السبت, 6 يوليو, 2024 , 12:38 ص

«تمساح النيل» يهدد الثروة السمكية بمصر..ومصدر غير مستغل للصناعة الجلدية

تمساح النيل

تمساح النيل

 

كتب – مينا وجيه

تنتشر تماسيح النيل خلف السد العالى، وتحديدًا داخل بحيرة ناصر، وعلى الرغم من الحماية المفروضة عليها في قوانين حماية الحياة البرية المصرية، ورغم وجودها ضمن الملحق الثاني لاتفاقية الـ “سايتس” والمعروفة بمعاهدة “واشنطن” لحماية الحيوانات البرية من خطر الإنقراض، إلا أن عمليات الصيد لها تتم، دون رعاية لتلك المعاهدة، للاستفادة منها فى كثير من الصناعات.

عملية صيد لتمساح على ضفاف بحيرة ناصر

عملية صيد لتمساح على ضفاف بحيرة ناصر

 

تمساح النيل الأفريقي..وصفه

تمساح النيل أو بما يعرف فى توصيفه العلمى اللاتينى ” Crocodylus niloticus”، وهو تمساح أفريقى يعيش داخل الأنهار والبحيرات، وعلى الرغم من إمكانية تعايش هذا الزاحف داخل المياه المالحة، إلا أن هذا النوع نادرًا ما يتوجد فيها، ومتوسط طول تمساح النيل ما بين 4.1 متر إلى 5 أمتار، بوزن يصل إلى 410 كجم، حيث كان يسكن ضفاف نهر النيل ممتدًا من أسوان جنوبًا حتى شواطىء ومستنقعات الدلتا المصرية شمالًا، وذلك قبل بناء مشروع السد العالى، حتى أصبح متمركز حاليًا بصورة كبيرة ببحيرة ناصر خلف السد العالى.

تماسيح بحيرة ناصر

تماسيح بحيرة ناصر

التمساح والتجارة العالمية

يدخل التمساح بشكل كبير فى عدة مجالات من الصناعة التجارة على المستوى المحلى والعالمى، ولعل الكثير لا يعرف أن العطر الأغلى فى العالم “لاكوست” يؤخذ من داخل غدة بجسم التمساح، والتى تدخل بشكل كبير فى صناعة هذا العطر، بجانب كثير من الصناعات الجلدية التابعة لهذة الماركة العالمية، لأنه من المعروف جلود التماسيح ذة جودة عالية، والتى تدخل فى صناعات كثيرة كالأحذية والشنط والملابس، بل وصل الأمر لإدخاله فى وقايات ضد الرصاص، بالإضافة لاستئصال الصيادين الأجهزة التناسلية الذكورية للحيوان، وبيعها لرواد مجال العطارة، لاستخراج مقويات ومنشطات جنسية، والتى تباع بأسعار باهظة.

عطر لاكوست والمصنع من غدة بداخل جسم التمساح

عطر لاكوست والمصنع من غدة بداخل جسم التمساح

أماكن وجودة ببحيرة ناصر

أنتشرت تماسيح وادى النيل قديمًا شمالًا وجنوبًا على طول نهر النيل، حتى بناء السد العالى الأمر الذى جعل بحيرة ناصر مركزًا لتجمع تلك الزواحف، حيث تنتشر التماسيح بأماكن وتجمعات يخشى الصيادون حتى الاقتراب منها مثل ” خور الرملة، ومناطق شرق البحيرة، وخور العلاقى، وكوروسكو، والمضيق، والسبوع والسيالة ووادى العرب وشاتورما “.

محاولة صيد تمساح على ضفاف النيل بأسوان

محاولة صيد تمساح على ضفاف النيل بأسوان

التماسيح والثروة السمكية

تقلصت أعداد التماسيح المصرية فى خمسينيات القرن الماضى بسبب الصيد الجائر لها، حتى بناء السد العالى بأسوان، الأمر الذى أعطاها فرصة للتكاثر من جديد حتى وصلت مما عليه الأن من أعداد ضخمة، وصلت إلى 32 ألف تمساح، وهو الأمر الذي جعل بعض المسؤلين بهيئة البيئة والثروة السمكية باقتراح بالسماح بالصيد لمدة معينة ثم يتوقف مرة أخرى حفاظًا على الثروة السمكية ببحيرة ناصر، لما تتناوله تلك الحيوانات من الأطنان السمكية يوميًا، والتى تنذر بتهديد الثروة السمكية خلف السد، والمعروفة بوجودتها دون باقى مصادر الثورة السمكية بمصر.

صورة لعملية صيد التماسيح بالنوبة تعود للقرن الماضى

صورة لعملية صيد التماسيح بالنوبة تعود للقرن الماضى

تنشيط السياحة ومصدر للدخل

يقدم أهل النوبة وأسوان على اصطياد التماسيح النهرية ببحيرة ناصر، وتربيتها داخل أحواض خرسانية، وذلك لعرضها على السياح والوافدين إليهم، كنوع من مصادر الدخل لديهم، وتعتمد تغذيتها داخل المنازل على بعض اللحوم والأسماك، وبل يلجأ قاطنيها إلى تحنيطها وبيعها للزائرين كمصدر للرزق لهم.

تماسيح فى أحواض خرسانية بأسوان

تماسيح فى أحواض خرسانية بأسوان

تمساح بأحد منازل النوبة

تمساح بأحد منازل النوبة

 

اترك رد

%d