الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 3:40 م

خالدعبدالحميد يكتب: عندما يزأر الأسد

 

عندما يزأر الأسد يكون هناك خطب جلل أو ظلم بين أو شائعات مغرضة تعرض لها فاقت حدود الإحتمال .. هنا يزأر الأسد مدافعا عن عرينه ومكتسباته التي حققها .

شاهدته هذه المرة وكأنني لم أشاهده من قبل رغم أنني حضرت له عدة لقاءات ومؤتمرات سابقة .. كانت خطواته هذه المرة وهو يعتلي المنصة توحي بأن في الأمر شيئ وأنه يجهز لشيئ للرد علي أشياء كثيرة .

صاحب العرين هو المصرفي الكبير طارق عامر محافظ البنك المركزي الذي اختار منصة ” الأموال ” ليطلق منها صواريخ موجهة أخرست ألسنة كثيرة استهدفته طيلة الأيام الماضية .

حضر مؤتمر ” الأموال ” الإقتصادي الثالث ليرد علي المشككين رغم أنه لم يكن قد نفض بعد غبار السفر من رحلة علاج في الخارج عاد منها سليما معاف وهو ما جعله يؤكد في كلمته أنه سليما .. قدماه ” عال العال  ..ومخه شغال ” وظل قرابة الساعة والنصف ساعة يتحدث واقفا بارتياحية كاملة لم تخلو من قفشات مقصودة وموجهة .

بعث عامر بعدة رسائل أهمها علي الإطلاق طمأنة المصريين بمتانة الجهاز المصرفي مبديا رضاه التام علي المستوي الذى وصل إليه الإحتياطى من النقد الأجنبى خاصة بعد قرار التعويم الذي هوجم كثيرا من أعداء النجاح.

حاول المحافظ  أن ينشط ذاكرة منتقديه  ويذكرهم بما فعله منذ تولي مقاليد الأمور بالبنك الأم في صورة أشبه بكشف حساب مؤكدا أنه نجح في توفير 30مليار دولار خلال الخمسة أشهر الأخيرة فقط  ، منها 13 مليار دولار من السوق المحلي

 أعاد أيضا الي أذهانهم وذاكرتهم الضعيفة  ما كان يحدث للبضائع في الموانئ المصرية من قبل ، حيث ذكر أنه كانت هناك بضائع راكدة في الموانئ بقيمة 5 مليارات دولار قبل مجيئه ، والآن لا توجد بضاعة بدولار واحد  راكدة في الموانئ ، مؤكدا أن الإقتصاد المصري الآن مؤمن بالنسبة لاحتياجاته من النقد الأجنبي ،وليس هناك  الآن ما يعوق تدفق الإستثمارات الأجنبية الي مصر رغم أن المخطط  كان حرمان البلاد منها.

وقال أيضا أن حجم القروض القائمة حاليا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة يبلغ 101 مليار جنيه مؤكدا علي قدرة مصر علي سداد ديونها الخارجية وفوائدها دون خوف أوقلق

وفي رسالة قوية طالب عامر المعنيين بضرورة مراجعة المنظومة الإقتصادية ووضع سياسات مفيدة يمكن أن تضيف للناتج المحلي .

ما لفت انتباهنا أيضا قوله بأنه في مهمة وطنية وليس في صراع علي مناصب أو وظائف.

كلمات قالها المحافظ  وهو يدافع عن عرينه ضد من يسعون لعرقلة مسيرة الجهاز المصرفي وبالتالي وقف دوران عجلة الإنتاج .

نعم كان زئيرا لم تستطع وسائل الإعلام المرئية ولا المسموعة أو المقروءة تجاهله ، ورغم أن بعضها حاول الإصطياد في الماء العكر بإبراز القفشات علي حساب المضامين التي حوتها كلمة محافظ البنك المركزي ، الا أن الرسالة قد وصلت .. وصلت بقوة لكل أفراد الغابة .

 

اترك رد

%d