قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنَّ الإنسان يواجه في حياته العديد من مراحل «الضعف» وينبغى عليه أن يتخلص منها.
وأوضح البابا، خلال لقائه كهنة الإسكندرية وزوجاتهم في افتتاح سيمينار، أن الشعور بانعدام القيمة، من مراحل الضعف التي تسبب قلقا داخليا وإحساسا بعدم الكفاءة الذاتية، وقد يصل الأمر إلى عقدة النقص والغيرة من الآخرين والإحساس بالفشل.
وأضاف البابا، إلى مراحل الضعف، هوس الكمال، والبحث عن أكمل وجه في كل الأمور، ما يؤدى إلى التوتر والعصبية، مشيراً إلى خطورة الضعف المتمثل في الحساسية المفرطة وتفسير كل أمر بصورة غير صحيحة ما يؤدى إلى الشعور بأن كل الأمور مضادة لك.
وأشار إلى أن الإنسان يصاب بالخوف من الفشل سواء الفشل الشخصى أو فشل الأولاد ويجب أن نلاحظ أن كل إنسان يمر بمحطات في حياته تسمى الأزمات وهى: أزمة الميلاد وأزمة الفطام وأزمة دخول الحضانة أو المدرسة وأزمة المراهقة وأزمة الثانوية العامة وأزمة الجامعة وأزمة العمل وأزمة الزواج وأزمة الإنجاب ونوع المولود وأزمة فشل الحياة الزوجية وأزمة حدوث مرض شديد وأزمة فراق الأحباء وفى وسط هذه الأزمات يسيطر الخوف من الفشل وتحدث مقارنات بين حال الإنسان وحال الآخرين.
وعن العلاج قال البابا إنه يتمثل في الاعتراف بوجود مشكلة بكل شجاعة ووضعها في الصلاة وتحمل المسؤولية وعدم إلقاء اللوم على الآخرين فأنت بلا عذر أيها الإنسان وسؤال النفس بصراحة هل تريد أن تبرأ بمعنى هل كل إنسان يبحث عن النمو والتقدم في شخصيته، فإرادة التغيير هي البداية السليمة ويقولون عن الزواج إنه ملاحة صعبة تحتاج كل فنون المهارة ومسامحة كل من له دور في مشكلتك، على أن تكون تلك المسامحة من القلب والمحبة تعنى أن يسامح الإنسان الآخر وينسى إساءته فضلاً عن مسامحة الذات.
ووجه حديثه للكهنة قائلاً: «عملك له طابع فريد فوظيفتك سماوية الطابع فأنت مسؤول عن زرع الفكر والروح السماوية في داخلك ثم زرع السماء في نفوس الرعية، وذلك عن طريق زرع المخافة في القلب وزرع الاشتياق في الفكر وزرع الرؤية (رؤية السماء) في العين».
وحذر الحضور من بعض الأمور المعاصرة التي تبعد الإنسان عن السماء، من بينها الانشغال الشديد والزائد بالأخبار سواء العالمية أو الكنسية مما يفقد الإنسان سلامه والاهتمام الزائد بشبكة الإنترنت والذى يستهلك الفكر والوقت فبدلاً من التركيز في الصلاة والكتب المقدسة يذهب الكثير من الوقت في الاهتمام بالضعفات والفضائح بدلاً من الستر وفكر التشكيك وزرع السلبيات فإن سمعت عن ضعفات لأحد الأخوة ارفع قلبك بصلاة بدلاً من نقل روح التشكيك والإحباط، وكذا التعميم، فلو أخطأ شخص يجب طبعاً معالجة الأمر، ولكن ما أصعب تعميم الخطأ.
وافتتح البابا فعاليات السيمينار السنوى الثانى لكهنة الإسكندرية وزوجاتهم ببيت القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر تحت شعار «اعْط عبدك قلباً حكيماً» وشارك فيه الأنبا دانيال، أسقف ورئيس دير الأنبا بولا، والأنبا بافلى، الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة بالإسكندرية والمسؤول عن خدمة الشباب بالمدينة، والقمص رويس مرقس، وكيل عام البطريركية والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة في الإسكندرية، والقس أنجيلوس اسحق، والقس أمونيوس عادل، سكرتيرا البابا، حيث يستمر السيمينار السنوى الثانى حتى الخميس المقبل.