السبت, 23 نوفمبر, 2024 , 12:11 م

خالدعبدالحميد يكتب : رجال لا يهابون الموت

 

 

بقلم – خالدعبدالحميد

انتابتني حالة لا يستطيع القلم مهما كانت مهارته أو حرفيته وصفها .. مزيج من الحنين والغضب .. مشاعر فخر وسعادة .. ومعها نوبة من الهيجان والثورة .

ولأن مهنتي وسلاحي هو القلم ، فقد دخلت في صراع معه وإصرار علي الكتابة ، حاول قطع مداده عني ولكني انتصرت عليه في النهاية وطوعته لإرادتي .. وكتب القلم .

لبيك سيناء .. لبيك أرض الفيروز المروية بالدماء .. والتي يخوض فيها الأبناء أشرف معركة لتحريرها من الإرهابيين الجبناء.

اقشعر بدني وأنا أتابع ما يدلي به جنودنا البواسل عن حربهم ضد الإرهاب في سيناء .. اصرار غريب ونادر علي الموت والشهادة دفاعا عن الأرض والعرض .. لم أتمالك نفسي وانهمرت دموعي وأنا استمع لشهادة ضابط في الجيش المصري ممن أنعم الله عليهم بمواجهة الإرهابيين علي أرض الفيروز .. لم أتمالك نفسي وخارت قواي وأنا استمع اليه وهو يقول بشجاعة وجسارة : كلنا فداء مصر ، ولن نعود الي بيوتنا الا بعد القضاء علي أخر إرهابي وتطهير سيناء منهم جميعا .. دمي فداء لوطني .. أنا لا أهاب الموت بل أسعي للشهادة وأطلبها من الله عز وجل ليل نهار .. لن أترك حق زملائي وسأثأر لهم حتما .. وأقول لكل المصريين لا تقلقوا ولا تحزنوا أرفعوا رؤسكم نحن فداء لكم وفداء للوطن .

كلمات خرجت من ضابط مصري مؤمن بقضاء الله وقدره .. اصرار غريب وعجيب  .. لماذا .. وهل هناك لدي الإنسان أعز من نفسه ليحافظ عليها ؟ .. نعم وجدت في سيناء لدي جنودنا البواسل هذه الرغبة النادرة .. وجدت الوطن أغلي لديهم من أنفسهم ، الي الحد الذي أخفي العديد منهم خبر وجودهم في سيناء عن ذويهم وأهلهم حتي لا يعارضون سفرهم أو يقلقون عليهم خوفا علي حياتهم .. أخفوا وجودهم في سيناء لينالوا إحدي الحسنيين .. النصر أو الشهادة .

 والله الذي لا اله الا هو وجدت لديهم الرغبة في الشهادة أكثر من حرصهم علي الإنتصار .

هؤلاء يا اخوتي في الوطن هم خير أجناد الأرض .. قالها من لا ينطق عن الهوي .. رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه : ” إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض فقال :ولم يارسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة ” .

ان ما يحدث في سيناء والملحمة التي يشهدها جبل الحلال أثناء عملية تطهيره من الإرهابيين لهو أبلغ رد علي من لا يزالون يقطعون في أواصر القوات المسلحة المصرية  ويسيئون اليها في نكران كامل لما يقوم به جنودنا في سيناء دفاعا عن الوطن .

لقد حاولت خفافيش الظلام وأذنابهم في الإعلام أن يخرجونا من هذا المشهد الوطني النادر وتلك الملحمة العسكرية التي تتم في سيناء ، ويصدرون للمواطنين بدلا منها مشهد الغلاء والأسعار – رغم اعترافنا بوجود تلك الحالة غير المبررة – والهدف هو لفت الإنظار عن الملاحم البطولية التي يقوم بها أبطالنا في سيناء .

هي بطولات يتحدث عنها العالم .. العدو قبل الصديق .. وهم يعلمون جيدا أن الجيش المصري يحارب الإرهاب ليس دفاعا عن مصر فقط ولكن عن العالم أجمع .. هذا الكلام لم نقله نحن ، ولكن قالوه هم  .. ونشروه في وسائل إعلامهم .

 العالم كله يتحدث عن بطولات الجيش المصري في سيناء .. الا نحن !! .. انساقنا وراء ماكينة الشائعات والصقنا تهما زائفة بفخر الرجال بهدف تأليب الشعب علي الجيش .. بهدف إضعاف معنويات الجنود .. بهدف كسر الجيش القوي الذي عجزت كل قوي الشر وأجهزة مخابراتها عن كسره وتفكيكه ، وهو ما نجحو فيه مع باقي الجيوش العربية القوية التي إنهارت أمام مخططاتهم المشبوهة .

حديثي الآن عن ” البيادة ” التي لاكتها ألسنة مأجورة  وردد خلفها ضعاف النفوس بأننا عبيد ” البيادة ” ورغم أن الجميع يعلم أن المصريين لا يعبدون الا الله ، الا أن ” بيادة ” الجندي المصري لم تعد مجرد حذاء يرتديه ضابطا  أو جندي ، ولكنها تحولت الي رمز العزة والفخر للمصريين .. نعم بيادة الجندي المصري هي وساما علي صدورنا جميعا .. فالقدم التي ترتديها هي أشرف قدم .. القدم التي تسعي لتحرير الأرض والحفاظ علي العرض نقف لها احتراما وإجلالا .

تحية وألف مليون تحية لـ ” البيادة المصرية ” .

ورسالتي أيضا لكل ضابط وجندي يخوض معركة تحرير سيناء من الإرهابيين .. لم نناسكم ولن ننسي ما تقومون به .. أنتم فخرنا وعزنا ومجدنا .. أنتم شرفنا وكرامتنا .. بكم نرفع هاماتنا لعنان السماء .. وبكم نباهي سائر الأمم والشعوب ونقول لهم بفخر نحن المصريين لدينا أعظم جيش في الوجود .

أخي علي الجبهة أنت تدافع عني وعن ابني وابنتي .. أنت تدافع عن أبي وعن أمي وأخي .. أنت صاحب الفضل في أن أعيش آمنا مطمئنا بعد المولي عز وجل .

أخي علي الجبهة ليس صحيحا أننا لا نعلم بما تقوم به من أجلنا .. لا .. نعلم جيدا وندعو الله أن يسدد خطاك وأن ينصرك وأن تعود الينا بعد أن تكون قد حررت الأرض الطيبة من أهل الشر .

أخي علي الجبهة .. مصر تنتظر عودتك اليها منتصرا وهي علي ثقة من أن النصر سيكون حليفنا بإذن الله طالما هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

تحيا مصر .. ويحيا جنودها البواسل .. وتحيا ” البيادة المصرية ”  

 

 

 

 

اترك رد

%d