الجمعة, 4 أكتوبر, 2024 , 11:31 م

رعب داخل اسرائيل بسبب زيادة النفوذ الروسي والإيراني في الشرق الأوسط

eee

تقرير – آلاء شوقي

 

يعد الكيان الصهيوني، هو الوحيد في المنطقة، الذي لم يعاني من الإضطرابات الحاصلة في الشرق الأوسط، بل تعد اسرائيل هي الأفضل حالاً، منذ قيام ثورات الربيع العربي، مستغلة الوقت، الذي تنشغل فيه جميع الأطراف بمحاربة بعضها البعض، دون إستهدافها.

ليس غريباً ان نجد الكيان الصهيوني يتلاعب بمجريات أحداث العالم العربي، فمنذ إنشاءه عام 1948، وتسعى اسرائيل لتوسيع نفوذها، والدليل انه اذا نظرنا للماضي، دائماً نجد يد اسرائيلية تتدخل في شئون عربية. وذلك ليتحقق الحلم الصهيوني، القديم الحديث، “الشرق الأوسط الجديد”.

ومع الأسف ندخل العام الجديد، ويبدو ان البعض لم يتعلم درس مستمر منذ قرابة الـ70 عاماً.

وفي تلك المرة يوضع الضوء على قضية التدخل الصهيوني فيما يخص الشأن السوري.

فبعد أحداث “حلب” الأخيرة، ونشر لأخبار، بسيطرة نظام الأسد عليها، ضج الإعلام العبري بحركة مضاده.

فعنونت جريدة “يسرائيل هايوم” العبرية، أحداث حلب الأخيرة بأنها ليست النهاية، بل هي مجرد بداية.

وأشارت حسب وصفها، أن (سقوط) مدينةحلب“، ثاني أكبر مدينة في “سوريا” على يد “بشار الأسد”، وحلفائه، في “موسكو، وطهران” يوصف بإلإنجاز الهام في الحرب، لصالح نظام الأسد. مؤكدة انه بالرغم من انتصارهم، الا انها ليست وسيلة تضع حدا للحرب لصالح الاسد.

وذكرت ان “ايران، وروسيا” تورطتا في القتال، اعتباراً من سبتمبر الماضي، لتضمن بقاء نظام الأسد، او تحميه من اي محاولة للإطاحه به، من قبل مقاتلي المعارضة، أو من اي قوة أجنبية خارج سوريا. مضيفة انه بالرغم من تلك الحماية، الا ان التمرد مازال قائماً، وتعد الإحتجاجات هناك كجمرة من نار تهدد بإشعال الأوضاع.

كما اوضحت انه ما لبث الأمر، وصار القتال يأخذ شكلاً استراتيجياً، اعتمدت فيه روسيا على “النموذج الشيشاني”، جرى تنفيذها، دون تدخل اي من القوى العالمية، من خلال الضرب بالسلاح الجوي، والمدفعية.

وكعادة الأمور يتحدث الإعلام العبري بلسان السياسة الصهيونية المطلوبة، فأكدوا مراراً وتكراراً، ان كل ما حدث هباءاً، وسيذهب سداً، لأنهم لن يتمكنوا من قتل الإنتفاضة، وتكميم أفواه والثوار، الذين مازالوا نشطاء تقريباً في جميع أنحاء سوريا. وانهم سيستمروا في مهاجمة قوات النظام السوري، وتنفيذ ضربات موجعة، مهللين ان “إدلب” بالكامل، في شمال سوريا، لا تزال تحت سيطرتهم، وكذلك أجزاء كبيرة من شرق البلاد.

واتفق اغلبهم ان سوريا بعد ست سنوات من الحرب الدامية، لن تحظى بالقدرة على اتخاذ القرار من تلقاء نفسها لإنهاء الحرب. فالحرب هناك لم تعد حرب سوريا وحدها، بل المشاركة النشطة من جانب القوات الاجنبية في القتال.

مرجحين ان الحرب ستستمر لبعض الوقت، لأن الأسد يتمتع بدعم غير محدود من “روسيا، وإيران”، وستستمر “واشنطن” في التقاعس عن العمل.

وتفضل السياسة الصهيونية، بقاء الأوضاع السورية على ما هي عليه، راحة لها، اي ان مصلحتها الأنسب هي استمرار نظام الأسد، ولكن بضعف ووهن، لأنه اسرائيل ترى ان النفوذ الإيراني سيزداد قوة في حالة انتصار النظام السوري، مما يهدد امنها القومي، اما في حالة انهياره، وهو ما لن تسمح به اسرائيل ايضاً، سيعد انتصاراً للجماعات الإرهابية، واستيلائها العرش، لأنهم سيحولون انظارهم الي الكيان الصهيوني، مما يعد تهديداً أخر.

وما يثبت هذا، هو بحث اجراه، ونشره محلل السياسة الخارجية، والأمن القومي، والاستخبارات، فيما يتعلق بـ”أفريقيا، والشرق الأوسط، بمؤسسة “راند”، التي تساعد في صنع القرار، وتحسين السياسات، “لاري هانوير”. بعنوان “المصالح والخيارات الإسرائيلية في سوريا”.

جاوب هذا البحث عن أهم خمس اسئلة طرحت في التدخل الصهيوني في الشأن السوري. وهو ما هي مصالح، وأهداف إسرائيل، و خياراتها السياسية، في الصراع السوري ؟، ومدى امكانياتها في التأثير على الصراع هناك ؟، وكيف تنظر الي تهديد المتطرفين، بما في ذلك الجماعات الإرهابية في “العراق، وسوريا”؟، ومدى تأثيرها ايضاً على بعض دول خارجية، امثال: “روسيا، وايران”، اللتان تحظيا بتدخل كبير في الشأن السوري ؟، واخيراً كيف يمكن للكيان الصهيوني ان يستغل الصراع الدائر لتحسين اوضاعها، ومصالحها، خاصة إذا كان لديها قدرة كبيرة على التأثير الأحداث هناك مباشرة ؟.

ذكر “هانوير” ان نتائج الحرب الأهلية السورية تؤثر على الكيان الصهيوني، ومع ذلك فإن اهتمامهم بالقضية السورية محدود، اي يهتمون بما يخصهم، ويظهر ذلك في المجال العسكري من خلال بعض الضربات الإسرائيلية الإستباقية، أو الرد على الهجمات التي تستهدف (أراضيها).

واوضح انه بالرغم من محاولات كل من: “الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وتركيا”، من احتواء الصراع السوري، الا اسرائيل لديها مصالح أمنية حساسة تهتم بها.

وركز الباحث على اهم الأهداف الرئيسية لإسرائيل في الصراع السوري حالي، وهم: سعيها للمضي قدماً في “سوريا”. وتقليل النفوذ الإيراني، والروسي هناك. ومنع نقل اي أسلحة متطورة إلى منظمة “حزب الله”. ومنع سوريا من احداث اي شكل من اشكال التهديد العسكري ضد إسرائيل، أو السماح لإيران بذلك. وكذا تقويض الشرعية السورية على مرتفعات “الجولان”. ومنع المسلحين من إنشاء بنية تحتية، للقواعد على طول الحدود الإسرائيلية. والترويج لنظام الأسد بأنه ضعيف.

ثم اوضح ان مشاركة روسيا في سوريا يشكل عقبات أمام إسرائيل، فهي تشعر أن روسيا سوف تصبح حامي سياسي طويل الأمد، وبمساعدة عسكرية مباشرة “إيران”، و”حزب الله”، لنظام الأسد، وبالتالي من الممكن أن تيسر زيادة النفوذ الإيراني في سوريا، فتشكل تهديداً استراتيجياً لاسرائيل

كما تعتبر اسرائيل ان استمرار الأسد يعد عنصراً من عناصر التهديد الإيراني المباشر، لأنه مساعد رئيسي لحرية العمل الإيرانية، وانتصاره سيؤدي الي مواصلة عملهم في المنطقة مع الإفلات من العقاب، وعليه علق الباحث مؤكداً انه ليس من قبيل الصدفة أن جميع الغارات الاسرائيلية على الأراضي السورية، استهدفت في الأساس مرافق النظام السوري، وحلفاءه الإيرانيين، وحزب الله.

واضاف انه ما لم تتغير طبيعة الصراع هناك بشكل جذري، فستستمر السياسة الإسرائيلية على ما هي عليه، من حيث رصد الأحداث بدقة، والحفاظ على التعاون مع “موسكو”، وذلك من اجل الحد من احتمالية حدوث أي صدام غير مقصود مع روسيا، اضافة الي اتخاذ عدد قليل من الإجراءات المباشرة، التي تراها الحكومة الإسرائيلية ضرورية لحماية (أراضيها).

كما اوضح ان النتيجة، المريحة، والأكثر ملاءمة لإسرائيل، عدم استساغة أياً من الحلول المطروحة على الساحة، لحل للصراع الدائر في سوريا، ليظل الوضع على ما هو عليه، اي تعزيز فكره ضعف نظام الأسد، لكن دون ان ينهار، وذلك من اجل تركيز تلك الأطراف في استهداف بعضها البعض، بدلاً من إستهداف الكيان الصهيوني، مؤكداً انه في الوقت عينه لن يسمح الكيان الصهيوني بإنهيار الأسد حتى لا تتجه الأعين نحوه فيما بعد.

وفيما اتخذته اسرائيل من اجراءات، فأشار “هانوير”، انها اتخذت إجراءات في أربعة مجالات رئيسية وهم: ” الدفاع عن الأراضي التي تسيطر عليها، ورد أي غارات قد تتعرض لها عبر الحدود. إستهداف عناصر حزب الله، ومنع وصول عمليات نقل السلاح لهم. مشاركة موسكو، اضافة الي الدعم السري لمناهضي النظام السوري.

وفيما يخص الدعم السري لمناهضي نظام الأسد، فأكد ان إسرائيل توصلت بمهارة إلى المدنيين، والمقاتلين ضد النظام، من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع تلك الجماهير السورية، عن طريق توفير المساعدات الإنسانية لهم، ومن هنا يمكنها ان تستغل هذا جيداً لجمع معلومات استخباراتية حول الوضع على الجانب السوري، خاصة من الحدود.

ثم اضاف انه يمكن لإسرائيل منع المساعدات الإيرانية، لحزب الله، من خلال قصف مخابئ السلاح، وشحنات النقل الموجهة للمنظمة. ومع ذلك، يبقى التأثير الإسرائيلي محدوداً داخل الأراضي السورية، اي ان مجاراة النفوذ الإيراني أو الروسي، او التأثير على قدرة نظام الأسد في الإستمرار، أو التأثير على اي فرد من الجماعات التي تحاربه امر ما زال معرقلا.

لذلك قرر الكيان الصهيوني ان يضع كل تركيزه على الجانب السياسي، والعسكري، وجهودها السرية في الحفاظ على ابعاد الصراع الإيراني، وحزب الله، ضد المقاتلين المتطرفين بعيداً عن المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، حتى لا تشكل تهديدات محتملة لأمنها القومي. بالكاتب البريطاني “بن يهوذا”، ان: “إسرائيل ترحب بالفوضى على حدودها”.

 

اترك رد

%d