الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 4:26 م

خالدعبدالحميد يكتب عن : ( هذا ) .. و حرامية الأعمال

 

في جلسة مصارحة مع النفس وانا في حالة استرخاء حاولت أن أفك طلاسم بعض الأمور التي تحدث أمامي ويشعر بها المواطن المصري .

حقيقة طاف علي خاطري وانا أكتب هذه السطور سؤال كبير وهو لماذا يحدث هذا ؟ وعن (هذا ) قررت الكتابة .. (هذا ) ليست كلمة من ثلاثة حروف ولكنها مشكلة أو ان صح التعبير أزمة تمر بها البلاد ، وللأسف نحن من صنعناها وتركناها تتضخم وأخشي من أخشاه أن تتحول الي كابوس نصحوا منه علي كارثة يدفع الوطن كله ثمنها .

دعونا ندخل في الموضوع مباشرة .. مرت مصر منذ ثورة 2011 بحالة من التوهان وفقدان خارطة طريق يمكن أن نعبر بها الي تطلعات ثورة لطالما حلم المصريون بعدها بأن تتحول مصر الي الأفضل وأن يحصل كل صاحب حق علي حقه ، واذ بنا وبدلا من التقدم للأمام عدنا خطوات كثيرة للوراء بعد أن تولي حكم البلاد حفنة من الأشرار اتخذوا دين الله ستارا لتنفيذ مخطط كارثي كاد أن يعصف بالأخضر واليابس في بلدنا الطيب .

وثار الشعب مجددا وتصدي للمشهد بشجاعة الرجال المشير عبد الفتاح السيسي .. هذا القائد الذي توسمت فيه مصر الخير واعتبرته المخلص والملاذ من حكم فاشي .. وقف الشعب خلفه بقوة وبشعبية لم يحصل عليها رئيس قبله ، وربما لن يحصل عليها من سيأتي بعده .

وعاد الأمل مجددا للشعب برفع الظلم وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب ولما لا والرجل صاحب يد نظيفة ووطني من الطراز الأول ، ولكنه لن يستطيع بمفرده مواجهة فساد كان ولا يزال هو القاعدة في مصر ، وكان لابد من رجال حول الرئيس يساعدوه في تنفيذ الاصلاحات التي تحتاج اليها البلاد .. ولكن .. وآه من لكن .. عند بداية حكم الرئيس السيسي قلناها في هذا المنبر وأعلناها أنه لكي نعيد بناء مصر يجب تطهير مؤسسات الدولة من عناصر الطابور الخامس وفلول الإخوان الذين لن يتركوا اي اصلاح يتم علي الأرض وسيكونو معاول هدم وعرقلة .. قلناها ولم يسمعنا أحد ، واعتبروا ذلك من قبيل إرهاصات كاتب .

وحدث ما حذرنا منه وكلف البلاد خسائر بشرية ومادية فاقت كل التوقعات .. لماذا ؟ .. لأننا بدأنا في البناء بدون تطهير .. رفعنا الأدوار العليا .. والأساس مليئ بالتقيحات .. والنتيجة ما نراه الآن .

والسؤال الذي لا نجد له إجابة حتي الآن لماذا تركت معاول الهدم تمارس نشاطها بكل ارتياحية في شتي المجالات .. في الاعلام .. في القضاء .. في الشرطة .. في الوزارات .. في الأحياء والمحافظات ؟ .. الكل يعلم الفاسدون بالإسم ولم يحاسب أحد ، ولم تتحرك جهة لتطهير هذه الأماكن الحيوية اللهم الا جهة واحدة تعمل بمفردها وهي الرقابة الإدارية التي تكتشف يوميا عشرات من قضايا الفساد ، وتحتاج الي سنوات وسنوات للقضاء عليه .

لا نجد تفسيرا لحالة الأيدي المرتعشة التي انتابت الوزارء والمسئولين خوفا من المحاسبة !! ، وهو ما كان له بالغ الأثر في عرقلة عملية الإصلاح التي يتبناها الرئيس.

ودعونا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية .. هل فشلت الحكومة الحالية ؟ .. نعم فشلت ولا نعتقد أن هناك من يمكن أن يقول بعكس ذلك .. وطالما هي فاشلة باعتراف الجميع فلماذا الإبقاء عليها خاصة وان البلاد تمر بأخطر مراحلها ونحن نواجه ارهابا غير مسبوق تتعرض له بلادنا ؟ قلنا وقالوا أن مصر تحتاج الي حكومة حرب واجراءات استثنائية للخروج بالبلاد من هذه المرحلة الخطيرة .. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث وتم ادارة الدولة وكأننا نعيش في استقرار وبدون تهديدات ، حتي ان الإرهابيين الذي تم القبض عليهم منذ أكثر من 5 سنوات معظمهم لم تصدر بحقهم أحكاما نهائية حتي الآن رغم توافر أدلة الإتهام .

المواطن لا يعنيه هنا .. هل العيب في القضاء البطيئ أم في مجلس النواب العقيم الذي تفرغ لمشاحنات شخصية وترك مهمته الأساسية والتشريعات العاجلة التي كان يجب عليه البدء بها أولا .. ليس مسئولية المواطن ولكنها مسئولية حكومة من المفترض أنها تدير المنظومة بالكامل يعاونها مجلس نواب خيب آمال الأمة .

وهل هناك عاقل يقول أن الحالة التي تمر بها مصر والتحديات التي تواجهها تسمح لمحتكرين للسلع أن يعيثوا فساد في البلاد دون أن يكون هناك محاسبة وردع لهم من الممكن أن تصل العقوبة فيه الي الإعدام في الدول التي تمر بمثل ظروفنا ؟  .. محتكر السلعة في وقت الحرب لا يجب أن يعامل الا كمجرم حرب .. وللأسف تركت الحكومة الشعب فريسة لعدد من

” حرامية الأعمال “ وليس رجال أعمال يمتصوا دماء المصريين ويرفعوا أسعار السلع الي أرقام جنونية ، والحكومة عاجزة عن وضع حدا لهذا السفه وانقاذ المواطنين من غول الغلاء وجشع التجار .

وأخشي ما أخشاه أن يغضب الشعب الذي تحمل فوق قدرته .. وقتها لا يعلم الا الله ما يمكن أن يحدث لهذا البلد الطيب .

افيقوا يرحمكم الله .. لن تحتمل البلاد أن يعمل لها شخص واحد فقط وباقي التشكيل خارج الخدمة .. ولن يحتمل هذا الشخص هذا الضغط الهائل عليه فهو في النهاية بشر له قدرة علي التحمل .. نسأل الله أن يعينه علي هذه التركة الثقيلة وأن يرزقة بطانة صالحة .. اللهم امين

p100

اترك رد

%d