الجمعة, 4 أكتوبر, 2024 , 11:58 م

د. حسن صابر يكتب – الهيمنة الأمريكية على أقدار العالم – النظام العالمي الجديد ( الجزء الثالث )

 حسن صابر 55

قامت الثورة الأمريكية علي تحالف اليمين المحافظ الأمريكي والماسونية العالمية ، وسجلت الهدف من تحالفها علي وجه شعار الولايات المتحدة سنة 1776 وهو الشعار الذي جمع رموز الماسونية وكلمة INGODWETRUST أو توكلنا علي الله المسيحية ، كان أول مستند رسمي يعلن عن النظام العالمي الجديد ، وقد نشأت أحداث القرن الأمريكي برمتها علي الأفكار  الغربية‏ في نهاية القرن التاسع عشر‏ ، وقامت بتنفيذها ثلاث قوي عالمية‏ هى :

1-  بريطانيا العظمي

2-  واليمين المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية

3- والماسونية العالمية

جاءت عبارة النظام العالمي الجديد لأول مرة علي لسان بابا الفاتيكان الكسندر السابع عام 1492 بعد الانتصار علي غرناطة ، ثم علي لسان كريستوفر كولومبس ، ثم في رسالة الملك فرديناند إلي قبائل التانيو والأراواك في العالم الجديد ، وكان نصها كالتالي : عالم واحد ، ورب واحد ، ودين واحد ، وحاكم واحد ، وهو فهم الغرب للنظام العالمي الجديد ، ثم عاودت الظهور مرة أخري في نهاية القرن التاسع عشر في فكر وكتابات الجماعات العنصرية الغربية مثل الفابيان سوسيتي والثيوسوفيكال سوسيتي, وكلاهما علماني ملحد ، يؤمن بحتمية سيادة العنصر الانجلوساكسوني علي العالم ، ثم صرح بها علانية الرئيس الأمريكي البيوريتاني وودرو ويلسون سنة 1913 ( قبل الحرب العالمية الأولى بعام ) ثم روزفلت سنة 1935  بطبعهـا علـي ورقـة الـدولار وقبـل بدايات الحرب العالمية الثانية .

 وأصبح الدولار هو سلاح النظام العالمي الجديد ، وتم تصميم الشعار الأمريكي ليطبع على الدولار من سنة 1774 إلي سنة 1776 علي يد ثلاث لجان جميع أعضائها من الماسون الأحرار ، وظهرت بوضوح النقاط التالية :

1- أن هناك تحالفا تم بين الماسونية العالمية بكل فكرها الإلحادي والتيار المحافظ الديني بالولايات المتحدة بكل فكره الديني المتطرف ، أفرز الثورة الأمريكية ومشروع الهيمنة الأمريكية علي العالم سنة 1774 وإستمر حتي اليوم

1

2- دخلت أمريكا بهذا الحلف  ساحة الصراع الإمبراطوري علي العالم في القرن التاسع عشر وانتهي القرن بتنافسها مع بريطانيا العظمي فقط ، ثم عقدا صلحاً عرف بالصلح الأعظم سنة 1896 إتفقا فيه علي تنفيذ مخططات الفابيان سوسيتي في هيمنة الجنس الانجلوساكسون من البروتستانت علي العالم

3- من هذا الاتفاق خطط الحليفان لأحداث القرن العشرين ليكون قرن سيادة العنصر الانجلوساكسوني ، ثم قررت أمريكا أن يكون القرن العشرين قرنا أمريكياً خالصاً فمولت كافة الأطراف في أوروبا وأشعلت الحرب العالمية الثانية التي قضت تماماً علي كل القوي القديمة ، وتركت الساحة العالمية خالية تماما للقوي الأمريكية وحدها بلا منافس ، بل إن المنافس الذي ظهر كان صنيعة الفكر والرأسمالية الأمريكية كتجربة للشمولية الغربية التي يعتزم الغرب تنفيذها في النظام العالمي الجديد

4- وقد نتجت عن التخطيط الأنجلوساكسوني الأمور التالية :

إنشاء النظام المالي العالمي الجديد باصدار قانون بنك الإحتياط المركزي الأمريكي سنة 1913 وكان ذلك هو المحرك الرئيسي لكافة الاحداث التالية

الحرب العالمية الأولي والتي مول طرفيها النظام المالي الجديد

الثورة البلشفية والتي مولها أيضا النظام المالي الجديد

الحرب العالمية الثانية والتي خططت لها أمريكا ومولت كل أطرافها لسحق كافة القوي العالمية واستعبادها بالعجز والمديونية

الحـرب البـاردة والـديكتاتوريات العسكرية في العالم الثالث أو ما عرف زورا باسم عصر التحرير أو الاستقلال

نهاية الحرب الباردة وسقوط الشيوعية

قيام النظام العالمي الجديد علانية وهو العصر الذي نعيش فيه

كل ما سبق كان مخططاً له وتُصْنَعْ  له الأحداث التي يمولها الدولار المطبوع بلا غطاء ذهبي

وهكذا كان النظام العالمي المالي الجديد وتمويل الحربين بداية تنفيذ مخطط التحالف الأنجلوساكسوني للهيمنة الكونية ، ثم أُنْشِئ  بنك الاحتياط المركزي الأمريكي- وهو بنك خاص- له الحماية الكاملة والغطاء الكامل من الحكومة الأمريكية وله حق إصدار عملة الولايات المتحدة الأمريكية أو الدولار  وبسبب الحاجة لتمويل الحرب العالمية الأولي تمت طباعة الدولار دون أي رصيد ذهبي وتحققت من هذا الوضع فائدتين لأمريكا وضرراً داهماً عاماً هو التضخم أما الفائدتين فهما 

1- إيقاع جميع القوي العالمية المتنافسة في شباك المديونية بالدولار الوهمي .

2- تشغيل الشركات الأمريكية سواء شركات التمويل أو البنوك أو المصانع أو الخبراء

وأما ضرر التضخم العالمي فهو مشكلة عانى منها العالم كله جراء الحرب ونتائجها الكارثية ونسبة تضرر أمريكا منه لا تقارن باستفادتها ، ومن الممكن أن يكون النمو الذي تحدثه إحتياجات الحرب في أمريكا معادلا للتضخم الناتج عن طبع الدولار ، ومن ثم بدأ خبـراء التمويل في تسويق الحرب العالمية الأولي وما يستدعيه ذلك من انتاج حربي ، وكان خلف هذه الخطة الجهنمية عائلتان رئيسيتان تغلغلتا في كافة دواوين الحكم الأوروبية :

1- عائلة روتشيلد الألمانية اليهودية ( الماسونية )

2- عائلة روكفلر الألمانية التركية الأمريكية ( الماسونية أيضا) )

4

هاتان العائلتان تبادلتا المراكز في السيطرة علي البنوك الأوروبية والأمريكية إضافة إلي انتاج النفط العالمي وتكريره ، وفي زمن واحد أثناء الحرب الأولي كان أفراد من العائلتين يعمـلون كمستـشارين لـدي أي مـن طـرفي الحرب ويؤدون مهمتهم بتنسيق كامل مع التحالف ( اليمين المحافظ الأمريكي والماسونية العالمية )

في ذات الوقت عمل الإعلام الواقع تحت سيطرة الماسونية العالمية علي تصعيد حالة الحرب في أوروبا ، وتزكية التوتر الناتج عن الاحلاف والاحلاف المضادة التي تمت في نهاية القرن التاسع عشر بجهود الدبلوماسية البريطانية والجماعات السرية ،

وقامت الحرب الأولي بلا معني ونتج منها تكسير عظام كل القوي العالمية دون نتيجة حاسمة حتي أن خطوط المواجهة لم تتحرك مليمترا واحدا في العام الأخير وكانت لصالح المانيا ، وانتهت الحرب بلا معني كما بدأت لكن بعد إفلاس جميع قوي أوروبا وانهيار الامبراطوريات الكبري .

في ذات الوقت مولت ( طائفة الجزويت ) وكبار رجال الأعمال الأمريكان عن طريق بنك الاحتياط المركزي الثائر الروسي لينين اللاجئ في المانيا فعاد الي روسيا القيصرية ليشعل الثورة البلشفية ويخرج روسيا من الحرب قبل لحظة النهاية ، ويسقط الامبراطورية العظمي

وانتهت الحرب العالمية الأولي بدخول الولايات المتحدة الأمريكية لوضع لمسات النهاية, وكان دخولها درامياً استلزم اغراق سفن ركاب أمريكية بما عليها من ركاب أمريكيين واتهام الغواصات الألمانية بالحادث للقفز علي تعهد وودرو ويلسون لشعبه بعدم جـر أمـريكا الي الحرب وبالفعل صدرت موافقة الكونجرس علي إعلان الحرب علي المحور بعد أقل من شهرين مـن غـرق الباخرة’ لاكونيا ”LACONIA ” وتظاهر ويلسون بأنه أُجْبِرَ على دخول الحرب ، ثم إنتهت ووضعت شروط  ومعاهدات السلم بصورة وصفها رئيس وزراء فرنسا كليمنصو الماسوني الأعظم بأنها الضمان الوحيد للحرب الثانية

3

وقبل أن يجف مداد الحبر الذي وقعت به معاهدات السلام كان السيناريو الأمريكي للحرب الثانية علي خشبة المسرح العالمي .

كانت ظروف المانيا بعد الحرب الأولي وما وضع علي كاهلها من قيود والتزامات أكثر من حالـة افلاس دولة ، ومزقت الدولة الواحدة وفرقت أراضيها علي دول الجوار وحوصرت براً وبحراً وسياسياً واقتصادياً واخترقت داخليا بالثورة الشيوعية والفوضي الخلاقة ، وكان من المستحيل أن تقف هذه الدولة علي قدميها أو أن تحرك بنسا في الداخل أو الخارج دون الرقابة الدولية

وفي هذا الجحيم ولد نظام هتلر سنة 1933 ، وفي أقل من ثلاث سنوات بدأ الحرب علي العالم باستعادة أراضيه المقتطعة منه وضمها سنة 1936 أي بعد ثلاث سنوات  وكانت أوروبا كلها تلملم جراحات الحرب السابقة فلم تتحرك أو حتي تنطق ، وقد كانت

فكرة ان تقوم المانيا من هذا العدم لتشعل حرباً بقوة الحرب العالمية الثانية التي اشعلتها أمراً يعد من المستحيل ما لم تسخر لها آلات التمويل الدولارية الجبارة كل السبل لهذا البعث الاعجازي ، فمن مول آلة الحرب النازية في ظل هذا الحصار والافلاس والفوضي ؟

حسب بحث أجري في بداية هـذا القـرن ونشـره الكاتبان الأمريكيان ( وبسترج تاربلي ) و( انتون تشيتكن ) بعنوان ( بوش السيرة غير الرسمية ) ، وقد نشر الكتاب في عهد الرئيس بوش الابن سنة 2004 ويعرض لما أسماه الكاتب تعاون رجال( وول ستريت ) وكبار رجال الصناعة في الولايات المتحدة علي بعث النازية وإعداد المانيا للحرب مرة أخري اعتبارا من 1922 ( أي مباشرة بعد الحرب الأولي ودون تضييع أي وقت وذلك بتمويل ترميم الطرق والسكك الحديدية واقامة المصانع اللازمة وتهريب الأموال عبر هولندا من خلال التعاون مع بعض بيوت الأموال الألمانية والاوروبية مثل عائلة ثايسنز التي كانت تملك وتدير العديد من مؤسسات التمويل الالمانية والاوروبية مثل أوجست تايسن بانك في برلين وبانك فور في هولندا بالتعاون مع يونيون بانك الامريكي ، وكان أحد أفراد عائلة تايسن قد كتب كتابا بعنوان’ أنا دفعت الي هتلر I Paid To Hitler

2

وكان الكتاب بداية البحث الإعلامي عن كشف لغز تمويل هتلر وبعث المانيا النازية ومشروعها لإستعباد العالم وانتهي البحث والكتاب الي حقيقة أن وول ستريت كان الممول الأوحد لهذا البعث الذي أدي الي الحرب العالمية الثانية ، وكان برسكوت بوش أحد أهم المنظمين لحملة التمويل هذه ، نشر الكتاب سنة 2004  وأعيد طبعه ثلاث مرات ، وعلي غلافه صورة الرئيس جورج بوش الأب ، وبداخله أسماء أكثر من عشرين مسؤلا مصرفيا أمريكياً ، ولم يعلق عليه أو يرد عليه أحد .

إن مسألة تمويل المؤسسة المصرفية العالمية ( بموافقة ودعم الولايات المتحدة ) للحرب الأولي والثانية بعد الافراج عن العديد من المستندات السرية لهذه الحقبة غدت واقعا تناولته عشرات الكتب .

اترك رد

%d