بقلم – الدكتور هشام فريد
عندما سافر المصريين الى اوروبا منذ عشرات السنين لم يكن سفرهم بهدف الهجرة وذلك بالنسبه للجيل الاول ، ولكن كان سعيا للبحث عن مستقبل افضل من خلال استكمال التعليم العالى او الالتحاق بفرصة عمل افضل وبراتب افضل يدخرون منه النسبة الأكبر لشراء المسكن فى مصر، وتجهيزه بأحدث الأجهزه والامكانيات او شراء الاراضى لبناء سكن له ولأولاده وأحفاده من بعده ولذلك الكثيرين من هذا الجيل لم يعيشوا حياتهم الطبيعية فى بلاد المهجر لانهم كانوا دائما مشتتي التفكير فيما يخص حياتهم الخاصة هل هى فترة مؤقتة وبعدها حلم العودة والاستثمار والاستقرار فى مصر؟ ام الاستقرار في الغربة وبناء مستقبل خارج الوطن ؟
وبعد عشرات السنين لم يعود الغالبية العظمى منهم واستقروا فى بلاد اوروبا المختلفة ومنهم من تزوج من هذه البلاد والاخرين تزوجوا مصريات خلال الزيارات القصيرة لمصر وسافر بها الى بلد المهجر ليكون أسرته الصغيره قبل ان يفوته قطار الزواج وتكوين أسرة.
وبعد سنوات قليلة اصبح هناك الجيل الثانى والثالث وارتبطوا ببلد المهجر لغويا واجتماعيا واقتصاديا واختلفت أحلامهم ولذلك فوجىء الآباء انهم ليسوا فى رحله مؤقتة ولكنهم فى هجرة طويلة فرضت عليهم ولم يختاروها!
وكذلك المصريين الذين سافروا الى بلاد الشرق الأوسط وما يطلق عليهم العمالة المؤقتة سافروا لعدة سنوات قليلة وبعقود عمل! وانتهت العقود وجددت ثم جددت ومنهم من شارك أهل هذه البلاد العربية فى مشاريع او أنشأوا مشاريع خاصة بهم .
ومنهم من احضر زوجته المصرية معه والاخرين تركوهم فى مصر وقبلوا ان يحرموا من دفىء الأسرة ومن رؤية اولادهم يكبروا امام اعينهم ! وقبلوا حياة الغربه بكل مساوئها وفى بعض الأحيان على حساب كرامتهم!!!
كل هؤلاء المصريين فى الخارج لم يستخدموا من موارد الدولة المصرية شيئا ، ولم يحملوا الدولة اى نفقات طوال سنوات كفاحهم الطويل، بل شاركوا دائما فى البناء والاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد المصرى الى الامام.
أليس من حق هؤلاء ان يكرموا فى اخر حلم لهم وان يدفنوا معززين مكرمين فى بلدهم مصر؟
ويظل الحنين يراود كل هؤلاء المصريين فى الخارج بحلم العودة ولو فى تابوت خشبى!
بحبك يا مصر
عن تعديل قانون دفن الموتى للمصريين فى الخارج اتحدث!!!
د. هشام فريد