين أبطال نسور الجو المصرى المقدم طيار وصفى بشارة قلينى والذى كان وقت الحرب يشغل قائد ثانى سرب مقاتلات التابع لأحد الألوية .
تحاورنا معه بمناسبة ذكرى العبور العظيم فاختص ” الواطن المصرى ” بهذا الحوار الشيق .. حوار الذكريات الجميلة فى ملحمة الفخر والكرامة.
قال المقدم طيار وصفى بشارة : كنت قائدا لسرب مقاتل التابع لأحد الألوية وكانت مهمتنا حماية القوة الضاربة من المقاتلات التى عبرت سيناء وحماية الجيش اثناء العبور
مهمتنا .. كانت حماية الطائرات المقاتلة من أى رد فعل من العدو والإشتباك معها فورا الى أن نتنتهى المقاتلات من مهمتها وعودتها سالمة
ايضا كان هناك الهليكوبتر ومهمتها نقل قوات الصاعقة لخلف خطوط العدو ومهمتنا ايضا حماية هذه الطائرات من ضربات العدو .
وأضاف : لم تكن يتحقق نصر أكتوبر الا بحرب الإستنزاف والتجهيزات والتدريبات التى تمت طوال 6 سنوات ومن الظلم أن نتجاهل كل ما قامت به القوات المسلحة ما بعد 67 وحتى العبور فى 1973
مشيرا الى أن هناك بطولات وتضحيات تمت فوق مستوى الخيال لا يعلم عنها الشعب شيئ
فكانت هناك حرب يومية واشتباكات مع العدو طول 6 سنوات .. كان لدينا 60 طيار فقط بعد 67 هؤلاء من بنوا القوات الجوية بعد ذلك اللى ساهمت فى العبور العظيم
وقال وصفى : حرب 67 ولدت لدينا روح استعادة الكرامة لاننا اصلا لم ندخل معركة حقيقية واتحسبت علينا فكان لابد من رد الاعتبار
وفى أحد أيام حرب الإستنزاف كنا نقوم بعمل مظلات على قناة السويس فوجئنا بـ 4 طائرات فانتوم اسرائيلية فى غارة علينا احنا غرب وهم شرق .. طلبت منا القيادة العودة الا أن قائد التشكيل تملكه الحماس واتخذ قرار الإشتباك مع هذه الطائرات المتقدمة عنا كثيرا في الإمكانيات وقتها وبالفعل فتحنا التشكيل والذى كان يقوده اللوا سمير عزيز واشتبكنا مع الفانتوم وعندما وجدنا احد الطائرات فى مرمى نيران طائرتى اشتبكت معها لمدة دقيقتين وضربتها بصاروخين وأسقطت الفانتوم فى بحيرة المنزلة والروس فرحوا بسقوط الفانتوم وحصلت على مكافأة وقتها قدرها الفين جنيه وكانت فرحة كبيرة لدى القيادة.
وأضاف وصفى بشارة فى حديثه لـ ” الوطن المصرى ” : بالروح المعنوية وحب الوطن تفوقت طائراتنا الميج 21 الروسية صاحبة الإمكانيات البسيطة على الفانتوم الأمريكية المتطورة .
وقال : بعد شهرين من نكسة 67 قررت القيادة توجيه ضربة جوية لاسرائيل لرفع معنويات الجيش .. وقمنا بالضربة داخل سيناء والحقنا خسائر كبيرة فى العدو وهذه الضربة لا يعلم عنها الكثيرين شيئا .
لقد نجح 60 طيار مقاتل مصرى بعد 67 فى تجهيز واعداد 300 طيارا مقاتلا نجحوا فى عبور القناة ودكوا حصون العدو الحصينة فى 73
وقال أن الاطقم الفنية للطائرات كانت جندى مجهول فى المعركة ، فقد كانوا يجهزون الطائرة للإقلاع وامدادها بالوقود والصواريخ والزخيرة فى أقل من 8 دقائق وهو اعجاز لم يحدث من قبل فى أى حرب ومن أى جيش .
وتذكر وصفى مقولة الرئيس الراحل أنور السادات عندما قال ” اصبح لنا درع وسيف ونحن كدولة لم تكن لتقوم لنا قائمة دون وجود جيش قوى.
وأضاف أن تحديث المعدات والأسلحة التى تقوم بها القيادة العامة للقوات المسلحة الآن كان ضروريا لحماية البلاد من الأخطار التى تهدد المنطقة بأكملها .