الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 8:56 ص

عمر حشيش يكتب عن التعويم بين عبيد المال و صبيان رجال الاعمال

 

 777

 

 

محتار ومش عارف ايه اللى حصل واللى بيحصل و مش متوقع إيه اللى جاى

عاوز تعرف أصل الحكاية ايه تعالى معايا نفكر سوا ازاى عبيد المال و صبيان رجال الأعمال عاوزين يحكموا الكماشة على مصر لحد ماتزهق وتمل و تفقد ثقتك فى قيادتك وبلدك

كل غربان التهييج هدفهم إرباك الرئيس، والدولة، ليمارسوا فى تلك الحالة الضبابية ما اعتادوه من فساد وإفساد، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، دون رقيب أو حسيب ودون أن تطالهم يد القانون

لا فرق بين فلول مبارك وفلول الإخوان ورجال أعمال كل العصور وإعلاميين وصحفيين باعوا أنفسهم لمن يستخدمهم

ايه رأيك لما نبدأ من هنا ؟

– التعويم في حد ذاته مش هدف ، ولكنه اداة بتحاول بيها الدولة تعدل وضعها الاقتصادي للأفضل

أصل الحكايه هنا

ببساطة انت بتقلل قيمة عملتك المحلية أمام العملات الاجنبية، بالتالي تكلفة الانتاج عندك بتقل من خامات و عمالة و خلافه، فالمستثمر الأجنبي ينجذب لسوقك و يدخل استثماراته عندك، ده حيخلق فرص عمل أكثر و يقلل البطالة و يزود حصيلتك من العملة الصعبة ويخفض العجز في الميزان التجاري و يزود حجم المدخرات .

– تحرير العملة عليك و علي المستثمرين حتكون أقل تكلفة لانها مرتبطة بالسعر العالمي فخلاص مفيش تقلبات داخلية حتاثر علي الاستثمار او علي مستوي الدخل.

لما تيجي تقرأ عن تجارب التعويم في العالم حتلاقي ان فيه دول كتير طبقته و نجحت

اللي يحدد انت كدولة محتاج سعر صرف حر او سعر صرف ثابت هو سياسة الدولة المالية نفسها، مفيش سياسة كويسة و سياسة وحشة….ظروفك و كفاءة سياستك النقدية هي اللي بتحدد ده ، حجم احتياطي النقد الاجنبي عندك .

كان سهل جدا نعمل تحرير سعر صرف جزئي و انت عندك ٤٥ مليار دولار احتياطي …احنا حاليا عندنا ١٩،٥ مليار دولار و اتوقع الاعلان عن ٢٢-٢٣ مليار دولار خلال ايام بس كله قروض و مديونيات مش فلوسنا يعني

الامثله قدامنا

روسيا طبقت تحرير سعر الصرف في ٢٠١٤ و ظروفها متطابقة معنا في عوامل كثيرة ، خلال سنتين العملة فقدت أكثر من ٥٠٪ من قيمتها ووصلت من ٤٠ روبل ل ٦١ روبل للدولار حاليا بس التضخم قل من ١٦٪ لـ ٦٪، نسب البطالة قلت و حجم الاستثمار الاجنبي زاد

ركز .. وخلى بالك

التعثر في سياساتك النقدية كان في الأساس بسبب التغيرات السياسية و عدم الاستقرار السياسي

دول شرق اسيا وقت أزمة النمور الاسيوية كانت الدول بتحمي سعر عملتها مثبتاه و مقدرتش تستحمل المضاربات فانهارت، علشان يعالجوا أزمتهم قرروا التعويم زي كوريا و هونج كونج، و في دولة قررت تثبيت عملتها زي ماليزيا، احتفظت بتثبيت سعر الصرف و انتهجت سياسات نقدية عنيفة لإصلاح الوضع علي يد مهاتير محمد، كلهم نجحوا في اصلاح اقتصادهم و تخطو الأزمة مع ان ظروفهم متشابهة بسياسات مختلفة…فالموضوع يعتمد كليا علي سياستك المالية و قدرتك علي تطبيقها .

هوا احنا عندنا حد زي مهاتير محمد مثلا علشان نفضل متمسكين بتثبيت سعر الصرف؟ و برضه هل عندنا قدرات انتاجية زي كوريا علشان نحرر سعر الصرف؟

ده يوضحلك ان مفيش تعويم حلو و تعويم وحش، ده منهج خاص بكل دولة علي حدة و مدي حرفية القائمين علي سياستها النقدية بشكل خاص.

شئ طبيعى ان الاسعار حتغلي و حيحصل بعض التضخم حتآثر علي كل المواطنين بكل فئاتهم ، لازم يكون فيه رقابة حقيقة علي الأسعار و الاحتكار و علي مافيا السلع، ده دور الدولة

خلى بالك انك كدولة كل ما اتاخرت في تحرير سعر الصرف كلما عانيت من سلبية التبعات علي قرارك

خلي بالك انت أخدت قرار متأخر سنين كثيرة و ده حيكون له ثمن و حساب حيدفعه المواطن مرة واحدة

استقرار سعر الصرف عند ١٢،٥-١٣ بشكل ثابت هيساهم فيها انخفاض سعر الدولار عالميا و ده حيكون عامل مساعد لاستقرار العملة عندنا و حتبتدي تلاقي سحب دولاري بدون مشاكل من البنوك و بدون ما تكون مستورد و كروت الائتمان حتشتغل طبيعي وحترجع الدنيا طبيعية فيما يخص استخدام العملات الاجنبية.

– اطلاق حرية التعامل المصرفي البنوك دي خطوة ممتازة علي اي حال و حتخلق تنافسية حتصب لصالح المواطن و المستثمر المحلي و الاجنبي و اتمني فعلا ان البنك المركزي او الدولة متدخلش في اليات العرض و الطلب لان ده كان العامل المشترك في فشل سياسة التعويم في كل الدول اللي فشلت في تحقيقه ..دي أهم نقطة في الموضوع.

طيب ازاى يكون تحرير الصرف ناجح ؟

تطبيق اسعار فائدة بنكية عالية، ده بيساهم في سحب النقد من السوق و تقليل حجم المضاربة عليه و تقليل التضخم…وده اللى الدوله بتعمله فعلا لكن المهم انه يكون لفترات قصيرة، في الاول و الاخر الفايدة المرتفعة بتوصلك لعملة ملهاش قيمة في السوق لو مكانش المدة محكومة لفترات قصيرة و متوسطة.

لازم طالما دخلنا في مستوي جديد من الادارة و مفهوم اقتصادي متحرر يهدف انه يكون اقتصاد قوي لازم الدولة تعيد هيكلة الـ ٧ مليون موظف اللي مستهلكين اكثر من ثلث الميزانية مرتبات و معاشات، ده من ضمن حزمة الأوضاع الخطآ و اللي لازم يتم اصلاحها في سلسلة الاصلاحات الاقتصادية لان سياسة اصلاحية غير مكتملة حتوصل بينا كلنا لنهاية طريق مسدود و حتخسرنا فلوس و جهد ووقت بدون اي فايدة.

لازم كلنا نعرف اننا هنفرض ارادتنا

مصر ستبقى عمق الحضارة البشرية كأول دولة مركزية فى تاريخها عبر سبعة آلاف عام بموروثها الحضارى.. وستصبح عمّا قريب هى السياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والجغرافيا والمكان والإنسان

حافظ على ثباتك فانت المستهدف

القياده الوطنية المصرية المخلصة تصيغ بحكمة وثبات معادلات الأمن القومي المصرى وسط جحيم من الجدل ولهيب من التعقيد والتربص

انشر وشير وخليك الاعلام الايجابى لضمير الوطن

اترك رد

%d