الخميس, 13 يونيو, 2024 , 7:36 م

دحسن صابر يكتب عن بداية الطريق في النظام العالمي الجديد – الحزء الثاني

 حسن صابر 55

توقفنا في الجزء الأول عند السؤال : هل بدأ النظام العالمي الجديد في عصر الرئيس جورج بوش الأب سنة 1992 أم أنه بدأ قبل ذلك ؟

وفي الحقيقة ، وبعد دراسة متأنية للتاريخ وللأحداث فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن التمهيد لهذا النظام العالمي الجديد بدأ قبل عصر الرئيس جورج بوش الأب بزمن طويل ، وبالتحديد منذ بداية الثورة الفرنسية في سنة 1793 والتي كانت أول ضربة من مجموعة المتنورين Illuminati لبدء النظام العالمي الجديد والتي تحالفت معها الماسونية العالمية لتحقيق هذه الضربة ، وإستخدم بعض الراديكاليين الذين عرفوا بأعضاء نادي جاكوب كل مصادر التجويع للشعب الفرنسي ، وأخفوا المحصولات الزراعية عنه لمدة أربع سنوات بدءآ من سنة 1789 ، حتى بدأ الشعب ثورته على الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت ، ونسبوا للملكة ماري أنطوانيت عبارة كاذبة عندما إشتكوا لها أن الشعب لا يجد الخبز والطعام ، فإدعوا ظلمآ وكذبآ أنها ردت قائلة فليأكلوا الكيك أو البقلاوة ، وبعدها قام الثوار بإعدام لويس السادس عشر وماري أنطوانيت بقطع الرأس بالمقصلة ، ثم أثبت الأديب والفيلسوف ” جان جاك روسو” فيما بعد أن هذه العبارة نطقت بها ماري أنطوانيت في سنة 1766 عندما كانت طفلة عمرها عشر سنوات ، ولكن القوة الخفية التي حركت الثورة أوحت للشعب أن هذه العبارة قالتها ماري أنطوانيت أثناء ثورة الجياع ، لإثارة الشعب ضدها وضد لويس السادس عشر ، وقتل ١٨ ألف مدنيآ حكم عليهم بالإعدام ، ومات غيرهم كثيرون في السجون بدون أية محاكمة . . إنظروا إلى الأسلوب الذي إتبع وهو  إخفاء المحصولات الزراعية لتجويع الشعب وإستفزازه وحمله على القيام بثورة الجياع التي تدمر كل شئ ، ثم تشويه الرموز الوطنية والقيادات ، حتى ينقض عليها الشعب ويقتلها ، كما إنقض الشعب الفرنسي على ماري أنطوانيت وزوجها لويس السادس عشر وقطعوا رأسيهما ، وبقيت أكذوبة فليأكلوا الكيك بدلآ من الخبز منسوبة إلى ماري أنطوانيت حتى يومنا هذا رغم نفي جان جاك روسو

1

 وسوف أكتب بالتفصيل عن مجموعة المتنورين Illuminati في مقال آخر ، وأكتفي هنا بأن أقول أنهم مجموعة قوية جدآ من الأشخاص ، تحكموا في النظام المالي العالمي ، ويرتبطون  بالماسونية العالمية ، وكانت بدايتهم سنة 1776 من خلال جمعية سرية تكونت في جنوب ألمانيا تدعى مجموعة المتنورين الألمان البافاريين German Bavarian Illuminati ، ثم هاجروا إلى الولايات المتحدة ، وسميت بالعصبة أو الطائفة الكولومبية ، ولهذا نجد اليوم شركات وقنوات إعلامية وتليفزيونية تحمل نفس إسم كولومبيا مثل قناة كولومبيا ، وشركة كولومبيا للأفلام ، وجامعة كولومبيا ، تليفزيون وإذاعة كولومبيا Colombia Broadcasting System  CBS ، كما أن واشنطن العاصمة إسمها Washington DC وهذه ال  DC هى إختصار District of Columbia ، هذه المجموعة إمتلكت المال وحكمت البلاد ووضعوا القوانين وإتخذت شعارآ لها فيه 13 نجمة ، 13 سهمآ .

أما الماسونية فمعناها طبقة البنائين أو المعماريين الأحرار ، وهى منظمة سرية هدامة ، إرهابية غامضة ، محكمة التنظيم ، تهدف إلى ضمان السيطرة على العالم ، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد ، وتتستر تحت شعارات خداعة ( حرية – إخاء – مساواة – إنسانية ) ، ومعظم أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم تعاهدوا على حفظ الأسرار ، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيدآ لقيام جمهورية ديموقراطية عالمية كما يدعون ، وتتخذ من الوصولية والنفعية أساسآ لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لادينية عالمية ، وبهذا تكون الماسونية العالمية متورطة في هذه القوة الخفية التي تأخذ العالم إلى نظام عالمي جديد ، وكل أعضائها يجب أن يحافظوا على سرية هذه المؤامرة ، ويقتل من يكشف سرها ومن تستر عليه ، بل إن العضو يقتل بالطريقة التي حددها هو بنفسه عند تسجيل عضويته في المحفل الماسوني ، وهناك من يقول أن جذور الماسونية تعود إلى الديانة البابلية في مصر القديمة ، ويوجد محفل ماسوني كبير في مصر يتبع المحفل الكبير المنتظم بالشرق الأوسط سجل سنة 2007 وتعود أصوله إلى حملة نابليون بونابرت على مصر ، وإستمرت إبان الحكم العثماني ، ثم الإستعمار الإنجليزي حتى يومنا هذا ، وإسمه الرسمي ” المحفل الأكبر الوطني المصري للبنائين الأحرار القدماء المقبولين ” ، وكانت لهم أعمال عديدة مثل ملجأ الأيتام الماسوني ، وتعددت فروع المحفل الماسوني الرئيسي في أنحاء مصر .

2

في سنة ١٧٨٥ حاول الجاكوبيون Illuminati ، إستنساخ الثورة الفرنسية في أمريكا وقرروا البدء في مدينة نيويورك ، وكان توماس جيفرسون واحد من illuminati ، والعجيب أنني في سنوات حياتي الأولى كنت من المعجبين جدآ بتوماس جيفرسون وإقتنيت كتاب ” آراء توماس جيفرسون الحرة “، والآن أكتشف أنه كان ممن يسمون “المتنورون Illuminati” والذين دبروا مؤامرات لخلق النظام العالمي الجديد ، بل إنه كتب إنجيلآ أسماه إنجيل جيفرسون ، والذين قرأوه من مفكري هذا العصر إتفقوا على أن الجزء الأول منه هى أفكار إنسان عادي والجزء الثاني كلمات من فكر ضحل ومريض بما لا يليق بكتاب آلهي ، وقد قاومهم الرئيس جورج واشنطن ، وأعلن أنه سوف يعمل ليتأكد أن أمريكا لا يوجد بها الجاكوبيون والمتنورون Illuminati ، وأنه لا يشك أن أحدآ في أمريكا يملك عزمآ أكثر منه لتحقيق ذلك ، وإمتلأت مكتبات جامعة هارفارد بالوثائق والكتب التي تتحدث عن الجاكوبيون و Illuminati في هذه الفترة ، وإنتشرت التحذيرات في الكنائس

 وبعد ذلك بدءآ من عام 1885 بدأت تتجمع جذور الثورة الروسية بنفس طريقة الثورة الفرنسية ، وظهرت الشيوعية وظهر ماركس الذي كان أيقونتها رغم أنه كان مسيحيآ متدينآ وكتب كتابآ دينيآ في سنوات شبابه ثم حدث عنده التحول الكبير وظهرت الكتابات التي تسئ لله وتمجد الشيطان حتى أن ماركس قال أنه يود أن ينتقم لنفسه من القوة التي تحكم في أعلى السماء ، وفي سنة 1917 إنطلقت الثورة البلشفية وأعدمت القيصر نيكولاس الثاني وعائلته ، ومات معه 8 مليون روسي في الثورة التي قادها لينين ، وتروتسكي ، ثم جاء من بعدهم السفاح الأكبر ستالين الذي قتل في عهده 40 مليون روسي

بدأت مرحلة الحربين العالميتين :

– الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 ) مات فيها 8.5 مليون عسكريآ ، 7.8 مليون مدنيآ ، برقم إجمالي 16.3 مليون قتيلآ .

– الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) مات فيها 22 مليون من العسكريين ، 28 مليونآ من المدنيين ، بإجمالي 50 مليون قتيلآ .

3

ونلاحظ أنه في الحرب العالمية الثانية كان عدد القتلى من المدنيين يفوق كثيرآ عدد القتلى العسكريين ، وذلك بسبب التطور في الأسلحة وإستخدام القنبلة الذرية لأول مرة في هيروشيما ونجازاكي ، بينما في الحرب العالمية الأولى كان القتلى من العسكريين أكثر من المدنيين .

وبمناسبة مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918 ) فيمكننا القول أنها أولى حروب القرن العشرين الموثقة بالصوت والصورة ، وما يهمنا نحن العرب منها، ومن الحرب الثانية التي تلتها بعد ربع قرن ، أن هاتين الحربين كانتا وبالاً على العرب ، وإن لم يشاركوا فيهما ، ولم تكن لهم جيوش تخوض معاركهما وتصطلي بنيرانهما ، لأن الحرب العالمية الأولى أسفرت عن معاهدة “سايكس- بيكو” التي وضعت الوطن العربي على مشرحة الأطماع الدولية وخرجت بتقسيم أقطاره على الاحتلالين البريطاني والفرنسي ، وإعلان وعد “بلفور” الذي يقضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين العربية ، وكأنما تحول الوطن العربي إلى إحدى التركات الموروثة لهما من الحرب التي دارت في أوروبا، وأفنت مئات الألوف من سكان قارة الأطماع ومركز النفوذ الاستعماري وما يدور في خلد قادتها من إحساس بالتفوق والاستعلاء

أما الحرب العالمية الثانية فقد كان نصيب العرب منها أفدح، فقد خرج قادتها المنتصرون بمشروع تنفيذ وعد “بلفور” والاتفاق على تحقيق الوطن القومي لليهود في أبشع جريمة شهدها التاريخ لإخلاء أرض من شعبها وإحلال شعب آخر لا علاقة له بهذه الأرض من قريب أو بعيد ، ولم يكن ذلك الإجراء الإجرامي خدمة للصهيونية العالمية ثمناً لدورها في الحربين الأولى والثانية فحسب ، وإنما كان القصد الأوضح منه حماية المصالح الاستعمارية في المنطقة والحيلولة بين العرب وما يحلمون به من إقامة دولتهم الواحدة كشعب متجانس وحّدته الأرض واللغة والتاريخ والمصالح المشتركة ، ولم يتردد الكيان الصهيوني عن شن حربين متتابعتين ، أولاهما لمنع تحرير قناة السويس والأخرى للحيلولة دون التقارب الاقتصادي والعسكري الذي كادت تحققه مؤتمرات القمة العربية في منتصف الستينات من القرن المنصرم .

 وبعد هذه المرحلة بدأت المرحلة المتمثلة في الصراع بين إسرائيل والدول الإسلامية في الشرق الأوسط

– إذن هناك خمس مراحل تحضيرية سبقت إعلان الرئيس بوش الأب عن النظام العالمي الجديد

1- المرحلة الأولى هى الثورة الفرنسية

2-  المرحلة الثانية  هى الحرب العالمية الأولى

3-  المرحلة الثالثة هى الثورة الروسية 

4- المرحلة الرابعة هى الحرب العالمية الثانية

5- المرحلة الخامسة هى مرحلة الصراع بين إسرائيل والدول الإسلامية في الشرق الأوسط

إنظروا كم عدد القتلى في كل أنحاء العالم خلال هذه المراحل الأربعة ، وكم ربحت طبقة المتنورين Illuminati من أموال هائلة نظير تمويل القوى المتقاتلة بالقروض ذات الفوائد الهائلة . . إنه كان بداية الطريق إلى النظام العالمي الجديد ، وهل يمكن أن يكون أبناء الشيطان غير هؤلاء ، لكن لا قوة إلا قوة الله ، ومن يريد أن يحارب الله ، فهو واهم ، لأن قوة الله هى الأعظم

إنتظروني في الجزء الثالث يوم الجمعة القادم ، وسوف أستعرض معكم فصول المؤامرة الكبرى على البشرية .

اترك رد

%d