الأربعاء, 3 يوليو, 2024 , 9:08 ص

خالدعبدالحميد يكتب : الحصاد المر في وزارة الهجرة والمصريين بالخارج

 

 خالد معدل

قبل ساعات من إجراء التعديلات الوزارية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية ، ومع التكهنات العديدة التي أشارت الي خروج وزراء ، وبقاء وزراء أخرين ، وأيضا مع وجود أراء متباينة ما بين الطلب برحيل الحكومة بالكامل ، وبين إجراء تعديلات في بعض الحقائب الوزارية وترك الحكومة تستكمل ما بدأته من مشروعات ،  لا نملك حيال هذا الموقف الملتبس الا أن نتناول بالبحث أداء بعض الوزارات خلال الفترة الماضية دون التطرق لشخص الوزير أو الوزيرة ، التناول هنا قاصر ومحدد فقط في أداء المسئول وليس شخصه .

مقدمة كان لابد منها حتي نقطع الطريق أمام ضعاف النفوس ومن يصطادون في الماء العكر.

سنتناول أداء عدد من الوزارات نبدأها بوزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والتي تتولاها السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد باعتبارها من أهم الوزارات علي الإطلاق والتي يغفل عنها الجميع والبعض يعتبرها وزارة هامشية علي خلاف الحقيقة .

عندما تولت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة مقاليد الامور في الوزارة قادمة من وزارة الخارجية تعهدت في بداية عملها بعدة أمور منها علي سبيل المثال  تعهد الوزيرة أنها ستتعاون مع البنك المركزي لتنمية تحويلات المصريين بالخارج والتي كانت تبلغ في هذا الوقت – ديسمبر 2015 – حوالي 18 مليار دولار ، وبعد مرور عام كامل علي هذا التعهد وبدلا من تنمية هذه التحويلات وزيادتها ، فوجئنا بتراجع حاد في التحويلات حيث أعلن البنك المركزي، في نهاية 2016، إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تراجعت بمعدل 22.3%، خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام الجاري 2016.

وأضاف البنك أن صافي التحويلات الواردة انخفضت بمعدل 21.3% لتسجل نحو 3.39 مليار دولار مقابل نحو 4.32 مليار دولار.

وانخفض صافي التحويلات الخاصة لتقتصر على نحو 3.36 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2016-2017 مقابل 4.29 مليار دولار.

قالت أيضا أن لديها العديد من الافكار لاستقدام خبرات مصرية للمساعدة في العاصمة الادارية ، وفي دعم السياحة وبعد مرور عام لم يتحقق ما سعت اليه الوزارة ، والشاهد أن السياحة في تراجع كبير والخسائر بعشرات المليارات .

وقالت أن مهمتي هي أولاً تلبية طلبات المصريين بالخارج، وثانياً التواصل معهم، والحقيقة أن معظم المصريين المقيمين بالخارج يشعرون بالتهميش، وأنا أحاول جاهدة أن أعيد التواصل والثقة بيننا وبينهم ، والشاهد أن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المصريين بالخارج لم تتصدي لها الوزارة أو تساهم في حلها ، مثل قضية التيرمين التي يعني منها آلااف من طلابنا في الخارج ، وقضية الالاف من مدرسي الأزهر المغتربين الذين صدر لهم فرمان بعودتهم فورا وانهاء عملهم والا تعرضوا للفصل ولم يتم منحهم فرصة لتوفيق أوضاعهم خاصة أن لديهم أبناء في مراحل التعليم في الدول التي يقيمون فيها ، أيضا هناك المئات من المستثمرين المصريين في المملكة العربية السعودية يتعرضون لظلم كبير من هيئة الإستثمار هناك وعدد كبير منهم تم التضييق عليه وقام بتصفية أعماله ومشروعاته بخسائر تعدت مئات الملايين من الدولارات ، وهناك عشرات المشكلات الأخري التي لا يسع المقام لذكرها لم تتدخل الوزارة لحلها أو كان تدخلها في بعضها علي استحياء لتظل كرامة المصريين في الخارج مهدرة .

أضف الي ذلك ملف الإستثمار والسعي لجذب روؤس الأموال المصرية بالخارج الي مصر واستثمارها في مشروعات تنموية ، لا سيما اذا علمنا أن استثمارات المصريين في الخارج ” خارج حدود الوطن ” تعدت عشرات المليارات تم حرمان الوطن منها بسبب إهمال وفشل المسئولين في إدارة هذا الملف المهم .
قالت السفيرة نبيلة مكرم أيضا أن وزارة الهجرة ليس دورها مجرد عقد الاجتماعات والمنتديات والسفر من هنا لهناك، بل دورها الحقيقي هو رعاية أبناء مصر بالخارج بمنتهي الحسم والسرعة،

والشاهد أن العكس هو ما حدث بالفعل ، فقد اهتمت معالي الوزيرة بعقد عشرات المؤتمرات والندوات وقامت بالعديد من الزيارات للخارج دون أي مردود حقيقي يرفع معاناة المصريين بالخارج والعمل علي رعايتهم بالشكل اللائق كما سبق وأوضحت معاليها والتي حصلت في العام المنقضي علي لقب اشيك وزيرة في مصر في الوقت الذي ترك المصريين الخارج يتسولون لدفن جثث موتاهم ويجمعون الريالات والدراهم لزوم الغسل والكفن والعودة الي مصر .

واهتمت الوزيرة باستقدم أطباء لإجراء عمليات في مصر ، رغم وجود مبادرات سابقة يقودها الدكتور العالمي مجدي يعقوب وأطباء أخرين ، ولا ندري هل مهمة الوزارة خدمة المصريين بالداخل باستقدام أطباء لهم ، أم خدمة المصريين بالخارج وحل مشاكلهم مع كامل التقدير لهذا الدور الوطني .

تعهدت الوزيرة أيضا في بداية عملها بلم شمل المصريين بالخارج وتقنين وضع الإتحادات والجمعيات والكيانات الأخري وطلبت في ذلك أن ترسل هذا الكيانات أوراق اعتمادها في البلاد التي يعملون بها، وذلك لضمان عدم التزوير، كما طالبتهم بتقديم سابقة أعمال لما فعلوه لجالياتهم بلد إقامتهم، إمعانا في عدم التضليل، ولضمان التعامل مع كيانات تريد المساعدة بجدية ، والشاهد أن المصريين في الخارج ازدادوا فرقة وتشرزم وتناحر ، وعدد كبير منهم مستاء من حكومته التي – وعلي حد قوله – تركته – وعندما تتذكره يكون الهدف هو التبرع وجمع أموال دون مراعاة لحقوقه .

لقد نظمت الوزارة مؤتمر لعلماء مصر بالخارج ، دون وضع تعريف محدد لمن هو العالم ، هل هو كل من يحصل علي دكتوراه أو ماجستير أو يمتلك مقهي في الخارج مع كامل احترامنا لاصحاب تلك المهن ، أم أن العالم هو من تكون له خبرات وسابقة أعمال منفذة بالفعل في الدول التي يقيمون فيها مثل الدكتور فاروق الباز علي سبيل المثال حتي يستفيد الوطن من تلك الخبرات ، ونعلم أن هناك علماء مصريين كثر بالخارج ولهم اسهامات كبيرة في دول الإقامة ولم يتم الإستعانة بهم للمشاركة في بناء الوطن ، وتم الإكتفاء بشخصيات بعضها لن تقدم جديد للوطن .

كنا نتمني أن يكون أول ملف تتبناه وزارة الهجرة هو دعوة حقيقية للم شمل المصريين بالخارج والجلوس علي مائدة مفاوضات مع الخبرات المعروفة داخل الجاليات المصرية لوضع خطة يمكن للوزارة أن تستفيد من خلالها بالثروات المصرية في الخارج من أفكار وأموال ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، كنا نتمني تشكيل مجلس استشاري لمعاونة الوزيرة في أداء مهامها ممن يملكون الملكات والقدرات ولا يسعون لشهرة أو شو إعلامي ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، وكنا نتمني أيضا أن يحدث تعاونا وتنسيقا كاملا بين الهجرة والخارجية لحل المشاكل التي يعاني منها المصريين بالخارج وتفعيل دور السفارات والقنصليات بالخارج ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث .

القرارات الفردية لن تحل المشكلة ولابد من تعاون حقيقي بين الوزارة والكيانات الوطنية الحقيقية التي تسعي لخدمة الوطن والمصريين بالخارج بدلا من الدخول في خصومة معها .

وكنا نتمني تشكيل مجلس موحد يمثل كل هذه الكيانات برئاسة  الوزيرة لتوحيد الجهود والرؤي لما فيه خدمة المغتربين والوطن علي حد سواء ولكن شيئا من ذلك لم يحدث .

وهناك أمور أخري خفية سوف تكشفها الأيام المقبلة.

ومع كل ما سردناه في التقرير علمنا أو وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج باقية في التشكيل الوزاري الجديد ولن يشملها التغيير ، وليس لنا أن نعقب علي ذلك فهو خارج عن نطاق دورنا الإعلامي أو اختصاصنا ، ولكن علي الأقل نضع هذا التقرير أمام الوزيرة  لعل وعسي تتفاعل مع بعض ما جاء به لسد القصور وإصلاح الخلل ، وهدفنا هو دعم الوزارة وليس هدمها ، باعتبار ان صديقك من يكشف لك سلبياتك لعلاجها ، وليس من يزين لك الأمور وعندما تقع يكون هو أول من يكيل لك الإتهامات .

ونترك لكافة الأطراف التي تناولها هذا التقرير الرد علي كل أو بعض ما نشر ايمانا منا بالرأي والرأي الأخر وتأكيدا علي أننا لا نبغي سوي مصلحة الوطن .. والوطن فقط

اترك رد

%d