عكفت خلال سنة كاملة على قراءة الكثير من الوثائق ، ومشاهدة الكثير من الأفلام الوثائقية عما يسمى ” النظام العالمي الجديد” ، وقد هالني ما عرفته عن هذا النظام ، بل هذه المؤامرة التي تدبر لكل العالم من أجل مصالح النظام المصرفي الفيدرالي الأمريكي الذي يحكم أمريكا ، ويريد أن يحكم العالم كله بواسطة المؤامرات الإقتصادية والسياسية والعسكرية ، وبواسطة كل الوسائل غير الأخلاقية ، وما يثير القلق أن لا أحد في بلادنا ينتبه لهذا الخطر ، حتى أنني سمعت أحد السياسيين العرب المرموقين يذكر أن النظام العالمي الجديد هو الدولة الشرق أوسطية ، وهذا غير صحيح جملة وتفصيلآ ، فالدولة الشرق أوسطية المقترحة والتي تضم إسرائيل ومصر وفلسطين والأردن ودول الخليج العربي تختلف تمامآ عن مشروع النظام العالمي الجديد New World Order NWO ، ولهذا رأيت أن من واجبي أن أتناول هذا الموضوع ببعض التفاصيل ، لأقدمه إلي قرائي الأعزاء ، بل إلى كل الذين يهمهم الأمر في العالم ، كتبته في سلسلة مقالات من تسعة أجزاء ، وسوف أنشرها تباعآ ، وأدعو الله أن أكون قد وفقت في توضيح الصورة الخطيرة لكم ، وأن تحظى هذه المقالات التسع بإهتمامكم ، وتكون محورآ من محاور تعليقاتكم وآرائكم . .
والجدير بالذكر أنه بعد سنة كاملة من نشر مقالاتي أصدر د. هنري كسينجر أخطر سياسي أمريكي في العصر الحديث ، مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير خارجية أمريكا ، كتاباً بعنون ” النظام العالمي ” أكد فيه أن العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة ، وما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط ، وشبه جزيرة القرم ، والبحر الكاريبي هو مقدمات لهذه الحرب التي تهدف إلى إنشاء عالم جديد ،
وأن هذه الحرب قد بدت تدق طبولها فى الافق ، وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى .
وأكد أنّ واشنطن تركت الصين تعزّز من قدراتها العسكرية ، وتركت روسيا تتعافَى من الإرث السوفيتي السابق ، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين ، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفًا له الأولوية عند إسرائيل ، واضاف كيسنجر أن ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة ، بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره ، وأوضح كيسنجر أنه يدرك أن كلاً من الدبّ الروسي والتنين الصيني لن يقفَا موقف المتفرج ، خصوصًا بعد أن تشن إسرائيل حربًا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب ، وإجتياح 50% من الأراضي العربية ، حينئذ سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني بعد أن يكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيليًا .
كما ذكر د. كسينجر بأنّ الدوائر السياسية والاستراتيجية الأمريكية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل إستغلال مواردها الطبيعية خصوصاً النفط والغاز ، مؤكداً أنّ السيطرة على البترول هي الطريق للسيطرة على الدول ، أما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب ، وكشف كيسنجر أنَّ العسكريين الأمريكيين حققوا هذا الهدف تقريبًا أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه إستجابة لطلبات السياسيين والإستراتيجيين ، وبقي حجر واحد عليهم إسقاطه من أجل إحداث التوازن ، وهو المتمثل في إيران .
وتنبأ د. كسينجر بأن الحرب القادمة ستكون شديدة الخطورة لدرجة أن قوة عظمى واحدة فقط تستطيع الفوز وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا هو السبب في أن الاتحاد الأوروبي في عجلة من أمره لتشكيل دولة عظمى حتى بعد خروج بريطانيا منه ، لأنهم يعرفون ما هو آتٍ ، فلكي تبقى على قيد الحياة ، سوف يتعين على أوروبا أن تكون دولة واحدة متماسكة .
وأعتقد أنه من الضروري جدآ أن يناقش هذا النظام الجديد في مؤتمر قومي يشارك فيه كل المتخصصين من إقتصاديين وسياسيين وعسكريين ورجال دين وعلماء إجتماع وإعلاميين ، وغيرهم ممن يرتبطون بهذا الموضوع .
النظام العالمي الجديد ( الجزء الأول )
تعليقات قادة القرن العشرين
كتب دكتور / حسن صابر
إنتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة سنوات تقارير وأفلام وثائقية ، عما يسمى النظام العالمي الجديد New World Order NWO وإنتشرت كالنار في الهشيم ، دون أن تنفيها الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، بل العكس ، نجد عبارة النظام العالمي الجديد قد نطق بها الكثير من الساسة الأمريكيين ، وغير الأمريكيين ، وهذا هو السلوك المعتاد من الولايات المتحدة الأمريكية حين تلعب مع العالم على المكشوف ، ولماذا الإخفاء والإنكار وهى القوة العظمى الوحيدة في العالم ولا تخشى أحدآ ، إنه موضوع في غاية الخطورة ، رأيت أن أكتب عنه بكل التفاصيل التي أتيحت لي ، والتي سوف أنشرها في تسعة أجزاء ، آملآ أن تلقى هذه المقالات الإهتمام الواجب من الجميع سياسيين وعسكريين وإعلاميين ، ورجال الدين ، وعلماء الإجتماع والجغرافيا والطب ، سواء في مصر أو خارجها .
يقدر عدد سكان كوكب الأرض بسبعة مليارات نسمة ، هذا العدد كبير جدآ ، ولا يجب أن يزيد عن نصف مليار ، ما معنى هذا ؟ معنى هذا ببساطة أن 6.5 مليار من البشر يجب أن يموتوا حتى يتحقق التوازن الدائم مع الطبيعة على كوكب الأرض ، هذه هى الوصية الأولى من الوصايا العشر للنظام العالمي الجديد ، فما هى حكاية الوصايا العشر ؟
تم إكتشاف نصب تذكاري حجري في مدينة إلبيرتون ، بمقاطعة إلبرت ، في ولاية جورجيا ، بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1980 ، ويقال أن الذي بناه هو آر سي كريستيان ، ولكنه إسم زائف لشخص مجهول لا وجود له ، وهذا النصب يتكون من أربعة ألواح من حجر الجرانيت منقوش عليها الوصايا العشر للنظام العالمي الجديد بثماني لغات : العربية ، العبرية ، السواحلية ، الإسبانية ، الهندية ، الصينية ، الروسية ، الإنجليزية ، وفي قمة النصب نقشت رسالة قصيرة بأربع لغات قديمة هى : البابيلونية ، واليونانية الكلاسيكية ، والسانسكريت ، والمصرية الهيروغليفية ، ومن المهم جدآ أن نعلم أن هذه اللغات الأربع القديمة هى التي تستخدم في المدارس السرية الغامضة مثل المعاهد الماسونية ، وإليكم الوصايا العشر التي نقشت على الحجر :
١- إبقوا عدد الجنس البشري أقل من نصف مليار نسمة من سبعة مليارات نسمة لإحداث توازن دائم مع الطبيعة ( أي يجب أن يموت 6.5 مليار نسمة بمعدل 350 ألف يوميآ )
٢- وجهوا التناسل البشري مع تحسين اللياقة البدنية والتنوع .
٣- وحدوا الجنس البشري بلغة جديدة واحدة معاصرة
٤- تحكموا بالعاطفة ، وبالعقيدة ، وبالتقاليد ، وبجميع الأشياء بمنطق معتدل .
٥- إحكموا الناس والدول بواسطة قوانين عادلة ، ومحاكم منصفة .
٦- إتركوا الدول تحكم النزاعات المحلية داخليآ أما النزاعات الخارجية فتحكم في المحكمة العالمية .
٧- تجنبوا القوانين التافهة والموظفين عديمي الفائدة .
٨- وازنوا ما بين الحقوق الشخصية والواجبات الإجتماعية .
٩- شجعوا الحقيقة ، الجمال ، الحب . . لإيجاد التوافق المطلق .
١٠- لا تكونوا سرطانآ فوق الأرض ، إفسحوا مجالآ للطبيعة .
فهذا النظام يدعو الى تأسيس حكومة عالمية جديدة، وهو ما خرج به ودعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش الأب سنة 1992 من تأسيس نظام عالمي جديد وتكرر على لسان جميع رؤساء أميركا من بعده، وهو ذلك النظام الذي سيدخل فيه العالم طواعية حسب بعض المبادئ التي ذكرتها الوصايا العشر مثل توحيد اللغة والتحكم بالعواطف والعقيدة والتقاليد وحماية الحقوق ومنح الحريات وإيجاد التوافق المطلق، أو يدخل فيه العالم بالإكراه وبمبدأ القوة ، ولمزيد من التوضيح فإن النظام العالمي الجديد هو نظام تنصهر فيه كل دول العالم في بوتقة واحدة لتصبح دولة واحدة ، تحكمها حكومة عالمية واحدة ، لغتها واحدة، دينها واحد ، عملتها عملة عالمية واحدة ، بنك مركزي عالمي واحد، جيش واحد .
دعونا نسمع الذين تحدثوا عن النظام العالمي الجديد لعلنا ندرك إلى أي مدى وصل الإقتناع بهذا النظام في عقول قادة القرن العشرين وأصحاب العقول المؤثرة :
– ألبرت أينشتاين : إن السلام لا يتحقق إلا بحكومة واحدة تحكم العالم ، وأنه لا مجال لإنقاذ الحضارات أو الجنس البشري إلا بواسطة حكومة عالمية واحدة .
– قاضي المحكمة العليا فيليكس فرانكفورتر قال إن حكام واشنطن الحقيقيون مجهولون ويمارسون قوتهم من خلف ستار ، وقال نفس الكلام الرئيس ويلسون سنة 1913 أن هناك في واشنطن رجال خائفون من قوة غامضة مغلقة مجهولة ، مهيمنة ، قوة عظمى أسماها super power .
– جان إف هيلاند عمدة نيويورك من 1918 – 1925 قال إنها عملية سرية تقودها حكومة خفية قادتها في واشنطن غامضون مجهولون وغير معروفين تسمى مجموعة المتنورين Illuminati .
– في سنة 1920 كتبت مجلة كريستيان ساينس مونيتور أنه يوجد دليل على وجود مؤامرة عالمية على تدمير العالم كله .
– تشرشل : إن خلق نظام عالمي جديد هو هدفنا الأخير الذي يجب أن نكافح من أجله .
– ديجول : إن الأوطان يجب أن تتحد في حكومة واحدة أو تفنى .
– نهرو : منذ زمن طويل يوجد عندي إعتقاد قوي أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حكومة عالمية واحدة ، وأن خطوتنا الأولى بعد هذه المرحلة يجب أن تكون في إتجاه التسليم بسلطة المنظمة العالمية .
– بول هنري سباك السكرتير السابق لحلف الناتو سنة ١٩٥٧ أعلن أن القائد الذي سيقودنا سيوحد كل ديانات العالم وهو سيكون إما الله أو الشيطان . . ونحن سوف نتبعه .
– دوجلاس مكارثي الجنرال بالجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية قال إنه معني بالحفاظ على أمن وطنه العظيم ليس من تهديدات خارجية حقيقية بل من الخطر الداخلي الغامض .
– كتب H.G. Wells كتابآ إسمه النظام العالمي الجديد The New World Order وذكر فيه أن الكثير من الشعوب ستكره النظام العالمي الجديد ، وستعترض وتثور عليه .
– رالف إيبرسون Ralph Epperson وهو كاتب أمريكي ، وباحث في نظريات المؤامرة ويعرف بأنه عدو الماسونية : شبه النظام العالمي الجديد بما جاء في كتاب جورج أورويل ” 1984 ” حين قال إذا كنت تريد صورة للمستقبل إنظر إلى صورة حذاء يطبع فوق وجه البشرية وللأبد .
– والتر كرونكايت ( صحافي ومذيع أخبار شهير في قناة CBS الأمريكية ) : كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ قرنين من الزمان عندما إتحدت 13 مستعمرة أمريكية في دولة واحدة فإن العالم يجب أن يتحد إذا أراد أن يتجنب الخراب والدمار الذي ستحدثه الحرب العالمية الثالثة .
– في عام 1992 صرح ستروب تالبرت نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي كلينتون لمجلة تايم الأمريكية : الأوطان كما نعرفها الآن سوف تلغى وستندمج في حكومة عالمية واحدة في القرن الواحد والعشرين ( نحن الآن نعيش في القرن الواحد والعشرين )
– إدوارد ودمار رئيس مقاطعة إلينوي في منظمة الأمم المتحدة أعلن في ديسمبر 2001 أن العالم بعد عشر سنوات سيتحول إلي آمبراطورية عالمية واحدة .
– توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق : تحول العالم إلى نظام واحد هو ظاهرة سياسية وأمنية ، وأننا نعيش فيه بالفعل شئنا أم أبينا .
– روبرت ميولر مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة :
يجب أن نتجه سريعآ إلى حكومة عالمية واحدة ، عالم واحد ، دين واحد ، تحت قيادة قائد واحد .
– ريتشارد نيكسون في أكتوبر 1967 أعلن أنه لا يمكن وجود نظام عالمي جديد بدون مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية ، وعندما زار الصين وقابل الرئيس الصيني شوإين لاي قال إن أمريكا والصين تتشاركان في ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد .
– أعلن محافظ نيويورك نيلسون روكفلر في 26 يوليو عام 1968 أنه كرئيس سيعمل على خلق نظام عالمي جديد .
– في عام 1976 وقع 32 سناتور ، 92 ممثل عن الولايات المتحدة وثيقة الإستقلال أمام البيت الأبيض ذكروا فيها أنه منذ قرنين من الزمان صنع آباؤنا الولايات المتحدة الأمريكية ، ونحن علينا أن نصنع النظام العالمي الجديد .
– في سبتمبر 1990 ريتشارد جيباردت زعيم الديموقراطيين في الكونجرس الأمريكي أعلن في صحيفة وول ستريت جورنال أنه يستطيع أن يرى ظلال الحروب في منطقة الشرق الأوسط من أجل نظام عالمي جديد ، وهى نفس رؤية فرانكلين روزفلت و تشرشل لسلام ما بعد الحرب .
– الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أبريل 1995 صرح لجريدة نيويورك تايمز أن تجديد معاهدة عدم التكاثر هى الوصفة المهمة لتحقيق رفاهية العالم وإقامة نظام عالمي جديد .
– الكتاب المقدس ( العهدين القديم والجديد ) ذكر أن هذا النظام العالمي الجديد هو أولآ ضد الله ، ولن يدوم ، ولكن الله سيتدخل لحماية البشر الذين يؤمنون به ، وأنا أدعو علماء الإسلام أيضآ إلى بحث هذا الموضوع وتبيان إن كان القرآن الكريم قد ذكر شيئآ من هذا إن تلميحآ أو تصريحآ .
– كما أن هتلر، وفيدل كاسترو وجورباتشوف وهنري كيسنجر ونيلسون مانديلا كانت لهم نفس الآراء حول النظام العالمي الجديد .
– والآن يدعو بعض أعضاء الكونجرس إلى تقبل النظام العالمي الجديد ، حكومة عالمية ، وعملة موحدة لكل دول العالم .
إن الغرض الأساسي من النظام العالمي الجديد هو حكم العالم ، ولتحقيق هذا كان من الضروري تدمير كل الديانات ، والإطاحة بالحكومات ، وإلغاء ما يسمى الملكية الخاصة بالإقتناع أو بالغزو Conceiving or Concussion
ولكن هل بدأ النظام العالمي الجديد في عصر الرئيس جورج بوش الأب أم أنه بدأ قبل ذلك ، إنتظروا الإجابة في الجزء الثاني .