الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 3:38 م
الكاتب الصحفى خالدعبدالحميد

خالدعبدالحميد يكتب: صناعة الهلفوت .. والضرب بالنبوت

كلنا ينظر ويهتم بما هو ظاهر على السطح ويتناسى من يعمل فى الخفاء وراء الظل .. ننتقد أداء وتصرفات بعض الأشخاص الذين تضخموا فجأة ولا نبحث من كان وراء تضخيمهم والنفخ فيهم الى الحد الذى يصدق فيه أنصاف الرجال والموهوبين أنهم يمثلون شيئا وأنهم قادرون على المشاركة فى صناعة القرار بما لديهم من أصوات حنجورية – لم تخلو من   ” لدغه” تضيف بعض الإثارة على كلماتهم – .. فتحنا لها المجال لتطل على الناس رغم أنهم غير مؤهلين لذلك .

ما أكثر الهلافيت الذين يطلون علينا هذه الأيام من نوافذ فضائية مدعومة بعضها موجه والبعض الأخر مباع وكلاهما لا يعمل لمصلحة الوطن أو دعم مؤسساته الوطنية .

ومن بين هؤلاء الهلافيت إعلامى لم يكن يسمع عنه أحد قبل 25 يناير 2011 شيئا .. كان محررا عاديا كمئات من المحررين الذين يعملون فى الظل بعيدا عن الأضواء .. وفجأة أصبح أسمه على كل لسان تصدرت صورته ومقالاته معظم الصحف والفضائيات حتى أن البعض لقبوه بالصندوق الأسود لما يحدث فى مصر من أحداث سياسية نعلم جيدا من يمده بها .

والمشكلة هنا ليس مده بمعلومات مطلوب توصيلها للمواطنين وتتعلق بالأمن القومى للبلاد فهذا أمر محمود ولا تعقيب عليه ولكن المشكلة تكمن فى اختيار الشخص الذي يتم تكليفه بتوصيل هذه الرسالة وضمان الولاء التام للدولة والوطن دون أن ينقلب فى احدى المراحل على بلاده وصانعيه بعد ان نكون قد نفخنا فيه الى حد يعتقد فيه أنه أصبح رجل الاعلام الاول المسنود من الدولة وتدفعه ( الأنا ) التى تملكته الى الهجوم حتى على من صنعه وهو الذى كان لا يقوى الا أن يكون رده على كل التعليمات التى تصدر اليه سوى ( تمام يا فندم ) .

مرة أخرى نعود لنؤكد على لب المشكلة وبيت القصيد وهو اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب .. هذا الأمر ( بعافية  شوية ) فى مصر فعدد كبير من اختياراتنا خاصة فى السنوات الخمس الأخيرة ليست صائبة والنتيجة ما نشاهده اليوم من فشل فى معظم المجالات ومنها بالطبع أخطر المجالات وهو مجال الإعلام الذى ما زال يعتمد فى اختيار قياداته على أهل الثقة وفقط دون أهل الخبرة ، رغم أن المقبول والمنطقى أن ننتقى من يمتلك الحسنيين ( الخبرة والثقة ) ولكن يبدو أننا لا نحتاج الخبرة فى الوقت الحالى وهذا للأسف ما يفسر حالة التخبط الإعلامى التى نشاهدها اليوم ، بالأمس ودعنا ما يسمى بالمجلس الأعلى للصحافة بعد أن استبدلناه بالمجلس الأعلى للإعلام وتوسمنا فيه الخير ولكن خاب ظننا بعد أن شاهدنا أدائه الضعيف ربما أضعف من أداء المجلس الأعلى للصحافة البائد ، فقد بدأ المجلس الوطنى للإعلام عمله بـ (خناقة ) بين رئيس المجلس وبين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وليت الخناقة على أمر جلل ولكنها كانت على من يجلس فى مكتب وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف فى الدور التاسع بماسبيرو ، ثم جاءت الطامة الكبرى فى اختيار القيادات الصحفية للمؤسسات القومية والتى علمنا ما دار في الكواليس والحصص التى تم توزيعها على الكبار والمحاسيب لإختيار الأتباع والمحبين لرئيس مجلس الإدارة وللمسئولين فى المجلس الأعلى للإعلام وجهات أخرى .. لا ننكر أن هناك قلة تستحق أن يقع عليها الإختيار ولكن الأغلبية أضعف من أن تتولى دفة قيادة صحف كبيرة وعريقة نظرا لإمكانياتهم المحدودة والتى لا ترقى لتولى مثل هذه المناصب المهمة والمشاركة فى الإرتقاء بمنظومة الإعلام فى هذه المرحلة المهمة التى تتطلب وجود إعلاما وطنيا يرتدى الخوذة والبيادة للدفاع عن الوطن .. الوطن الذى يخوض حربا حقيقية ( عسكرية وسياسية واقتصادية ) والسؤال هل رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية وأصحاب الفضائيات – الا القليل بالطبع – يصلحون لإدارة معركة الإعلام فى مصر .. الجواب معروف ويمكن لأى مواطن عادى الإجابة على هذا السؤال بسهولة !!

ان هذه الإختيارات نراها السبب المباشر فى ظهور من يطلق عليهم اعلاميين ومنهم بالطبع سيادة النائب الإعلامى الدكتور الصحفى المؤرخ الذى غير جلده بعد أن تضخمت ثروته تحت أعين وبصر وبمباركة القائمين على شئون الإعلام ، ومن الطبيعى أن ينطبق عليه المثل القائل ( فلم اشتد عوده .. أول من رمى رمانا )

لا نلوم أراجوز يأكل على كل الموائد ، ولا عبدة الدرهم الدينار الذين باعوا الوطن مع أول شيك .. ولا المطبلاتية الذين ينطبق عليهم المثل القائل ( الدبة اللى قتلت صاحبها ) اللوم كل اللوم على صاحب القرار الذى يختار ( أنفار ) ليتولون مناصب الكبار .

نتمنى لمصرنا السلامة ولرئيسنا التوفيق دائما وهو الذى يحمل على عاتقه هموم وطن يتشبث بالحياة .. كل الدعم لجيشنا البطل ولشرطتنا وأمنها الوطنى التى تحمى المواطن ..  كل الدعم لفخر الرجال صقور مصر الساهرة على حماية حدود الوطن .  

اترك رد

%d