الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 8:04 م

خالدعبدالحميد يكتب : الحقوها .. هيخربوها

 %d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%85%d8%b9%d8%af%d9%84

 

  

إخوتي وأصدقائي ..القراء المحترمين .. فكرت كثيرا قبل أن أكتب هذا المقال ، والذي اعتبره صرخة أو استغاثة .. خوف أو قلق .. ولا أجد ما أخاف عليه أكثر من الغالية .. مصر .

بصفتي المهنية .. وكمواطنا مصريا يعشق تراب وطنه أتحدث إليكم هذه المرة .. ليست ككل مرة .. حديث من القلب ، وأظنه سيدخل مباشرة الي قلب كل مصري يطالع هذا المقال.

لقدر حذرنا منذ عدة شهور مما يسمي بالطابور الخامس في مصر وقلنا أنه أكثر خطرا علي الوطن من الجماعة الإرهابية .. لم يصدقنا أحد وربما اعتبر البعض كلامنا تحميل الأمور بأكثر مما تحتمل او من قبيل التهويل ، ولكن الأيام أثبتت صحة ما قلناه .

ومن العجب .. ومن الغريب .. ومن غير المقبول .. أن نكون علي علم بكل أفراد الطابور الخامس الذين يعملون في أجهزة وهيئات ودواوين الدولة ونتركهم ينفذون مخطط إغراق مصر وتفتيت الكتلة الصلبة وافتعال وتصدير الأزمات دون حساب أو عقاب .

حقيقة .. لقد أصابتني حالة من الذهول والتوهان .. لماذا ؟.. ولمصلحة من ؟ .. ومع من ؟.. وضد من ؟ .. وأين هم ؟!..عشرات من الأسئلة تنتظر أجوبة ..ولكن لا إجابة !

اخترنا وزراء دون المستوي .. يرتكبون أخطاءا بالجملة في وقت لا يحتمل أي خطأ ، ومع ذلك هم موجودون في مناصبهم !.

واخترنا محافظين معظمهم يفتقد للحس الوطني وطبيعة المرحلة ، ويرفعون شعار ” اللي ما يتعملش النهاردة يتعمل بكرة أو بعد بكرة ” .. ومع ذلك هم موجودون في مناصبهم !.

قس علي ذلك معظم روؤساء الهيئات العامة ورؤساء المدن والأحياء ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير.. وكما قال المثل أصبح في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة عفريت واثنين وثلاثة وربما عشرة وعشرون  يرتدون ثوب الوطنية ويزعمون انهم يحملون المسئولية ، وفي الحقيقة هم يعملون علي تقويد الدولة وضرب استقرارها وتفشيل نظامها .. هي حقيقة دون لف أو دوران.. هي حقيقة موجودة علي الأرض .

من كان يقطع الكهرباء عمدا عن المواطنين ؟ .. من وراء قطع المياه عن عشرات المناطق يوميا ؟ .. من وراء دعم مافيا الهجرة غير الشرعية ومقتل مئات من فلذات أكبادنا كان أخرهم ضحايا مركب الموت برشيد  ؟ .. من وراء الإرتفاع الجنوني للأسعار ؟ .. من وراء دق إسفين بين مؤسسة الرئاسة والإعلام والصحافة ؟ .. من وراء الأزمات المرورية وتكدس السيارات في الشوارع  الرئيسية ؟ .. من وراء السماح لملايين من التكاتك والميكروباصات بالعمل بدون لوحات معدنية وبدون ترخيصات أو تأمينات وإهدار عشرات المليارات من الجنيهات .. الدولة أحوج ما يكون لجنيها واحدا منها ؟ من وراء إحداث فتنة بين مؤسسات الدولة القضائية والاعلامية والعسكرية والأمنية وإثارة قضية المكافآت والهبات والتحدث عن مميزات إضافية لبعض الجهات لإثارة الفئات الأخري المهمشة ؟ .. من وراء طرح قانون القيمة المضافة في ظل الإرتفاع الجنوني في الأسعار وثبات المرتبات ؟ .. من وراء إهمال ملف المصريين المغتربين بالخارج والعمل علي الوقيعة بينهم وبين الدولة لحرمان مصر من عشرات الملايين التي كانت تدخل لخزينة الدولة سنويا من تحويلاتهم ؟ .. ومن وراء عرقلة الإستثمار في مصر وتطفيش المستثمرين بسبب الروتين والرشاوي والعمولات ؟ .. من وراء ضرب صناعة الرخام والجرانيت في مصر وتدمير أكبر رابع مدينة للرخام في العالم وهي منطقة ” شق الثعبان ” ؟.. ومن وراء تخزين الدولار واخفائه لإحداث أزمة في الجهاز المصرفي تدفع مصر كلها ثمنها ؟ .. من وراء أزمة أنابيب البوتاجاز وارتفاع اللحوم والدواجن ؟ .. ومن يحمي رجال الأعمال الذين رفضوا دعم مصر والتبرع لصندوق تحيا مصر وهم الذين نهبوا ثروات وأراضي البلاد في عهد الفساد الأكبر ، وما زالوا يعملون ويخرجون لنا ألسنتهم ؟

من يختار القيادات في مصر .. وما هي معايير الإختيار .. ولماذا يرفض من نتوسم فيهم الخير تقلد المناصب التنفيذية في الدولة .. لماذا يهربون والوطن في أشد الحاجة اليهم

فاذا ما وقع الإختيارعلي من هم أقل منهم خبرة ووطنية نجدهم ينتقدون ويسنون أسلحتهم علي الإختيار الخطأ .. وهم أول من أخطا في حق الدولة والوطن بهروبهم من موقع المسئولية .

أين مستشاري رئيس الجمهورية .. هيئة المستشارين التي يستعين بها الرئيس في مختلف التخصصات لم نسمع لهم صوتا أو تصريحا أو حلا لأزمة من الأزمات اقتصادية كانت أوأمنية أو اجتماعية ؟

وأين الإعلام الخارجي لمصر وأين الهيئة العامة للإستعلامات وماذا فعلت لصد الهجمة الاعلامية الأجنبية التي تشن علي مصر منذ ثورة 30 يونيه 2013 وحتي الآن ؟

حتي نواب البرلمان والذي أطلقنا عليه برلمان الأمل حولوا مجلس النواب الي سيرك كبير وبدلا من الترفع عن الصغائر وتغليب مصلحة الوطن وجدناهم يتحدثون في أمور تافهة بعيدة كل البعد عن المشاكل التي يعاني منها المواطن ، فأهملوا مناقشة قضايا وقوانين حيوية مثل قانون الهجرة ، وقانون الاعلام لضبط تلك المنظومة المترهلة ، وأسرعوا بسن قوانين ترفع من حجم المعاناة علي المواطنين .

والشاهد أن رئيس الجمهورية يسابق الزمن ويقوم بزيارات مكوكية للخارج لتحسين صورة مصر ودعوة المستثمرين الأجانب لتوجيه بوصلة استثماراتهم الي القاهرة ، وفي ذات الوقت اهتم بتحديث وتطوير قدرات القوات المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة والمعدات لتظل قواتنا المسلحة هي الدرع الواقي والحامي للوطن والمواطن .

وقد سبق حذرنا في مناسبات ومقالات سابقة من خطورة ترك السوس ينخر في عظام الأمة .. حذرنا وقلنا لن يستقيم أو يعلو البناء بدون تطهير الأساس ” المقيح ” وهل يمكن أن نرفع الأدوار العليا لأي بناء بدون أساس مطابق للمواصفات .. للأسف أساس الدولة المصرية لا يصلح للبناء عليه بهذا الوضع وتلك الحالة .. تركناهم يعيثون فسادا واجهاضا لكل نجاح أو إنجاز .. تركناهم يفتعلون الأزمات ويبثون الإشاعات لتأليب الشعب علي الرئيس .. وللأسف نجحوا في ضرب الكتلة الصلبة  مهما حاول البعض أن يقلل من ذلك ولكنها الحقيقة التي يحاول البعض الإلتفات عنها .. نعم .. لقد نجح الطابور الخامس والجماعة الإرهابية في ضرب الكتلة الصلبة الداعمة للدولة والنظام والخصم من شعبية الرئيس حتي ولو كانت نسبة ضئيلة – .. تلك هي الحقيقة .. بدون تطبيل .. بدون رياء .. بدون تربيطات أو حسابات وبعيدا عن لغة المصالح .. نحن أمام أزمة خطيرة لابد أن نعالجها وفورا لإعادة الثقة فيمن فقد الثقة .. كل أجهزة الدولة بلا استثناء تعلم ذلك جيدا ونظنها رفعت تقاريرها بذلك للقيادة السياسية .

ما حدث في ثورة 30 يونيه لم يمر علي أعداء مصر مرور الكرام ، بل انهم درسوا الأسباب ومصادر قوة هذه الثورة ، وانتهوا الي أن الشعب والجيش كانوا ” ايد واحدة ” فكان التركيز من أعداء مصر علي ضرب هذا الشعار بأي وسيلة لتفيت الكتلة الصلبة التي عجز المتربصون عن كسرها ، فبدأنا نسمع ونري حملات تشويه لقواتنا المسلحة تارة بزعم أنهم يتقاضون الملايين .. وتارة بأنهم يستحوذون علي كل الأعمال والمشروعات المدنية في اطار حملة تشويه الجيش أمام الشعب ، حتي أن بعضهم نسج قصصا وهمية عن سيارات تتبع القوات المسلحة تحمل أغذية فاسدة .. هذه هي الورقة التي يلعب بها الآن أعداء مصر للوقيعة بين الشعب والجيش فاذا ما نجح مخططهم دانت لهم مصر ، وفتحت أبوابها للغزاة والمحتلين ، وعلينا أن نفشل ونجهض هذا المخطط .. ليس بالكلام ولا بالشعارات ولا بالأحاديث المتلفزة ولكن بثورة تصحيح اداري وفورا واستبعاد كل ما هو فاسد وهو معلوم للجميع واستخدام الإعلام الوطني الذي لا يسعي لمكسب مادي بقدر ما يسعي لإنقاذ وطنه  .

لقد استغل أعداء مصر وشياطين العصر الأزمات التي تمر بها البلاد والعباد ودعو الي ما يسمي بثورة جياع وقد علمت وهو ما لم يعلمه الكثيرين أن هذه الدعوة المشبوهة تم التخطيط لها بالخارج والدليل علي ذلك من لديه طالبا في الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس فليسأله ماذا يحدث داخل الجامعة الآن وما هو مكتوب علي اللافتات المعلقة داخل جدران الجامعة .. هي لافتات وشعارات تحرض علي الدولة المصرية وتدعو لثورة جياع .

الخطب جلل والفرز واجب وطني بين من يعمل في خندق الدولة المصرية .. ومن يعمل لهدمها .. لا يستويان ولا يجب أن يستويان أو يعيشان علي أرض واحدة .

ومهما حاولت طيور الظلام والمشتاقون والمحرضون النيل من مصر ومن وحدتها ومن جيشها ومن شرطتها ، فحتما سيكون الفشل والهزيمة حصادهم .

يا كل المصريين .. الوطن في خطر .. حافظوا علي الكتلة الصلبة .. حافظوا علي جيشكم مصدر قوتكم ومبعث فخركم وعزكم وحامي أرضكم وعرضكم .. حافظوا علي شرطتكم التي استشهد الكثير من رجالاتها دفاعا عن الوطن والمواطن ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. و بإذن الله ستحيا مصر.

 

 

اترك رد

%d