صور وفيديو| «النابلسي».. مسيرة ضاحك أحزنه الفقر وقتله المرض

تقرير  – عايدة رضوان

برهن أن البداية قد لا تقترن بالنهاية، وأن اليوم ليس بدليل على الغد، فبقدر ما أسعد وأبدع تألم، وبقدر ما أعطى فقد.. عبد الفتاح النابلسي.. تلقائية شديدة وأداء متعالي طريف ومأساة فاقت مقدرة بعض البشر..

في ذكرى ميلاده عبد السلام النابلسي الغائب الراحل ..

  

ولد عبد السلام النابلسي، يوم الـ 23 من أغسطس عام 1913م في إحدى قرى عكار بلبنان لعائلة من أصول فلسطينية سورية، ثم انتقل مع والده إلى نابلس عقب تعيينه قاضي نابلس الأول.

حين بلغ ربيعه العشرين، أرسله والده إلى القاهرة، ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم، وبرع في اللغة العربية،  فضلًا عن إتقانه الفرنسية والإنجليزية.

عمل النابلسي بالمسرح والصحافة والتمثيل والإخراج، ولقب خلال مسيرته الفنية بعدد من الألقاب، منها :” الأرستقراطي، رائد الارتجال، أشهر عازب في الوسط الفني، والكونت”.

زواج الأعزب

اشتهر النابلسي بلقب أشهر عازب في الوسط الفني، لبقائه  عازبًا إلى أن تزوج من “جورجيت سبات” – إحدى معجباته ببيروت – في سن الستين.

وتعددت الروايات، فـ البعض روى أن زواجهما كان دون علم أسرة الفتاة، وهو ما جعلها ترغمه على تطليقها بعد فترة قصيرة.

فيما روى البعض الآخر، أنها ظلت إلى جانبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

النابلسي والأطرش

علاقة نادرة جمعت بين عبد السلام النابلسي وفريد الأطرش، إلى حد كان يُشعر النابلسي بأنه والأطرش شخصين في كيان واحد .

لقاء نادر يقرأ فيه النابلسي ما كتبه عن فريد الأطرش، قائلًا: فريد الأطرش.. لحن وغناء وأخلاق الملوك، فنان كبير جرى فنه في دمه وروحه وحياته، له في اللحن والغناء أسلوب لا يداويه فيه أحد، فن ينبع من شرقيته ومن وجدان أصيل، أبرع من عزف على العود، لا يزاحمه فيه مزاحم ..

اللقاء ..

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=iBLP1YLkbGk?rel=0&w=550&h=300]

 هروب اضطراري

في عام 1962م اضطر النابلسي إلى الرحيل إلى لبنان بعد أن تفاقمت مشاكله مع الضرائب، والتي بلغت حينذاك 13 ألف جنيه.

بعد 3سنوات من رحيل النابلسي قررت الضرائب الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك، إلا أنها لم تكفي لسداد المبلغ المطلوب، ما جعل القضية معلقة.

هزيمة المرض

عانى الارستقراطي من مرض القلب، وظل يعاني من أعراضه لمدة 10 سنوات كاملة يعاني فيها من الألم وحيدًا، دون أن يخبر أي شخص بحقيقة مرضه.

كان يدعي النابلسي أنه يعاني من الألم في المعدة، وذلك حتى لا يبتعد المخرجون عنه وكي لا يتوقفوا عن اسناد الأدوار إليه خوفًا عليه من مرضه، ولكن سر مرضه بالقلب قاله الطبيب الفرنسي الذي كان يُعالج الفنان فريد الأطرش، عندما عرض عليه الأطرش روشتات وتقارير طبية للنابلسي فأخبره الطبيب الفرنسي بأن الشخص صاحب التقرير  يعاني من مرض القلب، وأن نهايته قريبة، وهو ما صرح به الفنان فريد الأطرش بعد وفاة النابلسي.

صباح عن آلام النابلسي

تألم النابلسي إلى حد يفوق التصور، فتقول صباح راويةً:”  كنا نصور معًا فيلم رحلة السعادة في تونس، وكنت أسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق، رغم قيامه بفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت المياه على صوت توجعاته”.

 إفلاس وانكسار

انكسر النابلسي وازداد الأمر سوءًا حين أعلن بنك إنتر في بيروت إفلاسه، وبالتالي أفلس النابلسي هو الآخر، لأنه كان يضع كل ما يملك في هذا البنك، ما أشعره باكتئاب.. اكتئاب لازمه حتى امتنع عن الطعام،

 في الـ 5 يوليو 1968، لفظ النابلسي ألفاظه الأخيرة، مودعًا ألامًا وفقرًا سلماه إلى الموت، ورى البعض أن زوجته لم  تجد مالًا كافيًا لإجراء الجنازة، فتولى صديق العمر فريد الأطرش هذا الأمر، فضلًا عن توليه رعاية الزوجة حتى آخر يوم من عمره.