الكثرة مع الفرقة ضعف .. والقلة مع الوحدة قوة .. والإعلام يجب أن يكون أكثر بناء
القاهرة – الوطن المصرى – وفاء الشابورى
قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان إنه لا يجوز الطعن في أئمة الدين الإسلامي كونهم خدموا الإسلام ولهم حرمات عظيمة ومكانة كبيرة.
وأكد في حوار أجرته معه صحيفة عكاظ السعودية” أن الوعي يقطع الطريق على من أسماهم بـ”دعاة الفتن”، وكل من يسعى إلى تفريق الكلمة.
واكتفى سماحته بالإجابة عن سؤال طرح إليه حول التدخلات الإيرانية في دول الخليج بالقول ” ندعو كل من يقول لا إله إلا الله إلى رفع هذه الراية وإلى الألفة والمودة، وندعو الجميع إلى المسارعة لإطفاء نار الفتنة، ونسأل الله تعالى السلام”.
وحول ما تمر به المنطقة من صراعات، وكيفية مواجهتها، قال سماحته “الأمة يجب عليها أن تحرص دائما أن تكون قادرة على وحدة كلمتها وتجمع شملها وتوحيد صفوفها، فالكثرة مع الفرقة هي ضعف والقلة مع الوحدة هي قوة، فلذلك نحن ندعو إلى اجتماع الكلمة وتآلف القلوب والتعاون على الخير وهذا الذي دعا إليه القرآن” .
كما أكد في حواره أن إلجام دعاة الفتنة يعود إلى نشر الوعي بين الأمة، فإذا انتشر الوعي بين الأمة فإن أولئك مهما دعوا لن يجدوا لدعوتهم من يستجيب لها، فنحن علينا أن ننشر الوعي بين الأمة.
وفي سؤال حول أهمية التقارب والحوار بين الطوائف الإسلامية المختلفة قال سماحة الشيخ المفتي “كنا ندعو إليها ونحرص عليها ونتمنى أن تتحقق، وستتحقق إذا خرجت الفكرة من حيز التنظير إلى حيز التطبيق، فنتمنى أن تكون هناك ورشة عمل لأجل توحيد الكلمة وتأليف القلوب والدعوة إلى الخير والقضاء على أسباب الفرقة والشقاء بين الأمة، وعلينا أن نكون متعايشين ونحرص على ذلك، وقد وجهت رسالة إلى الأمة الإسلامية ودعوتها إلى سلوك سبيل الوحدة واجتناب أسباب الفرقة، وعنوان الرسالة (أمة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا).
وحول التعرف على الحضارات والانفتاح عليها قال “نحن ندعو إلى الانفتاح ولكن أن يكون مضبوطا ومقيدا بقيود، نحن ندعو إلى الانفتاح الذي لا يكون على حساب الثوابت، فما كان ثابتا قطعيا في كتاب الله وثابتا في سنة نبيه لا يمكن أن يتزعزع أبدا منه قيد شعرة، أما الانفتاح فيما يجوز فيه الاجتهاد والنظر فكلنا نؤيد ذلك، وقد كان هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد راعوا الظروف التي تمر بها الأمة بين حين وآخر، وقدروا هذه المتغيرات وأعطوا كل شيء حكمه”.
وطرحت الصحيفة سؤالا لسماحة الشيخ حول المحافظة على الوحدة الخليجية ومنع اختراقها أو شق صفها ، فرد سماحته “الأمة الإسلامية عليها ألا تصغي إلى أي صوت خارج عما تدعو إليها عقيدتها، الأمة الإسلامية مطالبة بأن تحذر من كل عدو ومن كل من يدعو إلى تفريق الكلمة ويدعو إلى تشتيت الشمل، ويدعو إلى إثارة البغضاء بين الأمة. والله سبحانه وتعالى حذر من أولئك الذين كانوا رعاة الفرقة، كما امتن الله سبحانه وتعالى على عباده أن وفقهم للاجتماع بعد الافتراق والإسلام هو الذي جمعهم، وعلينا أن نحرص على هذا الإسلام، فعلى الأمة أن تتمسك بالقرآن، وما دامت تجد هذا القرآن عليها أن ترجع إليه في كل صغيرة وكبيرة، وأن ترجع إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم المتمثل في سنته وسيرته في منهج الخلفاء الراشدين ومنهج الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين ألف الله بين قلوبهم فكانوا خير أمة بين الناس”.
وأكد سماحته أنه يجب توحيد الصفوف واتباع النهج السوي وذلك في جواب حول سؤال عن اليمن حيث قال سماحته “نسأل الله تعالى التوفيق، فنحن ندعو دائما إلى عدم الشذوذ وعدم الانحراف واتباع النهج السوي، نحن على كل حال علينا أن نتعامل مع كل أحد بحذر وعلينا أن نوحد صفوفنا فيما بيننا وألا نعتمد على الآخرين، بل علينا أن نعتمد على أنفسنا، وأن نستعد دائما إلى أن نكون نحن في مركز القوة بالاعتماد على النفس بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى واستمداد القوة من مبادئنا ومن ديننا ومن وحدتنا ومن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وعن نقد التراث وهل هناك حاجة لنقده قال سماحته “مهما كان هناك أمران، هناك ما هو مسلّم لا يمكن المساس به أبدا وهو كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك آراء اختلف فيها ومحل للنقد ومحل للأخذ والرد ومحل التصحيح، ولا بد من نقد الماضي لأجل السلامة في الحال والاستقلال”.وقال سماحة الشيخ في ختام الحوار إنه لا بد للإعلام أن يكون أكثر بناء وأكثر حرصا على الوحدة وتأليف القلوب. فهناك فضائيات تفرق بين الأمة وتمزق الشمل وتدعو إلى التفريق، وهذه على أي حال علينا أن نحذرها وعلينا أن نكون مع الذي يدعو إلى التوحيد وإلى التأليف بين القلوب والبعد عن الخلاف وإدارته بشكل جيد.