الجمعة, 20 سبتمبر, 2024 , 2:55 ص

في ذكرى ميلاد «كاسترو» زعيم ثورة كوبا.. ثائر نجا من 600 محاولة اغتيال

فيدل كاسترو (أرشيفية)

فيدل كاسترو (أرشيفية)

يحتفل زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو السبت بـ90 عاماً على ولادته، نجا خلالها من أكثر من 600 محاولة اغتيال وتحدى 10 رؤساء أمريكيين وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ.

والرجل الذي يتساوى عدد محبيه بعدد الذين يكرهونه، وبرهن على أنه عدو شرس ويثير إعجاب النساء، هو أحد العمالقة السياسيين للقرن العشرين.

في ما يلي الوجوه الستة “للقائد الأعلى”:

خبير استراتيجي
في 1959، دخل فيدل هافانا منتصراً، فصاحب اللحية السوداء والبزة العسكرية الذي لم يخضع لأي تأهيل عسكري ويحمل دكتوراه في الحقوق في الثانية والثلاثين من العمر، هزم جيشاً من 80 ألف رجل مع ثواره الملتحين، وأطاح بالرئيس المستبد الذي كان في السلطة فولغنسيو باتيستا.

وقال المقاتل السابق وسفير فنزويلا الحالي في كوبا علي رودريغيز، إن كاسترو وبتطبيقه “عقيدته العسكرية الخاصة، تمكن من تحويل مقاتلين في حرب عصابات، إلى سلطة موازية تتألف من هؤلاء المقاتلين ومنظمات سرية وشعبية”.

وبعدما أفشل المؤامرات التي دعمتها واشنطن، أرسل فيدل 386 ألف كوبي للقتال في أنغولا وأثيوبيا والجزائر، وبين 1958 و2000 نجا من 634 محاولة اغتيال، على حد قول الرئيس السابق للاستخبارات الكوبية فابيان ايسكالانتي.

وكان فيدل الذي لا يفارق مسدسه “ما لم نمت جميعا موتاً طبيعياً، فإننا لا نريد أن يتقدم الموت لحظة واحدة”.

رجل جذاب
وميرسيدس غونزاليس الكوبية التي تبلغ من العمر 59 عاماً لم تر “القائد الأعلى” عن قرب سوى مرتين، لكنها استسلمت “لجاذبية فيدل”.
وتقول “أعجبت به كثيراً، لم أستطع أن أمنع نفسي من النظر اليه والقول له: أحبك!”.

وأثار مظهره كمقاتل وخطبه الطويلة إعجاب الجماهير، بما في ذلك خصوصا النساء والسياسيين والفنانين.

وقال سالومون سوزي مؤلف كتاب “قاموس فكر فيدل كاسترو” إنه “رسم لنفسه صورة عامة جذابة جداً، تشكل جزءاً من أسطورة فيدل”.

وعلى الرغم من حيويته وانفتاحه، كان متحفظاً في ما يتعلق بحياته الخاصة، وكل ما هو معروف عنه هو أنه تزوج مرتين ورزق 7 أبناء من 3 نساء، وهو يرى أن “الحياة الخاصة برأي يجب ألا تكون أداة للدعاية أو السياسة”.

العدو
تصفه المنشقة مارتا بياترس روك (71 عاماً) بأنه “مغرور وأناني ونرجسي”، وتضيف أن الذين جرأوا على مقاومته عاشوا “السجن والضرب والإقصاء”.

وخلال نصف قرن، تحدى فيدل كاسترو 10 رؤساء للولايات المتحدة، وحكم بقبضة من حديد، واتبع سياسة قمع حيال المعارضة، أدت إلى إدانة كوبا مرات عدة من قبل لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي لم تعد موجودة حالياً.

في 1959، تمرد رفيق دربه القومندان أوبر ماتوس، فحكم عليه بالسجن 20 عاماً، وفي “الربيع الأسود” عام 2003، سجن 75 منشقاً، وأعدم 3 أشخاص رمياً بالرصاص.

وقالت روك إن “كاسترو الذي رفض الدعوات إلى الانفتاح ووصف بالمرتزقة معارضيه، سيبقى ديكتاتوراً”.

الأسطورة
عندما اعلن فيدل انتصار الثورة الكوبية في 1959، كان عدد من طيور الحمام تحيط به وحطت وأحدة على كتفه، رأى أحدهم حينذاك أنها إشارة خارقة للطبيعة، ومنذ لذك الحين لم تتوقف الخرافات.

وفي بلد تمتزج فيه المسيحية بديانات أفريقية، اعتقد الكوبيون أن فيدل تحميه “أوباتالا” أقوى آلهة “الأوريشا” في معتقدات شعب اليوروبا.

حتى أن اعتقاداً ساد بأنه كائن خالد إلى أن أصيب بمرض خطير في 2006.

وتلخص خبيرة الديانات الافريقية ناتاليا بوليفار “قد تكون الآلهة أصابته، وكان لديه الحظ والسلطة، كما يقال”.

والشخصية الراعية “للقائد” المخيفة والمحترمة، تهيمن على الجزيرة.

مصدر وحي
لا يمكن الحديث عن تاريخ القرن العشرين بلا فيدل، في ستينات القرن الماضي دعم حركات التمرد في الأرجنتين وبوليفيا ونيكاراغوا.

وفي نهاية التسعينات تبنى سياسة الفنزويلي هوغو تشافيز، واليوم تستضيف كوبا محادثات السلام بين حركة التمرد “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” والحكومة الكولومبية.

وقال الرجل الثاني في قيادة حركة التمرد الكولومبية هذه إن ثورته “تثير الرغبة في الذهاب إلى الجبال وحمل بندقية لتغيير الأمور”.

وأضاف أنه “بفضل كوبا تمكنا من تحقيق تقدم إلى هذا الحد، لم تنجح أي محاولة للسلام في كولومبيا من قبل”.

وإلى جانب المقاتلين، صدر كاسترو “جيشاً من الأطباء” إلى العالم.

وهم
في 2001 قال فيدل كاسترو “سيعودون” في وعد قطعه لإعادة 5 عملاء كوبيين أوقفوا في الولايات المتحدة قبل ذلك بثلاث سنوات.

وقال رينيه غونزاليس أحد هؤلاء الكوبين الذين أفرجت عنهم واشنطن بين 2011 و2014 “عندما اعلن فيدل أنهم سيعودون، قال للشعب الكوبي ستقومون بإعادتهم”، مشيراً إلى قدرة “القائد الأعلى” على نشر أفكاره وإن كان تحقيقها غير مرجح في بعض الأحيان.

واقسم على تحويل كوبا إلى “قوة طبية” عندما لم يكن في البلاد سوى 3 آلاف طبيب مقابل 88 ألفاً حالياً، أي طبيب لكل 640 نسمة.

لكن ذلك لم ينجح دائماً فعلى الرغم من جهوده، لم يتمكن من انتاج 10 ملايين طن من السكر في 1970، ولا استعادة غوانتانامو التي تخلت عنها كوبا للولايات المتحدة قبل أكثر من قرن.

وكالة الأنباء الفرنسية  ”أ ف ب”

اترك رد

%d