السبت, 6 يوليو, 2024 , 1:07 ص

علاء سليم يكتب : انتبه السيارة ترجع الي الوراء

 

كنا نسمع وما زلنا عن عبارات وشعارات رنانة مثل (مصر هي امي ) و(المصريين أهمه) وتحدثنا كثيراً عن أسلافنا و أجدادنا بناة الأهرامات وصناع الحضارة الفرعونيه بل والإسلامية والعربية ..وأن حضارتنا ممتده في جذور الزمن منذ اكثر من سبعة آلاف عام وكلاااام كثير من هذا القبيل .

 هذه كلمات كنت أسمعها من أمي وأبي وأسمعها فى كل المجالس التي مصر فيها هي بطلة الأحداث ، كنت استشعر الفخر والعزة فى نفسي ، وما أن خرجت إلى العالم الأكبر الحقيقي حتي صدمت من الواقع الأليم والوهم الكبير الذي كنت أعيش فيه …. نعم كانت مصر القائد الأعلى للدول العربية ، نعم كانت مصر هي الرائدة فى العلم والفنون والرياضة والسياسة والسينما والقوى الناعمة وغيرها – ومازالت بكل تأكيد – كانت تعطي ولا تأخذ من إخوانها العرب وترسل بالمعلمين والمهندسين والأطباء ليعلموا بدو الجزيرة العربية الذين حتي أوائل القرن العشرين كانوا يعتقدون أن جهاز الهاتف ليس من الضروريات  وأن السيارة الحديثة هي التي تنادي علينا ( إنتبه .. إنتبه .. السيارة راجعة للخلف !!)

 صحيح أن مصر كانت الزعيمة فى كل شيء ، ولكن (كان) فعل ماضي لم يعد له وجود ولم يبق منه إلا الذكريات الجميلة التي وللأسف لا زال البعض يظن إنها واقع إذا ما تغنى بـ ” المصريين أهمه” وكأن البلاد العربية تفتح ذراعيها لحضن كبير دافيء وهذا مخالفاً للواقع المرير، شاءت الأقدار أن أزور جميع دول الخليج ، وأن أعيش في عروس الخليج لن أنكر أن بعض الإخوة العرب لا زالوا يكنون بعضاً من الحب والتقدير لإخوانهم المصريين لكن الغالبية ربما ليست بهذه المشاعر الجميلة ، لن اتحامل على أبناء بلدي لكنني ألقي اللوم على تدهور حالة العمالة المصرية وتفضيل العمالة الهندية والأفغانية والإيرانية عنها .. نحتاج ألا تكون الفهلوة والشطارة هي العنوان وأن نترفع عن الأنا والإحساس أنك محصلتش وأنك فرعون صغير ، ونترك جانباً التغني بالمصريين آهمه لحين فوز المنتخب الكروي .

المصريون هم ايضاً من جنوا على أنفسهم بتخاذلهم وقبولهم الخنوع والخضوع حتي أصبح بعضهم مذلة فى الخارج ، وأصبح سعر العامل المصري من أرخص العمالة وأصبح يتساوي مع الهندي والبنغالي في الراتب ، دعونا نتعاهد مواطنو مصر في الخليج أن نعمل بحق رب العالمين وألا ندع لعمالة أخرى أن تحتل مكاننا في قلوب أشقائنا العرب بالجد والعمل والإجتهاد والتواضع ، وأن يظل الخليج العربي إمتداداً طبيعياً لبلادنا حتى وإن كانت هناك بعض المعوقات مثل معضلة (الكفيل) ولنا فيها حديث قادم بإذن الله .. تبقى دعواتنا للمولى عز وجل .. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ولا تكلنا إلى أحد من خلقك فنهلك .. وكن لنا في بلاد الغربة ناصراً ومعينا   .

كاتب المقال المحاسب علاء الدين سليم

الأمين العام للإتحاد العام للمصريين بالخارج

مستشار جريدة الوطن المصري ومدير مكتبها في الكويت

اترك رد

%d