النظام العالمي الجديد ( الجزء الثاني عشر )
هل يمكن أن يجنح عقلي ويفكر أن أوباما في نهاية فترة حكمه قد استيقظ ضميره وإتخذ من موضوع منع ايران من انتاج السلاح النووي حجة ليعقد معها اتفاقية سلام ، وبموجبها ترفع العقوبات الاقتصادية عن ايران طالما هى ملتزمة بالسماح بالتفتيش على منشآتها النووية ، وقد رفضت اسرائيل هذه الاتفاقية ، ورفضها الكونجرس ، فتحداهما أوباما واستخدم حق النقض الفيتو ضد قرار الكونجرس في سابقة هى الأولى من نوعها في تاريخ أمريكا ، فكان يجب معاقبة أوباما ومن دعمته في سياساته وقراراته وهى هيلاري كلينتون ، وتم إسقاطها في الإنتخابات الرئاسية ، وقد أدركت هذا قبل الإنتخابات ، وتنبأت بفوز ترامب . . ألم تنتبهوا لجملة خطيرة نطق بها الرئيس أوباما في خطاب الإتحاد الأخير منذ بضعة أيام حين أشار إلى أنه توجد أمور تبدو وكأنه هو من فعلها لكنه يكون مجبراً على فعلها ثم إغرورقت عيناه بالدموع . . هل سمعتم عبر تاريخ أمريكا أن رئيسين أمريكيين يتبادلان الاتهامات والاهانات أحدهما منتهية ولايته والآخر سيتولى الرئاسة من بعده خلال أيام معدودات . . هل ذلك إنتقام من رئيس استيقظ ضميره في أيامه الأخيرة ، أم أنه إعداد المسرحين الأمريكي والعالمي لفصول جديدة من الأحداث . . ما هذه القوة الخفية التي تحرك الرؤساء الأمريكيين وتجعلهم كالدمي في أياديها ؟ بلاشك فإنها قوة الإحتياط الفيدرالي . . فما هو هذا الاحتياط الفيدرالي ؟ هو كيان خاص ، يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم ، والأفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك ، هم الذين يحركون الدمي ، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة ، حياتك وحياة من تحبهم ليست سوى بيادق على رقعة الشطرنج بالنسبة لهم ، وكما يتمرغ طفل مدلل عمره أربعة سنوات على الأرض عندما يخسر ، تقوم القوى المهيمنة بالإستعداد لبدء الحرب العالمية الثالثة ، للإحتفاظ بالسيطرة على النظام المالي العالمي ،
تذكروا هذه الكلمات أنه عندما تتسارع هذه الحروب وتمتد ، تذكروا عندما يأتي أبناؤكم إلى البيوت في نعوش ملفوفة بالعلم ، تذكروا عندما يوجهون أصابع الإتهام إلى فزاعة جديدة كما يحدث في سوريا الآن ، تذكروا كل ذلك لأن هؤلاء المختلون الذين يديرون هذا العرض لن يتوقفوا حتى نوقفهم ، إذن كم تبقى لدينا من الزمن ؟ ذلك سؤال سلبي ، هو كسلوك السجين الذي ينتظر ليأخذ به لخندق ، ثم يركع منتظرآ إطلاق الرصاص على رأسه ، ما هى خياراتنا ، وهل هناك إحتمال لتغيير المسار الآن ، هذا أيضآ سؤال غبي ، الإحتمالات ليس لها أهمية الآن إذا فهمنا ما نواجهه ، سيكون لدينا مسئولية كبيرة لبذل كل ما في وسعنا ، لنساهم في تغيير المسار الذي يقودنا للهلاك ، مهما كانت الإحتمالات وربما يصبح النجاح متوقعآ لتجريد القوى من نفوذها المالي ، ولتقديم هذه المنظمة الإجرامية للعدالة . . هناك ثلاث مراحل متتابعة للثورة :
المرحلة الأولى بدأت فعلآ ، وهى مرحلة المقاومة الأيديولوجية ، وعلينا أن نوقظ أكبر عدد ممكن من الناس ، وتوعيتهم حول ما يحدث وإلى أين نتوجه ، كل الثورات تنبع من حدوث نقلة في عقول الناس ، وآية مقاومة هادفة ستفشل بدون هذه النقلة ، ويمكن قياس النجاح في هذه المرحلة بسرعة إنتشار عدوى الأفكار عندما تصل الأفكار الى كتلة شعبية هامة ، فإنها تبدأ في الإنتشار بشكل تلقائي ، وتتسرب على كل طبقات المجتمع ، ولرفع سرعة هذه العدوى ، نحتاج أكبر عدد من المشاركين في هذه المعركة ، عمل فيديوهات ، وكتابة مقالات ، كما يجب ان تنشر هذه المعلومات على مستوى وطني وعالمي ، ويجب إيصال المعلومة للشرطة وللقوات المسلحة .
المرحلة الثانية هى العصيان المدني ، والمعروفة أيضآ تحت إسم المقاومة غير العنيفة ، في هذه المرحلة يجب أن نعقد عزيمتنا على العصيان ، أو بعبارة أخرى أن نمنع أموالنا عن الحكومة وإمتثالنا لأوامرها ، ويجب أن نبذل كل جهدنا لمقاومة الدولة ، وإذا طبقت هذه الطريقة كتلة هامة من المجتمع ، ستكون وحدها كافية لإسقاط أي نظام ، وإن فشلت في هذه المرحلة ، فالمرحلة الثالثة لا مفر منها .
المرحلة الثالثة هىالمقاومة الجسدية المباشرة ، وهى الملاذ الأخير ، ويجب تجنبها لأطول وقت ممكن ، وتستعمل فقط عندما تستنفذ تمامآ كل الخيارات الأخرى ، هناك من يتبجح بقوته ، ويدعي أنه سيقاوم عندما يحين الوقت ، لكن إن لم نكن ناشطين خلال المراحل الأولى ، ووفرنا جهودنا فقط للمقاومة الجسدية ، فإننا سوف نفشل ، عندما كان النازيون يخرجون الناس من منازلهم في ألمانيا ، كان ذلك أنسب وقت للمقاومة ،
ولكن نظرآ لغياب المقاومة الإيديولوجية أو العصيان المدني أدى ذلك إلى تلك اللحظة ، وحتى إنتفاضة مسلحة كانت ستبوء بالفشل في ذلك الوقت ، المقاومة المسلحة لا تنجح إلا إذا كان المقاومون يملكون عقلية تحررية أولآ ، والإنتفاضة المسلحة ممكنة إذا تحررت عقولهم من أجندات وسائل الإعلام أولآ ، وإذا وجبت المقاومة فيجب البدء فيها حالآ ، فلا يوجد الوقت الكافي ، والرهانات أعلى بكثير مما كانت عليه في ألمانيا ، والحالة الحالية أكثر تعقيداً