كتبت: شيماء حفظي
بعد مرورسنوات على ذلك اليوم، نظر «ثائر» إلى علمه الذي اشتراه من ميدان التحرير، احتفالًا بإعلان تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، متذكرًا تلك اللحظات التي غمرته فيها السعادة بعد 18 يومًا قضاها بالميدان خلال ثورة 25 يناير، لكنه لم يتوقع أن يحين الخريف وتذبل السعادة مع ذكرى التنحي الخامسة.
قرر «ثائر» أن يحتفل “صمتًا” بذكرى تنحي مبارك الخامسة، فيما شاركه آخرون طقس الاحتفال، في 5 قصص تلخص ذكرى لحظة “التنحي” بعد 5 سنوات لـ«ثائر» ورفاقه.
«عندما يكون والدك فلول»
عانى «ثائر» منذ أن قرر المشاركة في مظاهرات 25 يناير المطالبة بإسقاط النظام، من انحياز أبيه الكامل للنظام، وأخذت العلاقة بينه وأبيه منحنيات صعود وهبوط تزداد حدتها وتل مع الوقت، ولكن مع حلول الذكرى الخمسة لتنحي مبارك، سيضع «ثائر» علمه في غرفته أو ربما داخل دولاب ملابسه خوفًا من أبيه، ليس لأنه مازال يدعم “مبارك” بل لأن “براءات” مبارك ورموز نظامه أعطته ثقة الداع عنه بل ووصف الثورة بأنها “فشلت”.
«لو كنت أمشي على الأرض!»
وبميدان التحرير محل ميلاد الثورة، تعرف «ثائر» إلى 4 أصدقاء، تمنى لو يغيروا رأيه في الاحتفال الصامت بذكرى التنحي ويشاركهم ذكرى ضجة الفرح بتلك اللحظة، لكنهم قرروا الانضمام لصفه والعزوف عن أي احتفال رغم تزاحم الهتافات داخل صدورهم.
أصدقاء «ثائر» الأربعة قرروا عدم النزول إلى الشارع خاصة بعد أن تم القبض على شباب أحيوا ذكرى “محمد محمود” لينضموا إلى زملائهم في مشوار الثورة داخل السجون.
قرار الأصدقاء الأربعة بأن يحتفلوا «صمتًا» مشاركة لأصدقائهم القدامى وزملاء الميدان، الذين يحتفلون بمرور العام الخامس على لحظة إضاءة النور في ثورة 25 يناير خلف القضبان، بتهمة «التظاهر» بعد أن شاركوا في كسر أول “ديكتاتورية” للحكم في مصر، ويشاركهم الاحتفال “الصامت” خلف القضبان أيضًا، أشخاص لا يعلم ذويهم هل هم أحياء أم لا، وشباب يافع كان بادرة أمل لمستقبل مبهر ربما أضلوا السبيل قليلًا.
«تحت طائلة الإخوان أيضًا»
«محمد» كان أحد أصدقاء «ثائر»، رغم أنه كان إخوانيًا لكنه شارك في الثورة أيضًا.
يسود الصمت على «محمد» رغم أنه دائمًا ما يتهم «ثائر» ورفاقه بأنهم سبب ضياع الثورة، ولم يعد يكتب شيئًا على “فيسبوك” أو يدعو لمظاهرات في الميادين، رغم أنه شارك بالذكرى الرابعة لتنحي مبارك، في دعاوى تطالب بالتجمع في ميدان التحرير، أطلقها ما يسمى “تحالف دعم الشرعية” بعدما تم عزل الرئيس السابق محمد مرسي من منصبه.
يتسائل «ثائر» عن سر صمت «محمد» أهو بسبب القبض على المنتمين لتنظيم الإخوان، أو أنه لا يستطيع الفصل بين الاحتفال بتنحي مبارك والمطالبة بعودة مرسي والتي تعد دربًا من الخيال، لكنه متأكد أن لحظة إلقاء خطاب التنحي ستهز كيان «محمد» ولو سرًا.
«الأمر يتغير كليًا ولو كنت ثوريًا»
تمنى«أحمد» أن يصادف يوم ذكرى التنحي إجازته ليتمكن من الاحتفال بذكرى تنحي “مبارك” لكن خاب أمله.
فقبل 5 أعوام قضى «أحمد» ليلة «عرس الثورة»- كما وصفها- في الميدان احتفالًا بالتنحي، لكن بحلول الذكرى الخامسة لا يمكنه ذلك فهو الآن ليس حرًا لأنه مجند يحظر عليه الإفصاح عن أفكاره.
في الذكرى الأولى لتنحي مبارك تشارك «أحمد وثائر» وأصدقائهما الاحتفال وسط الصخب، وها هم يتشاركون اليوم “الصمت” في الذكرى الخامسة لتنحي “مبارك”.
«لقمة العيش ..تحكم»
رغم أنها تمردت على موقف أبيها “رب الأسرة” وشاركت في مظاهرات 25 يناير، بعد أن كان رافضًا نزولها للشارع، وأصرت على أن تعبر عن كونها جزءًا من مجتمع يطالب بقيم الإنسانية، بعد 5 أعوام من الثورة، لا تستطيع التمرد على “رب العمل” لتحتفل بذكرى التنحي.
«عايدة» قررت أن تقضي يوم ذكرى التنحي في عملها «صامتة» لأن صاحب العمل حذر من مناقشة أي أمر يتعلق بالثورة وخاصة “التنحي”.
تتضايق كثيرًا من موقف رجال الأعمال من الثورة وخاصة شبابها، لكنها لا تملك مجادلتهم أو حتى الاعتراض على وجهة نظرهم، فهي تحتاج للعمل، ربما كانت فترة الثورة متنفسًا لها كنها عادت إلى “كبت” تلك المشاعر داخلها لتحتفل بلحظاتها السعيدة في عمر الثورة «صمتًا».
وتحل غدًا الخميس، الذكرى الخامسة لتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن منصبه كرئيس للجمهورية، استجابة لمظاهرات الملايين من المصريين الذين جابوا شوارع الجمهورية مطالبين برحيل النظام، وذلك في خطاب أذاعه اللواء عمر سليمان والذي سمي بـ”خطاب التنحي”.