ماذا يحدث في وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ؟ سؤال يطرحه العديد من المغتربين والذين لم يروا حتي الآن أي جهد ملموس لوزارة الهجرة – علي حد قولهم – اللهم الا بعض المؤتمرات والأحاديث التليفزيونية لزوم التلميع والشو الإعلامي .
الحقيقة التي لا تغيب عن أحد ولا ينكرها منصف أن هناك مشكلة حقيقية في وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ، بصرف النظر عن تجديد الثقة في الوزيرة ، فالمشكلة قائمة وليس معني استمرار الوزيرة في الوزارة أنها قد أبلت بلاءا حسنا خلال الفترة الماضية .
هي تعمل قدر استطاعتها وحسب امكانياتها وربما امكانيات الوزارة ، اذا المشكلة هنا ليست في الوزيرة والتي نكن لها كل التقدير والإحترام علي المستوي الشخصي .. المشكلة في الاختيار وهي المشكلة التي تعاني منها مصر ليس في وزارة الهجرة وحدها ، ولكن في معظم وزارات الدولة .
للأسف اختيارات معظم المسئولين والوزراء لم ولن تحقق آمال المصريين بداية من وزارة الهجرة ومرورا بالصحة ، ثم الثقافة ، ثم رئيس الحكومة ذاته .. تلك هي الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني .. ولن نزيد .. النقد هنا يجب أن يكون موجها لأداء المسئول وفقط ، ولا يجب أن يتطرق الي الحياة الخاصة لهذا المسئول .
هناك أخطاء .. وهذه الأخطاء لابد من تلافيها وفي أقرب فرصة ، لأن البلاد لا تحتمل وجود مسئولين تنقصهم خبرة المنصب ، ولا يجب أن يغضب هذا الكلام أحد ، فالوقت وكما قلنا لا يحتمل مجاملات أو مهادنات أو طبطبة ، ففي الوقت الذي يدافع فيه البعض عن وزير أو وزيرة فاشلة من أجل مصلحة شخصية ، هناك من يتربصون بالوطن في الخارج ويعدون العدة للإجهاز عليه وضرب استقراره .
الخطأ العادي الآن لا يجب أن يحاسب باعتباره كذلك ، فنحن في وقت وظروف لا تحتمل حتي مجرد ارتكاب الخطأ العادي اذا كان من ارتكبه مسئولا في الدولة ، كما لا يجب منح فرصة لمسئول فاشل قد يستغل المتربصون بالبلاد هذا الفشل لتأليب المصريين علي نظام الحكم واشاعة الفوضي والبلبلة ، ومثال حي علي ذلك أزمات التموين والأسعار التي افتعلها تجار ورجال أعمال جشعين بمباركة أو إهمال مسئولين .. أزمات استغلتها خفافيش الظلام لتحريض المصريين علي النظام ظنا منهم أنهم بذلك يمكن أن يحدثوا ثورة جديدة .. المشكلة ليست فيمن يكرهون مصر فهم معرفون وتوجهاتهم وأهدافهم معروفة .. المشكلة في المسئول الذي يساعد بقلة خبرته وعدم درايته مثل هؤلاء للوصول لأهدافهم بأقل مجهود.
وعودة الي وزارة الهجرة .. هل فشلت الوزيرة ؟ .. نعم فشلت .. وفيما فشلت ؟ .. فشلت في أخطر ملف وأهم قضية جاءت من أجلها وهي لم شمل المصريين بالخارج ولا يجب بحال من الأحوال أن نكذب علي أنفسنا وندعي بعكس ذلك ، فاذا ما أجرينا استفتاءا علنيا فستظهر الصورة الحقيقية التي يحاول البعض تجميلها أو – ان صح تزييفها – وهي أن المصريين في الخارج بالبلدي – بياكلوا في بعض – وازدادت الفرقة والضغينة والبغض والكراهية والفرقة – تلك هي الحقيقة التي شاهدناها ولمسناها عن قرب .. والمشكلة ليس كما يصورها البعض أن هناك ثلاثة أو أربعة مشاغبين هم الذين ينتقدون الوزيرة – ان جاز لنا أن تصفهم بهذا الوصف – .. إن تسفيه الأمور لهذا الحد وتقزيمها جريمة في حق الوطن قبل أن تكون في حق المصريين بالخارج .
وعتابنا شديد علي من يمثلون المصريين بالخارج الذين صمتوا ويصمتون علي ما يحدث وهم نواب الشعب وبيدهم مواجهة أي مسئول بأخطائه وان لزم الأمر طرح الثقة به اذا ما استمر في عناده .. فزمن الجزر المنعزلة انتهي وولي الي غير رجعة .. الأمر الآن لا يقبل القسمة علي اثنين ، إما أن تكون في خندق الدولة المصرية وبالتالي تواجه السلبية بشجاعة وحكمة ووطنية تحت مظلة البناء ، وإما أن تكون عبئا علي هذه الدولة بقرارات غير مدروسة اعتمادا علي أنك مسنودا من مسئول أكبر وتعمل بارتياحية تحت مظلة هدم الدولة المصرية .
شتان بين هذا وذاك .. شتان بين من يبني .. ومن يهدم .. نحن مع بناء مصر ودعم مؤسساتها الوطنية ، وضد من يسعي للهدم أو يتم استخدامه لهدم الدولة المصرية مهما كان موقعه .
لقد نسينا في زحمة هذا الزخم الذي نشاهده بين المؤيدين لسياسة وزيرة الهجرة والمعارضين لسياستها .. نسينا الأغلبية الصامتة في مجتمع المصريين بالخارج التي تعاني ولا زالت من إهمال المسئولين لحقوقهم المشروعة واهدار كرامتهم في الخارج وأخرها قضية الزامهم بتقديم شهادة فقر لدفن ذويهم في مصر .. هؤلاء ضاعوا في معركة تكسير العظام بين المؤيدين والمعارضين .. وننتظر وسنظل ننتظر ظهور رجل رشيد يجمع شتات المصريين بالخارج .. هو موجود بالفعل بين صفوفنا ولكنه لا يمتلك شجاعة مواجهة الموقف وتبني مبادرة لم الشمل .. تلك المبادرة التي زايد عليها عدد كبير ليس بهدف لم الشمل ولكن .. بهدف الإتجار ، وما أكثر التجار في بلادنا .
وأخيرا نؤكد أننا لا تحركنا سوي مصلحة هذا الوطن وليس أي مصلحة أخري .. كان هذا وسيظل عهد قارئنا العزيز بنا في منبره الوطني الحر ” بوابة الوطن المصري ” سنقول للمحسن أحسنت ، وسنقول للمسيئ أخطأت مهما كان موقعك .. هذا هو العهد الجديد الذي نعمل في ظله ونستمد منه شجاعة مواجهة الأخطاء ومرتكبيها .