خالدعبدالحميد يكتب : تطفيش الإستثمار صناعة مصرية
الجمعة, 15 يوليو, 2016 , 1:35 ص
بينما كنت أتابع برامج التوك شو كعادتي في المساء استوقفني برنامج بإحدي القنوات كان يخصص حلقة اليوم عن مشاكل الإستثمار والصناعة في مصر .. استمعت لعشرات المداخلات من أصحاب مصانع ومستثمرين يشكون ويصرخون ويستغيثون من ( أنفار) وزارتي الإستثمار والصناعة ” الفشلة ” الذين عجزوا عن وضع قانون استثمار يشجع أصحاب روؤس الأموال المصرية المهاجرة والعربية والأجنبية علي ضخ استثمارتها في مصر
لقد بحت أصواتنا وتعالت صراخاتنا : يا ناس .. يا مسئولين .. يا سيادة الوزير .. يا سيادة الوكيل الناس عايزة تيجي تستثمر في مصر وجهابذة الإستثمار يقفون بالمرصاد لهم بحزمة من الإجراءات والتعقيدات ما أنزل الله بها من سلطان وكأن المسئولين عن الاستثمار والصناعة يعملون كطابور خامس في مصر .. وليس هناك مسمي أخر لما يقومون به سوي أنهم طابور خامس ، وهي من وجهة نظر العبد الفقير لله خيانة للوطن الذي في أحوج ما يكون الي دولار واحد يدخل البلاد وليس تطفيش المستثمرين
سيدي الرئيس – قلتها سيادتكم منذ بداية توليكم المسئولية وما زلت أتذكرها عندما قلت ” لن أستطيع أن أعمل بمفردي ولابد للجميع أن يعمل معي “ والشاهد بعد عامين من توليكم المسئولية أنكم تعملون بمفردكم ولا يعمل معكم أي مسئول الا من رحم ربي باستثناء القوات المسلحة ” المنقذ ” دائما ، فهي خارج اطار ما أتحدث عنه .
نعلم وتعلمون أن الاقتصاد هو عصب الأمة وبوصلة تقدمها ، والإستثمار هو عصب الإقتصاد ، فهل تم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ ! وبمعني أدق علي أي أسس يتم اختيار وزير الاستثمار أو وزير الصناعة ، او رئيس هيئة الإستثمار ، أو رئيس هيئة التنمية الصناعية ؟ ما هي المعايير .. ما هي قدراتهم .. ماذا يحملون في جعبتهم من أفكار وتجديد وحلول ؟ .. لا شيئ .. والوضع في قطاع الاستثمار يسير من سيئ الي أسوأ .. والتعقيدات كما هي ويزيد ، علي الرغم من تغيير وزير الإستثمار أكثر من مرة .
لا شك أن مصر تفتقد لفكر اقتصادي يستطيع وضع حلول غير تقليدية ناجزة وعاجلة لمواجهة ظروف المرحلة .. ما يحدث مجرد عمليات تنظير من المسئولين والخبراء عبر الفضائيات والصحف والنتيجة صفر كبير في الاستثمار وفي الاقتصاد ، وتلك الجيوش الجرارة من المستشارين والمسئولين والخبراء لا طائل من ورائها ولا فائدة تعود علي الدولة من وجودهم فهم ليسوا الا ظاهرة حنجورية لا يملكون سوا الكلام دون فعل علي ارض الواقع وتلك هي مصيبة مصر .. نتكلم كثيرا ونعمل قليلا !!! .
في جميع بلدان العالم حتي دول العالم الرابع يتسابق فيها المسئولين علي جذب المستثمرين ومنحهم العديد من التسهيلات في كافة المجالات لتوفير المناخ الأمن لهم .. هذه الإجراءات والتسهيلات تحدث في كل دول العالم .. الا في مصر .. مهمة المسئولين هي تطفيش المستثمرين وتلك الجريمة لا تختلف كثيرا عن جريمة الخيانة العظمي .
من يحاسب من ؟ ! والي متي يظل هذا الوضع الإستثماري المأساوي علي ما هو عليه ؟
مئات المليارات ترحل عن مصر وتذهب للدول المجاورة ونحن ننظر للمشهد بحسرة في ظل تبلد أحاسيس معظم المسئولين وكأن الأمر لا يعنيهم .
ما يحدث لمصر من ابناء مصر حرااااااام .. والضغط علي قواتنا المسلحة أكثر من ذلك لستر عوارات مسئولين فشلة لا يجب أن يستمر طويلا .. واليد الرخوة لعنة .. اليد الرخوة لعنة .. اليد الرخوة لعنة ستصيب كل المصريين دون استثناء .. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد