قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن ” أنقرة تفتح صفحة جديدة في العلاقات مع موسكو، في وقت لمح فيه إلى توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة على خلفية رفض واشنطن تسليم فتح الله جولن، التي تتهمه أنقرة بالتدبير لمحاولة الإطاحة بأردوغان”.
وأضاف أردوغان – خلال لقاء صحفي أجراه مع وكالة أنباء (تاس) الروسية قبيل اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين – أن التعاون بين تركيا وروسيا كان مستمرًا على عدة أصعدة منذ حادث اسقاط المروحية الروسية قبل ثمانية أشهر، والذي تسبب في تدهور العلاقات بين البلدين، وتجلى هذا التعاون في تفعيل خطط لتعزيز حجم التجارة الثنائية لتصل إلى 100 مليار دولار، وذلك على الرغم من وجود عدة عراقيل مثل:” توقف العمل في محطة أكيويو لتوليد الطاقة النووية”.
وتابع أردوغان:”إنني أرى زيارتي المرتقبة لروسيا خلال الساعات القادمة كركيزة جديدة في العلاقات الثنائية، وسجلًا نظيفًا نستطيع من خلاله أن نبدأ من جديد، فكلا البلدين من أهم اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، وهما في طريقهما لتحقيق قدر كبير من التفاهم معًا”.
وقال الرئيس التركي – حول حادث إسقاط المروحية الروسية على الحدود التركية – السورية – “تم اعتقال المسئولين عن الحادث، وجاري تقديمهم إلى العدالة بالفعل، أما بالنسبة للطيارين الروس، فإنني أمرت بفتح تحقيق في الظروف التي وقعت مخالفة للأعراف المتبعة لدينا، فضلًا عن أن الرجل الذي تسبب في وفاة الطيار الروسي يمثل حاليًا أمام العدالة في تركيا”.
ونفى أردوغان ما تردد عن تحذير أجهزة المخابرات الروسية، لنظيرتها التركية من إمكانية انقلاب فصائل بعينها داخل الجيش التركي على الحكومة، معتبرًا إياها “مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة”، فيما نوه في الوقت ذاته إلى الاتصال الذي أجراه الرئيس بوتين معه إبان الأحداث، حيث “أكد بوتين وقوفه بجانبنا، وهو الموقف الذي شكرته عليه نيابة عن نفسي، وعن الشعب التركي”.
وقال – حول مستقبل العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في حال رفضت الأخيرة طلب أنقرة بتسليم المعارض عبدالله جولن – إن ” عملية المفاوضات مع واشنطن حول هذا الأمر مستمرة حتى هذه اللحظة، فقد خاطبت الرئيس باراك أوباما، وقلت له إننا كنا دوما نلبي طلباتكم التي كانت تخص تسليم بعض الإرهابيين، وأن بلدك تأوي جولن منذ عام 1999، ومع ذلك، فإن وزيري العدل والخارجية، بجانب مبعوث خاص عني وعدد من القضاة ورجال القانون سوف يتوجهون قريبًا إلى واشنطن، لإطلاع الجانب الامريكي على الوثائق التي تؤكد تورط جولن في أنشطة إرهابية داخل البلاد”.
كما قال أردوغان – فيما يخص رؤية تركيا بشأن حل الأزمة السورية والمفاوضات المرتقبة مع روسيا حول هذا الشأن – إن ” روسيا تُعد لاعبًا محوريًا ومهمًا في عملية إحلال السلام في سوريا، وأعتقد أنه من الضروري حل الأزمة من خلال التعاون المتبادل بين روسيا وتركيا، وإذا كان الحديث حول توسيع دائرة المشاركين، فإنني اقترحت على الرئيس بوتين في وقت سابق، دعوة إيران للمشاركة في الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة السورية إذا لزم الأمر، بجانب قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إننا لا نسعى إلى تمزيق سوريا، ولكننا نؤكد دومًا ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد، المسئول عن مقتل 600 ألف مواطن سوري، فوحدة سوريا لن تستمر مع وجود الأسد، ونحن لن ندعم قاتل أرتكب أعمالا لإرهاب الدولة”.
أ ش أ