دائما ما تكون العاطفة الدينية لدى المسلمين هى الغالبة على كل الأمور وهو أمر محمود فالدين أساس كل شيئ فى الحياة وبدونه يكون الإنسان بلا هوية .. ولكن لابد علينا أولا ونحن نغلب العاطفة الدينية أن نتيقن من أن من يدعو لتغليب الدين والإنتصار له أن يكون صادق النية غير متاجرا به لأهداف تكون بعيدة كل البعد عن الدين أو الإنتصار له .
وهذا هو عين ما يحدث الآن فى بورما ، حيث اعتقدنا ومعنا الملايين من المسلمين حول العالم أن الصراع الدائر الآن فى اقليم أركان هو صراع دينى هدفه إبادة المسلمين فى بورما ، وانتفض المسلمون دفاعا عن مسلمى بورما واشتعلت مواقع التواصل الإجتماعى دون أن نتأكد من حقيقة الصراع الدائر هناك .
ولمن يبحث عن الحقيقة فى تلك الأحداث نؤكد له أن الصراع فى إقليم أراكان بدولة ميانمار هو صراع قديم يرجع لعشرات السنين والسبب أن هذا الإقليم الذى تسكنه وتسيطر عليه أغلبية مسلمة يعوم على بحر من البترول تستفيد منه الصين وكان هذا الإقليم منذ قديم الأزل مطمعا للقوى الإستعمارية ، ومؤخرا أرادت أمريكا الحصول على بترول هذا الإقليم كعادتها دائما فى السيطرة على منابع الخيرات والثروات حول العالم ، وهنا جاء دور المخابرات الأمريكية لإشعال الأحداث وتوصيف الوضع على خلاف الحقيقة بأنه عملية إبادة للمسلمين فى صراع طائفى بين البوذيين والأقلية المسلمة لإلهاب مشاعر المسلمين وخروج المظاهرات حول العالم للتنديد بما يحدث من مذابح للمسلمين والذى يصب فى النهاية لمصلحة أمريكا التى تسعى للسيطرة على هذا الإقليم بكافة الوسائل ، وكان الإعلام إحدى الوسائل المهمة التى استخدمتها المخابرات الأمريكية لإشعال الأحداث ، وهو ما يفسر اشتعال مواقع التواصل الإجتماعى ودخول جماعة الإخوان على خط الصراع لسكب الزيت على النار بعد أن تلاقت المصالح وراحت تساهم فى اشعال الأحداث واللعب مجددا بورقة الدين ونصرة الإسلام والمسلمين .
تلك هى حقيقة الأوضاع الدائرة الآن فى اقليم أركان بدولة مينامار بعيدا عن المزايدات ودغدغة مشاعر المسلمين .
حمى الله مصر من الفتن ما ظهر منا وما بطن