وزير
كتبت – ناريمان خالد
فى بداية كلمته بالمؤتمر الدولى الثانى للإسكان التعاونى، والذى يعقد تحت عنوان (دور الإسكان فى تحقيق منظومة تعاونية متكاملة .. عمران جديد)، وبحضور ممثلى 36 دولة ومنظمة، طلب الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا العملية الإرهابية، الذين راحوا ضحية التفجير الخسيس فى الكنيسة البطرسية أمس.
وقال وزير الإسكان: هذه الأعمال الخسيسة لن تؤثر فى المصريين، وسنظل على قلب رجل واحد، فأنا منذ صغرى، تربيت على أنى مصرى، لم أعرف من يجلس بجوارى فى المدرسة مسلم أم مسيحى، ولكن ما أدركته أننا جميعا مصريون.
وبشأن المؤتمر الدولى المهم، قال الدكتور مصطفى مدبولى: إنه يعقد فى هذه المرحلة الدقيقة، والتي تشهد الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي، الأمر الذى يتطلب فكراً جديداً فى جميع المجالات، ورؤية واضحة لخريطة المستقبل تعبر عن طموحات الشعوب فى زيادة معدلات التنمية، والقضاء على الفقر وتحقيق السلم والسلام العالمى.
وأضاف: فى مصر .. وفى إطار المشروعات الكبرى التى تقوم بها الدولة حالياً، والتى تهدف فى الأساس إلى مضاعفة الرقعة المعمورة، وتحقيق التنمية الشاملة فى جميع أنحاء البلاد، يأتى مشروع الإسكان الاجتماعي كأحد أهم المشروعات التى توليها الدولة حالياً اهتماماً واضحاً، وذلك من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير المسكن المناسب والحضارى للمواطن المصرى، وخاصة من الشريحة المستهدفة من محدودي الدخل والشباب.
وأشار الوزير إلى أن هناك أكثر من نصف مليون وحدة بالمشروع حالياً فى مراحل مختلفة للتنفيذ، فى مدة نحو سنتين ونصف، وكان تنفيذ هذه الوحدات سابقاً يستغرق سنوات، ولكن الدولة مهتمة جداً بهذا المشروع، الذى يوفر بيئة سكنية حضارية متكاملة، كما أسهم أيضاً فى توفير ما يزيد على 2 مليون فرصة عمل لشبابنا، فى الفترة الاقتصادية الدقيقة التى تمر بها البلاد.
وقال: فى هذا الإطار فلابد أن تتضافر جميع القطاعات .. العام والخاص والتعاونى .. وأن يعمل كلُ منها من خلال الآليات المتاحة فى تنسيق تام، ومن خلال خطة شاملة طموحة تسابق الزمن لتلبية احتياجات الإسكان الحالية، وتستشرف فى نفس الوقت الاحتياجات المستقبلية، وتعمل على توظيفها للمساهمة فى تعمير وتنمية وتطوير محاور التنمية العمرانية المستهدفة.
ولذلك تهدف الدولة خلال المرحلة القادمة إلى مشاركة أكثر فعالية لمنظومة الإسكان التعاونى فى مصر، حيث يأتى هذا التوجه من خلال الرغبة فى تعظيم المشاركة المجتمعية والشعبية فى حل مشكلة الإسكان فى مصر، وذلك لأن منظومة الإسكان التعاونى تتميز بقدرتها على تفهم احتياجات أعضائها اجتماعياً واقتصادياً، الأمر الذى ينتج عنه مجتمعات سكنية متجانسة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة فى كافة المجالات.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أنه لما كانت المشاركة الحالية لقطاع الإسكان التعاوني فى حجم المنتج السنوي من الوحدات لا تتناسب مع قدراته، وما يملكه من إمكانيات، فإننا نعمل حالياً على زيادة وتفعيل مشاركة هذا القطاع المهم، بحيث تصل نسبة المشاركة فى الخطة الخمسية القادمة إلى ما يزيد على 30% من حجم المنتج السنوي، ونحن عاصرنا العصر الذهبى للتعاونيات الإسكانية، التى لبت مطالب العديد من المواطنين فى الحصول على السكن المناسب، وفى سبيل تحقيق ذلك الهدف فستعمل الدولة على عدة محاور: أولا: العمل على توفير الأراضي اللازمة لإنشاء مشروعات الإسكان التعاوني بالمدن الجديدة والمحافظات، وثانياً: تطوير التشريعات والقوانين الحالية بما يحقق تطوير أداء عناصر منظومة الإسكان التعاونى، وثالثاً: الاتجاه نحو تحقيق التكامل بين جميع أطياف التعاون فى مصر: الإسكاني والزراعي والإنتاجى والاستهلاكي والثروة المائية، من أجل توفير مجتمعات منتجة توفر السكن والخدمات وفرص العمل للشباب المصري الواعد، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان سيحقق هذا الهدف.