الشيخ على خزعل حامل لواء الدفاع عن قضية الأحواز العربية
تفاصيل مؤامرة ايران وبريطانيا لإحتلال دولة الأحواز العربية ونهب خيراتها
نزع أرحام نساء أهل السنة بعد ولادتهن .. والإعدام لمن يقاوم
مأساة ” عربستان ” وصمة عار فى جبين العالم والدول العربية
تقرير يكتبه -– خالدعبدالحميد
تعيش الأمة العربية الآن اسوأ حالاتها ، وتداعت عليها الأكلة من كل حدب وصوب .
دول عربية تتآمر على جيرانها .. وأخرى تنفق المليارات لتدمير وقتل أشقائها ليس هذا فحسب بل ارتمت فى أحضان أمبراطورية فارس التى تضمر الشر للعرب وتسعى لإبتلاع دول الجوار العربى ولم تكتفى بابتلاع جزء غالى من الأرض العربية بإحتلالها دول الأحواز العربية منذ 90 عاما وسط صمت عربى ودولى قد يصل فى بعض الأحيان لحد المؤامرة فى لعبة التوازنات الإقليمية.
لم نعد كالجسد الواحد إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ، فقد تعارضت المصالح ولم يعد الأمن القومى العربى هو الهدف لكل الدول العربية .
من هنا نستطيع أن نعرض لمأساة ملايين من المسلمين التى احتل الفرس أراضيهم .. وهى أرض عربية منذ مئات السنين ولكن لغة المصالح الإستعمارية الدولية غضت الطرف عن هذه الجريمى التى دفع ولا يزال يدفع ثمنها حتى اليوم دولة عربية محتلة اسمها ” دولة الأحواز ”
ذلك الإقليم الذى ابتلعته الدولة الصفوية الإيرانية بمساعدة عسكرية من الإنجليز الذين اعتقلوا زعيم الأحواز الشيخ خزعل وقتلوه، وتسليم الدولة العربية للصفويين.
ملف العرب الأحواز يدمى القلب لا سيما اذا ما علمنا كيف تعرَّض العرب الأحواز للتمييز والإبادة العنصرية منذ احتلالها عام 1925م وحتى الآن حيث الإعدامات اليومية وتعليق الأحوازيين على المشانق:
ولمن لا يعلم تاريخ هذه الدولة العربية ” المنسية ” فقد أطلق على هذا الإقليم العربي عدة مسميات منها الأحواز، والأهواز، وعربستان، وخوزستان، فالأحواز هي جمع لكلمة “حوز”، وهي مصدر للفعل “حاز”، بمعنى الحيازة والتملك، وكلمة الأهواز هي نفسها الأحواز، هكذا ينطقها الفرس؛ لأن اللسان الفارسي عند نطق “الحاء” يقلبها إلى “هاء” .
في العشرين من إبريل من عام 1925م تم احتلال إقليم الأحواز العربي (عربستان) من قبل النظام الإيراني الشاهنشاهي، بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي حاكم البلاد إلى فخ نُصب له من قِبل قائد الجيش الإيراني الجنرال زهدي من أجل إجراء مباحثات، إلا أن الجنرال زهدي قام باعتقال الشيخ خزعل، وتم إيداعه سجون طهران مع مجموعة من مرافقيه حتى عام 1936م حيث اغتالت يد الغدر الشيخ خزعل وصحبه، ومنذ هذا الوقت وأرض الأحواز وشعبه قيد الاحتلال الإيراني حيث عمليات القتل والتشريد والعنصرية .
إقليم الأحواز العربي يقع في الجنوب الشرقي من العراق، ويشكل القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي، ويطل على رأس وشرق الخليج العربي وشط العرب من خلال حدوده الجنوبية ، ويحد الإقليم من الغرب محافظتا البصرة وميسان العراقيتان، ومن الشرق والشمال جبال البختيارية التي تمثل جزء من سلسلة جبال زاجروس التي تعتبر الحاجز الجغرافي الطبيعي الذي يفصل بين (الأحواز) وإيران، ويجعل منهما منطقتين مختلفتين تماما في الخصائص الجيولوجية والطوبوغرافية والحياتية .
تبلغ مساحة عربستان أو الأحواز ثلاثمائة وسبعين ألف كيلومتر مربع، ولكن الحكومة الإيرانية اقتطعت مساحات من أراضيه في عام 1936م وضمتها إلى ولايات أخرى مجاورة- تحت ستار إجراء التنظيمات الإدارية الحديثة- بهدف تقليص مساحته الجغرافية وتحطيم أواصر الوحدة بين أجزائه، والمساحات المقتطعة هي: أحد عشرة ألف كيلومتر مربع اقتطعت من الجزء الجنوبي لعربستان وضمت إلى محافظة فارس ، وعشرة آلاف كيلومتر مربع اقتطعت من الجزء الشرقي لعربستان وضمت إلى محافظة أصفهان ، وأربعة آلاف وأربعمائة كيلومتر مربع اقتطعت من الجزء الشمالي لعربستان وضمت إلى محافظة لورستان. وبذلك يكون مجموع مساحات الأراضي الأحوازية المقتطعة من عربستان خمسة وعشرين ألف وأربعمائة كيلومتر مربع، وبهذا تقلصت مساحة الأحواز الكلية من ثلاثمائة وسبعين ألف كيلومتر مربع إلى ثلاثمائة وأربع وأربعين ألف وستمائة كيلومتر مربع
ويبلغ عدد سكان شعب الأحواز أكثر من 8 ملايين نسمة، كان 99% من أصل السكان عرباً، ولكن هذه النسبة اختلت فأصبحت 95% من العرب، والـ5% الباقية من الفرس والقوميات الأخرى، وذلك بفعل سياسة الحكومة الإيرانية في تشجيع الفرس على الهجرة إلى إقليم الأحواز والاستيطان فيه، وفي تهجير العرب السكان الأصليين منه، لإضفاء الصبغة الفارسية على هذا القطر بهدف طمس هويته العربية
ومنذ انتصار المسلمين على الفرس في القادسية وإقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية ويتبع لولاية البصرة إلى أيام الغزو المغولي ومن بعد نشأت الدولة المشعشعية العربية واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية كدولة مستقلة إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724-1925م) وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاة بهلوي ففي عام 1920م اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أَمير الأحواز (عربستان) وضم الإقليم إلى إيران حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي وبعدها أصبحت الأحواز في قبضة الاحتلال الإيراني .
ومنذ ذلك اليوم والشعب العربي الأحوازي يناضل من أجل تحرير أرضه، وقد قامت لأجل ذلك عدة ثورات لكن النظام الإيراني كان يتعامل معها بكل قسوة وشدة لتغافل الإعلام عنه، وتفرق العرب والمسلمين، فإيران تدرك أن هذا الشعب لا يوجد من يبكى عليه أو يقف بجواره .
ومنذ احتلال إيران لإقليم الأحواز العربي وهي تسعى بكل ما أوتيت من وسائل وإمكانات إلى تفريس هذا الإقليم ومحو الهوية الإسلامية والعربية عنه، لذلك استخدمت السلطات الإيرانية من الإجراءات ما لا يمكن عده أو حصره، ومن هذه الإجراءات: – قيام الاحتلال الإيراني بتحويل مجاري الأنهار الأحوازية نحو الداخل الإيراني وحرمت الأراضي الأحوازية منها مما جعل الزراعة الأحوازية في تراجع كبير.
كما عملت إيران على العمل بسياسة التفريس، فاللغة الفارسية هي اللغة المعتمدة بالتعليم وهي اللغة الرسمية الوحيدة في إيران ومنعوا إصدار صحف أو مجلات أو مطبوعات عربية خشية من أن تتفتح عقليات الشباب أو تصل أصواتهم إلى خارج نطاق الحدود التي رسمتها لهم الحكومات الإيرانية طوال سنوات الاحتلال.
لم تسلم الأسماء الشخصية من التفريس فكل الأسماء العربية تم تحويلها إلى أسماء فارسية ولم يعد من حق أي أسرة أن تسمي أولادها إلا بأسماء فارسية، ومن يرفض ذلك لا يتم إصدار أي إثبات له ولا يتم الاعتراف به.
كما سعت الحكومة الإيرانية لتهجير القبائل العربية المقيمة في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني واستجلاب سكان هذه المناطق إلى الأحواز وإسكانهم فيها.
واتبعت سياسة التجويع للشباب الأحوازي نتيجة انعدام فرص العمل، ومن أجل إجباره على الهجرة نحو الداخل الإيراني، وبالتالي يتم إبعادهم عن وطنهم وأهلهم وانتماؤهم.
أيضا تم إلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية وإعلان الحكم العسكري المباشر في عربستان مع الأحواز الحرمان من أبسط الحقوق والحريات السياسية التي تقضي بحق الشعب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنه يختارهم اختياراً حراً.
وتم حرمان العرب من امتلاك الأراضي الزراعية ومصادرة جميع الأراضي التي كان يملكها العرب وكذلك العقارات ، وفى ذلك استخدام كل أنواع الإرهاب والاضطهاد والتنكيل ضد أبناء عرب الأحواز وفرض الضرائب الباهضة عليهم.
ليس هذا فحسب بل قامت أجهزة الأمن الإيرانية مدعومة بأطقم طبية بنزع أرحام نساء أهل السنة والجماعة بعد ولادتهن في مستشفيات الأحواز العربية المختلفة، ويكون الإعدام جزاء أية امرأة سنية تقاوم نزع رحمها بعد الولادة.
لقد تعرضت قضية احتلال إيران لإقليم الأحواز العربي إلى تجاهل تام على المستوى الإعلامي والسياسي، ومن العار أن يظل الصمت الإعلامى العربى هو السائد فى هذه القضية العربية .. كما أنه من العار أيضا الا يثار هذا الملف داخل أروقة واجتماعات جامعة الدول العربية حتى الأن وهناك شعب عربى ينكل به يوميا منذ 90 عاما وحتى يومنا هذا ، وسيظل الأمر كذلك الى أن يقضى الله أمر كان مفعولا ويخرج من بنى جلدتنا شخصيات عربية تعيد القضية للضوء واثارتها فى المحافل الدولية.
نطالب الإعلام العربي والإسلامي بالتصدى لهذه القضية وإبرازها واثارتها على الصعيد العربي والعالمي، ليعرف العرب والمسلمين والعالم أجمع حجم المأساة التي يعيشها الشعب الأحوازي العربى المسلم، وعظم الجرم الذي يرتكب في حقه من قبل النظام الإيراني عله ينتفض كما انتفض لقضية الحكومة المجرمة فى بورما التى أبادت المسلمين وهجرتهم من ديارهم .
قتلوا وعلقوا فى مشانق طهران دفاعا عن الهوية الإسلامية والعربية
كاتب المقال رئيس تحرير جريدة الوطن المصرى