الوطن المصرى – وكالات
لا يزال النظام السوداني ” الإخوانى ” يتلون كالحرباء .. ويلعب علي كافة الجبهات معلنا حياده مع كل القضايا الخلافية ليس للحياد في حد ذاته ولكن ليحافظ علي عطاء وسخاء الدول المختلفة مع بعضها البعض سياسيا ، فهو يسعي دائما لعدم اغضاب امارة الارهاب قطر خوفا من اغلاق حنفية الاموال التي تمنحها للنظام السودانى ، وفي ذات الوقت يسعى لإرضاء السعودية ايضا لاستمرار تدفق اموالها اليه رغم ان كلاهما قطر والسعودية علي خلاف قوى ومستحكم هذه الايام .
وكانت الواقعة الأخيرة التي شلح فيها البشير حاكم السودان الموالى لجماعة الاخوان الارهابية حكومته بعد اجباره وزير اعلامه أحمد بلال علي تقديم اعتذار رسمى باسم الحكومة لقناة الخنزيرة القطرية لأنه تجرأ ووصف القناة بأنها تدعم الارهاب وخاصة ضد مصر ،وهو ما لم يلقى قبلا لدى قناة الجزيرة فارسلت اعتراضا شديد اللهجة الي مندوبها البشير والى السودان اعتراضا علي تصريحات وزير اعلامه .
قناة الخنزيرة أعربت للحكومة السودانية عن استياء الشبكة الشديد وبالغ استهجانها حول الموقف السياسى لوزير إعلامها الذى أعلنه على هامش اجتماع وزراء الإعلام العرب من رفضه تآمر القناة القطرية، التى وصف خطها الإعلامى تجاه القاهرة تحديدًا بالخاطئ والمرفوض، باعتباره يهدف إلى إسقاط النظام فى مصر، وإثارة الفوضى، ولفت بلال إلى أن القاهرة تتمتع بنظام راسخ وهى أقدم دولة فى المنطقة.
تصريحات بلال أحدثت ارتباكا فى الخرطوم، وأثارت الأوساط السودانية، الأمر الذى قاد الحكومة بالبحث عن مخارج للأزمة دون خسارة أى طرف من أطراف الأزمة الخليجية، وتحاشى النظام السودانى اتخاذ موقف ضد أو مع أى من أطراف الخلاف الخليجى وأصر على مسك العصا من المنتصف، فهو لا يريد فقدان الدعم المادى السعودى والقطرى.
جدل كثير أثارته خطوة مكتب قناة الجزيرة فى الخرطوم بتوجيه استفسار مباشر للحكومة السودانية، حول تصريحات بلال، الأمر الذى قاد البعض لوصف القناة بدولة الجزيرة واعتبار مكتبها فى السودان بمثابة سفير دبلوماسى، وسارعت وزارة الإعلام إلى استصدار بيان يوم السبت، لتأكيد موقف الحكومة الثابت بالحياد فى الأزمة الخليجية، واستجوبت لجنة برلمانية الوزير فى سابقة تعد الأولى من نوعها، بأن يعتذر وزير لقناة فضائية، حيث أعلن رئيس اللجنة البرلمانية للإعلام أن الوزير قدم اعتذارا رسمياً وأن اللجنة اكتفت بالاعتذار بغية عدم تعقيد المسألة”.
خطوة الحكومة السودانية تطرح تساؤلاً هاما، إذ كيف لدولة ذات سيادة أن تقدم اعتذار رسمياً لقناة؟، بل و أجبرت أيضاً وزير إعلامها على الاعتذار عن تصريحاته التى يعلم القاصى والدانى أنها حقيقية وليست محض افتراء، فالسياسة التحريرية المشبوهة للجزيرة واضحة وضوح الشمس.