الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 6:09 ص

يخرب بيت البلوتووث وسنينه إنذار لكل المتزوجين

بقلم دكتور / حسن صابر

اليوم جمعة . . إجازة من العمل . . زوجتي موجودة معي طول اليوم تحصي علىَّ أنفاسي . . لاحظت وصول رسائل صوتية لي من بعض الصديقات ، لكنني لم أستطع أن أفتحها لأسمعها نظراً لوجود زوجتي ومعرفتي بمدى غيرتها وعنف غضبها . . إنتهزت فرصة قيامها للصلاة ، فأسرعت إلى البلكونة وضغطت على أول رسالة صوتية . . المؤشر يتحرك أمامي لكن لا صوت . . ظننت أن صوت الرسالة ضعيف فوضعت التليفون على أذني لكن لا صوت . . كتبت لصاحبة الرسالة ان رسالتك لا صوت فيها . . فتحت الرسالة الصوتية الثانية ، والنتيجة مماثلة . . المؤشر يتحرك لكن لا صوت . . بدأ الشك يتسرب الىَّ ، ضغطت على بقية الرسائل فوجدت نفس النتيجة . . لا صوت . . إنتهت زوجتي من صلاتها ثم دخلت علىَّ البلكونة والشر يتطاير من عينيها . . قلت لها خير . . ماذا بك . . قالت لي من هى الهانم التي أرسلت لك رسالة صوتية تقول لك وحشتني قوي ، وواحدة تانية تقول لك وحشني صوتك قوي ، وثالثة تقول انت عزيز وغالي علىَّ قوي . . مين دول يا أستاذ . . تظاهرت بأني لا أفهم ما تقوله . . وأخيراً سألتها عمَّا تتحدثين . . لا أفهم . ، قالت لي تريد أن تفهم . . تعالى معي . . غادرت البلكونة معها ودخلت الى داخل الشقة وهى تدفعني ، فإذا بي أسمع صوت صديقة تكلمني في آخر رسالة صوتية ضغطت عليها ، وصوتها يصدر من 22 سماعة صوت Speakers هى عدد السماعات الموجودة في النظام الصوتي Sound System الذي أقتنيه في منزلي والذي أعتز به جداً وكلفني كل ما كسبته في حياتي من مال ، وهذا العدد من السماعات يكفي لوصول الصوت بمنتهى القوة والوضوح إلى كل الكومباوند الذي أسكن فيه . . نظام صوتي دمه خفيف قوي لكنه هذه المرة كاد أن يكلفني حياتي الزوجية ، فقد إتضح أن تليفوني متصل بهذا النظام الصوتي عن طريق Blue tooth البلوتووث الموجود في كلٍ من التليفون والنظام الصوتي ، ولهذا عندما ضغطت على الرسائل الصوتية من الصديقات لأسمع رسائلهن الصوتية ، لم أسمع أي صوت في تليفوني ، فقد كان الصوت ” مجلجلاً ” في داخل المنزل حيث تصلي زوجتي من 22 سماعة وأمبليفاير وسبووفرز ، وأثناء صلاتها سمعت هى كل الرسائل الصوتية من الصديقات العزيزات قوي قوي . . أكملت صلاتها بالعافية ثم جاءت إلىَّ في البلكونة لتقذفني منها . . الحمد لله حين سمعت هذه الرسائل كانت تصلي ، فقد أنزل الله في قلبها هدوءاً وصبراً جميلاً وبعض الضحك . . المهم تمالكت شجاعتي وصرخت في وجهها وقلت لها كيف تتجسسين على خصوصياتي ، ثم أنتي كنتي تصلين ، قلبك وروحك وعقلك وسمعك كلها مع الله ، فكيف بالله عليك تسمعين هذه الرسائل . . نظرت إلىَّ بشفقة ، ونظرت إليها متحدياً ببجاحة ، ثم إستغرقنا في نوبة ضحك مجنونة . . ولازلنا نضحك حتى الآن . . وقد قضيت هذه الليلة بدون عشاء لأن زوجتي رفضت إعداد الأكل لي ، وقالت خليها هى تحضر لك الأكل . فيا كل الأزواج والزوجات . . إحذروا مقالب البلوتووث .

اترك رد

%d