تابعت من علي فراش المرض الحرب الكلامية الرهيبة التي لم تخلو من استخدام لغة وعبارات التخوين والتفريط في الأرض .
حروب فيسبوكية رهيبة بين طرفين مصريين .. وطنيين .. ولم تخلو من وجود جماعات وتنظيمات حاولت استغلال القضية للنيل من الدولة المصرية وتصفية حسابات قديمة حديثة وتأليب الرأي العام علي رئيس مصر.
لملمت جراحى وسكنت آلامي مستعينا بالله عز وجل وتحملت معاناة الجلوس علي مكتبي أمام جهاز اللاب توب وانا في تلك الحالة المرضية التي عافاني الله منها وانا في مرحلة الإستشفاء والتحدث الي بني وطني .. وكشف أمور قد تكون خافية عن الكثيرين من أبناء الشعب الذي يعشق تراب وطنه اكثر من عشقه لنفسه .
وهنا لن أتطرق الي ملكية الجزيرتين وهل هما تابعتين لمصر أو للمملكة العربية السعودية ـ فالأمر أخطر بكثير علي مصر وأمنها القومى .
القضية ببساطة أحبابي هي ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط هذه الايام وخاصة منطقة الخليج العربي والمخطط القديم الحديث لاعادة تقسيم المنطقة وتفكيك بعض البلدان العربية ، وقد نجح المخطط في العراق واليمن وسوريا وليبيا في المرحلة الأولي ، وجاء موعد تنفيذ المرحلة الثانية وهي تفتيت دول الخليج العربي وإشعال المنطقة ، ففي الوقت الذي خرجت فيه تصريحات أمريكية تدين تصرفات حاكم قطر وتتهمه بدعمه للإرهاب – وهي حقيقة مؤكدة – نجد الولايات المتحدة تبرم في ذات الوقت صفقة أسلحة وطائرات مع قطر بعدة مليارات من الدولارات ، وقبلها حصل الرئيس الأمريكى ترامب علي أكثر من 400 مليار دولار من السعودية في صورة استثمارات بين البلدين.
وما زالت الأحداث تتصاعد بين دويلة قطر وجيرانها في الخليج ومصر بالطبع ، وقد أظهرت هذه الأزمة بوضوع لغة المصالح التي تحكم علي الأقل الدول الكبري ، فشاهدنا تحالفا بين قطر وتركيا وايران ضد دول الخليج ، وأمريكا تلعب علي كل الإتجاهات وترتدى كل الأقنعة ، وروسيا تراقب الوضع عن كسب ويهمها في المقام الأول مصالحها وتسويق الغاز الروسي لأوروبا .
وفي خضم الأحداث المشتعلة التي تشهدها المنطقة تبرز أهمية جزيرتى تيران وصنافير
الكل يعلم مدى أهمية الجزيرتين لمصر ولأمنها القومى ، وبالتالي من العبث أن تفرط مصر بسهولة في الجزيرتين ، والتفريط هنا ليس في الملكية ، ولكن في السيادة والسيطرة ، فمصر كانت وماز الت وستظل سيدة الموقف علي الجزيرتين ، حتي ولو تم تسليمهم علي الورق للمملكة العربية السعودية وهذا في مصلحة المملكة التي يعلم ساستها الأهمية الإستيراتيجية للجزيرتين لمصر .
ولمن يقرأ التاريخ ويطالع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل يعلم أن جزيرتي تيران وصنافير تخضع لبنود اتفاقية السلام وبالتالي ليس من حق مصر إدخال أي قوات مسلحة الي داخل الجزيرتين ، وهنا أصبحت الإتفاقية تغل يد مصر عن بسط سيطرتها علي الجزيرتين ، واذا كانت الأمور تسير في الماضى دون مشكلات أو أزمات ، فإن الوضع الحالي الملتهب في المنطقة ومخططات الغرب لإلتهام خيرات البلدان العربية ، وافساح المجال لإسرائيل لتحقيق حلم إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات ، يبرز أهمية الجزيرتين وضرورة أن تدخل قوات مصرية مسلحة للجزيرتين لحماية أمن مصر القومى من هذه الناحية وبأقصي سرعة ، وكان الحل الوحيد هنا هو إحياء المطالب السعودية القديمة بملكية الجزيرتين ، باعتبار أن انتقال ملكيتهما للسعودية يخرجهما من نطاق معاهدة السلام بين مصر واسرائيل ، وبالتالي من حق السعودية الإستعانة بأى بقوات مسلحة مصرية لحماية هاتين الجزيرتين وبالتالي أمن مصر القومي ، وهو ما يفسر سرعة مصر في إنهاء هذه القضية حتي تتمكن القوات المصرية من الدخول للجزيرتين تحسبا لأي عدائيات محتملة ضد مصر ، وهو ما يفسر أيضا رفض اسرائيل الشديد انتقال ملكية الجزيرتين للسعودية لأنها تعلم الخطوات التالية لنقل الملكية وهي ذهاب قوات مسلحة مصرية الي داخل الجزيرتين وهو ما يمثل اجهاضا لمخططات تل أبيب الرامية الي الإستيلاء علي الجزيرتين لعمل خط ملاحي يهدد الملاحة في قناة السويس .
نحن لا نبرر أي مواقف قد اتخذت في هذا الشأن ، كما أننا لسنا موجهين من أي جهات سياسية أو سيادية دفعتنا الي هذا الطرح ، ولكنها الحقيقة – علي الأقل من وجهة نظرنا – التي غابت عن الكثريين من أبناء الشعب المصري في ظل ماكينة الشائعات التي تعمل ليل نهار في وسائل المواصلات وفي الأسواق وعبر مواقع التواصل الإجتماعى للنيل من الرئيس والجيش المصرى الذي لم يفرط في شبر واحد من الأرض المصرية قديما حتي نتهمه الآن بالتفريط في الجزيرتين .. منذ متي يفرط الجندي المصرى في أرضه ؟ هل حدث ذلك من قبل عبر التاريخ ؟ .. الجندي المصرى جيش وشرطة منذ الخليقة وحتي قيام الساعة توارث جينات حب الوطن وأن الأرض أغلي من النفس ودونها الموت ، وما ترونه وما يحدث علي أرض سيناء والمئات الذين يستشهدون خير دليل علي أن القوات المسلحة لا يمكن أن تسمح لكائن من كان أن يفرط في شبر واحد من الأرض المصرية .
هذا هو جيشكم فلا تمنحوا الفرصة لأعداء مصر للوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة والتي ينتمي إليها رئيس مصر الذي يعلم علم اليقين أنه محاسب أمام الله عن أي تقصير أو تفريط في الأرض ولا نعتقد أنه يمكن أن يفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر لأنه أحد من ورثوا جينات أن الأرض والعرض أغلي من النفس .
افيقوا اخوتي في الوطن ..
القضية أكبر بكثير من ملكية جزيرتين ..
المستهدف هو مصر وشعب مصر وجيش مصر .