الإثنين, 25 نوفمبر, 2024 , 7:16 م

مبروك جالك ولد .. الحقونى الواد بيموت .. شاهدوا المأساة

 

عاش الواقعة – من قنا : محمد فتحي

 

عقارب الساعة تُشير إلي الثانية عشر والنصف صباح الخميس 24 أغسطس الجاري الوقت يسير ببطء أمام غرفة العمليات الكائنة بالدور الثالث بإحدى المستشفيات الخاصة بنجع حمادي الدكتور خلف صديق إبراهيم طبيب النساء والولادة تأخر جدا بدأ القلق يتسرب إلي نفوس المنتظرين أمام غرفة العمليات في انتظار المولود فلا المولود يخرج ولا أحد يُطمئن الموجودين علي سلالم المستشفي خاصة عقب طلب ملابس المولود منذ فترة علي غير المعتاد .. قلقت كثيرًا أخرجت هاتفي المحمول واتصلت بالدكتور خلف المتواجد بغرفة العمليات لإجراء الولادة القيصرية وبعد قليل رد علي .. أنت فين

..أمام غرفة العمليات

.. أنا طالع لك

.. ماذا يجري ؟ ما سر كل هذا التأخير؟

الطبيب بصوت خافت .. العملية صعبة والطفل به عيب خلقي

.. كانت صدمة فبعض أحشاء الطفل خارج البطن ولابد من إجراء جراحة عاجلة لإنقاذ حياة الطفل ورجح الطبيب أن يُجري الجراحة الدكتور محمود مصطفي البحراوي أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال بأسيوط توجهنا للسؤال عليه وعلمنا بوجوده بمركزه الطبي بنجع حمادي، فلم نُكذب خبرا توجه والد الطفل الذى لم يمضى عليه فى الحياة – آنذاك – نحو 14 ساعة فقط وبالحديث مع مسئول العيادة وافق علي إدخال الطفل للدكتور ” البحراوي ” عقب إجرائه عملية جراحية.

كان ذلك في الواحدة ظهرا قمنا بسداد قيمة الكشف 120 جنيها وتم إدخال الطفل يحمله والده فقط إلي غرفة الدكتور البحراوي الذي قرر إجراء عملية تتكلف مبلغ 5 آلاف جنيه شاملة أتعاب طبيب التخدير.

وافقنا علي الفور تم حجز الطفل البالغ من العمر 14 ساعة فقط في حجرة  بمركز الجراحة الخاص بالدكتور محمود مصطفي البحراوي الذي تحتوي طرقاته علي قصاصات من الصحف القديمة تحمل أخبارا عن صاحب المركز الطبي – تم تحضير الطفل لإجراء العملية حيت حضر ممرض وقام بحقنه بمضاد حيوي وعقار أخر يمنع النزيف فضلا عن إجراء بعد التحاليل الطبية وأبلغنا بإخطار طبيب التخدير المقرر وصوله في الخامسة عصرا.

كانت الساعة وقتها نحو الثالثة قبل العصر فضلت العودة  إلي المنزل لإحضار المبلغ المطلوب وزيادة تناولت الغداء وعلاج السكر بعد قليل دق جرس الهاتف المحمول

.. الطبيب يرفض إجراء العملية

.. أغلقت الهاتف وتوجهت مُسرعا لأعرف سبب ذلك الرفض توجهت إلي الغرفة المتواجد بها الطفل ذو 14 ساعة الذي تربطني به علاقة أبويه فالعم أب أيضًا لم أجد الطفل ومن معه وجدت عامل فسألته: .. فين الطفل؟!

.. الدكتور خرجه

.. ليه

.. معرفش

.. سمعتُ صُراخه وأنا أهرول في طرقة المركز الطبي وجدتهم في انتظاري الطفل ذو الـ 14 ساعة  ووالده ” أخي الأصغر” أخصائي التحاليل الطبية  والرجفة علي صغيره الذي يخشي فقده تبدو بين عينيه سألته:

..أيه الحكاية

.. إحنا متفقين علي كل حاجة

.. أجابني لا شيء سوي أننى اتصلت بالحاج علاء البحراوي وهو أستاذي وتربطني به علاقات جيدة للتوصية راجين الاهتمام بحالة الطفل.. تمكنت من الدخول للطبيب

.. إيه يا دكتور مش هتعمل ليه العملية

.. الحجة واهية حالة الطفل صعبة وبطن الطفل صندوق مقفول وأنا اتصلت له بمستشفي الجامعة بأسيوط  يله سافروا .. طبعا الأمر ليس هكذا.. كل ذلك يجري ومعنا عبر الهاتف الطبيب الإنسان ” خلف صديق إبراهيم ” استشاري النساء والولادة بنجع حمادي أخبرني بأن العملية بهذه الصعوبة يا أستاذ محمد ” ربنا إللي خلق الطفل مُتكفل به ” هناك طبيب أخر لجراحة الأطفال بنجع حمادي الدكتور” أسامة صابر أحمد ” اتصل به الدكتور ” خلف ” وتمكنا من الاتصال به لكنه كان موجودا بعيادته الثانية بمركز دشنا علي الفور أبلغنا مسئول العيادة بأن الدكتور ” أسامة صابر أحمد ” سيحضر علي الفور كانت وقتها الساعة قد بلغت السادسة قبل المغرب والطفل معنا لم يُتم 24 ساعة في انتظار الطبيب القادم من مركز دشنا وإذا بالقادم الدكتور” أسامة صابر” الذي وجدته شابا وسيما يكسو وجهه العرق نظرا لإسراعه الخطي نحو عيادته الكائنة بنجع حمادي دخل إلي عيادته مُسرعا .. فتح حُجرة الكشف .. بدأ في توقيع الكشف الطبي علي الطفل .. جاء تشخيصه ” فتق خلقي بجدار البطن ” يستلزم إجراء جراحة .. فورا عليكم التوجه إلي مستشفي خاصة ( الوعى الاسلامى ) بنجع حمادي ومنحنا خطابا به تشخيص حالة الطفل ..أنا سأتصل بطبيب التخدير وسآتي خلفكم حالا.

..أسرعنا إلي المستشفي وتم إيداع الطفل بإحدى حجرات المستشفي لتجهيزه لإجراء الجراحة .. بعد قليل حضر الدكتور ” أسامة صابر” برفقته طبيبان شابان آخران بخلاف طبيب التخدير تبين لي أنهما الدكتور” ماجد صفوت” والدكتور” محمد صلاح ” أخصائيا الجراحة العامة بمستشفي نجع حمادي العام .. دخلوا جميعا حُجرة العمليات وبعد ساعة تقريبا أخرجوا لنا الطفل وخلفه طبيب الجراحة الماهر ” أسامة صابر” مبتسما وبرفقته الطبيبان الآخران وأشار إلي الطفل .. رجعنا لك كل حاجة في بطنه في مكانها ” طمئنوا والديه والحاضرين الذين ألتقطوا أنفاسهم مرددين الدعوات لأطباء الجراحة الشُبان بقيادة الدكتور “أسامة صابر” الذي رفض الحصول علي أيه أتعاب مادية طالبا منا محاسبة المستشفي وطبيب التخدير فقط رافضا الحديث في أمر الأتعاب فـ ” الطب رسالة لدي هؤلاء .. وتجارة لدي غيرهم “.

اترك رد

%d