الخميس, 2 مايو, 2024 , 5:51 م

فوكس يكتب لـ الوطن المصري عن ” الطريق الي شرم الشيخ “

 

 

هل تحول ما كنت أتنبأ به وأحلم بتحقيقه إلى صورة واقعية بكل تفاصيلها ؟؟

كتب – FOX

فى 30 يوليو 2014 وبعد ان تم الاعلان عن موعد أحتفال تدشين حفر قناة السويس الجديدة و دعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين بإنشاء صندوق تحيا مصر لدعم تمويل المشروع بأيدى وأموال مصرية وقال سيادته وقتها .. لتكون ” هدية مصر للعالم “

كتبت فى ذلك اليوم مقالتى بعنوان ” الطريق إلى شرم الشيخ ” …

واليوم وأنا أرى كل ما كان مكتوبا فى هذه المقالة يتحقق بصورة كبيرة وكأن ما حلمت به تحول لواقع وحقيقة فعلية ..

أدعو حضراتكم للإطلاع على المقالة من فضلكم … و تحمل القراءة لنهاية المكتوب و خاصة الفقرتين الأخيرتين .. ولكم منى جزيل الشكر . ( مرفق فى نهاية المنشور اللينك بتاريخ اعادة نشرها فى 2 فبراير 2015 )

إليكم المقالة والتى أفتخر بكتابتها وأشكر الله أن ألهمنى بكل محتواها ..كتبت ونشرت فى 30 يوليو 2014

                           الطريق إلى شرم الشيخ

إنها ليست مزحه أو دعابة .. فى تلك الأيام الهامة التى نعيشها من عمر الوطن .ولكنها قد تكون حقا بداية حقبة هامة من عصر مصر الجديدة فى القرن الحادى والعشرون

سأعود بذاكرة سيادتكم إلى أحداث ما بعد عبور اكتوبر1973 والإنتصار العظيم وذكرى أمجاد مصر قاهرة المعتدي ومعركة تحرير سيناء – فقد تتشابه الأحداث فى ذاك الوقت بما نواكبه اليوم – لذا أستسمحكم أن أوضح لحضراتكم بعض النقاط الهامة المشتركة التى نعيشها اليوم مع مثيلتها فى اكتوبر المجيد

خرجت مصر منتصرة بعد عبور اكتوبر العظيم وأصبح لقواتنا وجود على الضفة الشرقية للقناة وكذلك كان لايزال هناك صهاينة على ارض سيناء ولكننا كنا منتصرون وكان صادر فى ذلك الوقت قرارا من مجلس الأمن بوقف اطلاق النار.

ولجأ الرئيس السادات لتمهيد الموقف نحو مفاوضات استعادة باقى اراضى سيناء مستندا لحالة الوجود الإستراتيجى التى كانت عليها قواتنا واحتلالها للنقاط الحاكمة فى سيناء مما قيد حركة الصهاينة تماما وأفقدهم القدرة على الوصول إلى أى محاولات لتقسيم سيناء كما كانوا يريدون أبان الحرب وقاموا بسحب قواتنا داخل سيناء ولكن القيادة العسكرية آنذاك فطنت لمخططهم القذر وأنشأت رؤوس الجسور والمعابر لتقوم بإمداد القوات على الضفة الشرقية وهو ما جعل العدو يقوم بتطوير هجومه فنتج عن ذلك خسائر ثغرة الدفرسوار والتى أعتبرها انا شخصيا أحد أخطاء الزعيم انور السادات خلال الحرب – ولكن لن نخوض فى تفاصيل دقيقة قد يمل منها القارىء .

بعد الحرب كانت مصر تحتفل بالانتصار فى الشوارع لأيام طوال – وكانت القيادة السياسية تقوم باعادة ترتيب البيت من الداخل لتقوى الدولة وتستطيع الوقوف بصمود امام رحلة المفاوضات الشرسة لإستعادة باقى أراضى سيناء من الصهاينة … فقام السادات بإعادة افتتاح قناة السويس بتاريخ (5 يونيو 1975) بحضور ملوك ورؤساء العالم والدول العربية حتى تعود وتدر دخل لمصر يقوم بتعويضها عما فقدته ويقوم بتضميد جراح ونزيف الأقتصاد الذى انهار بسبب الحرب ، ولتؤكد أننا انتصرنا بحق فى مباحثات الكيلو 101 المسماه بفك الأشتباك الأول فى 18 يناير 1974 ولا ننسي أبدا البطل المشير / عبد الغنى الجمسي مدير عملية هذا الإتفاق التاريخى – ونتيجة لهذا الإتفاق وقرار السادات التاريخى بفتح قناة السويس أجبر ذلك اسرائيل على ان تجلس مرة اخرى قسراً لتوقع اتفاقية فك الاشتباك الثانى فى 1 سبتمبر 1975

..الا ان الصهاينة ناقضوا العهود كانوا قد تلقوا صفعه قوية بفتح قناه السويس و ارادوا أن يجبروا السادات على التوقف فى سبيل مفاوضات استعادة سيناء كاملة فقاموا بضم اراضى إضافية فى الجولان وغزة والخليل والقدس وذلك لإحراج السادات وإظهار مصر بدور المنفرد بإستعادة اراضيه فقط ولا يعبأ بباقى الأراضى المحتله قبيل عام 1967 مما جعل السادات فى مأزق حقيقي لا يستطيع الخروج منه ولا سيما أن الصهاينة قاموا بالضغط آنذاك على بعض الدول العربية التى كانت تساند مصر وقتها وانتقموا من شاه ايران الذى كان يساند مصر بكل ما تمتلك المملكة الإيرانية تحت حكم الشاه وسقطت ايران عام 1979 فى قبضة الخومينى وعصابته – والتى قرأ السادات مشهد سقوطها قبل مطلع عام 1977 ليدرك وقتها أن عليه العمل منفردا حقا لإستعادة سيناء مهما كانت التضحيات او الثمن وفى ظل حالة الإختلاف حول وضعية السلام بين السادات والرئيس السورى آنذاك حافظ الأسد الذى كان يرفض المغامرة بقبول الجلوس على طاولة المفاوضات لأنه لا يأمن غدر الصهاينة وجد السادات ان اليهود يقومون بتطبيق نظرية فرق تسد بين كل حلفاء مصر لتفعيل حالة عزلة تامة لمصر أو كما نراه يحدث اليوم حصارا أقتصاديا اقليميا لمصر ….. فقام السادات بتخفيض الدعم عن بعض السلع المدعمة فى محاولة منه لتقليل النفقات وعدم لجوء مصر لقرض البنك الدولى الذى كان أحد شروط استكمال مفاوضات استعادة الحصول على سيناء

– فكان ذريعة لمن يحملون عباءة التأسلم أن يقودون أحتجاجات وتخريب فى الشوارع مما جعل السادات لا يجد اى حلول للخروج من المؤامرة سوى طرح مبادرة السلام ووضع اسرائيل فى موقف المهزوم بالقاضية حيث ذهب السادات منتصرا إلى الكنيست ليفرض كلمة مصر فوق الجميع ويتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد فى عام 1979 لتضع للقوات المسلحة وجود عسكرى محمى بموجب اتفاقية دولية داخل اراضى سيناء – لينتهى هذا الفصل الأول من الصراع على أرض سيناء بانتصار عسكرى سياسي مع التحفظ على بعض الجوانب الخفية التى لم يدركها البعض وقتها ولكن من يدرس اتفاقية السلام بإحترافية وقراءة أستراتيجية مستقبلية سيرى الزعيم الشهيد محمد أنور السادات أنه رأى المشهد الحالى بمنتهى الروعة فصمم رأيه على بعض البنود التى لم تتداركها اسرائيل وقتها واليوم نراها لنترحم على عقلية هذا البطل الذى استعاد سيناء ووضع للأجيال الحالية التى تعلمت دروس مستفادة منه آليه عمل على الأرض لنخرج من تلك المرحلة الحالية بأذن الله منتصرين

وأمام تلك المقدمة التى اعلم جيدا أن القارىء لم يتوصل حتى الآن لما أبغى أن أقوم بربطه بين أتفاقية كامب ديفيد قبل ما يقرب من 40 عاما تقريبا مضت والطريق إلى شرم الشيخ حاليا – الذى أبنى عليه ما توصلت إليه اليوم

أنه ليس أمام أسرائيل الآن سوى مسارين لا ثالث لهما – وذلك بعد أن تحطمت جميع مكائد الفتن والصراعات والتفرقة التى عكفت على تصنيعها طيلة عقود مضت – فحينما قامت اسرائيل بتقطيع جميع مصادر القوة لمصر وحطمت معظم الاواصر العربية وقامت ببث سموم الصراعات داخل جنبات دول الجوار فنجحت تارة وفشلت تارة اخرى وكان الربيع العبرى على موعد على أرض مصر لتبدأ جولة حرب جديدة غير تقليدية مرعبة فاستطاع الصهاينة فى تلك الحرب تجنيد أبناء من نفس الوطن والدين ليتقاتل المصريين سويا بعيدا عن سقوط اى ضحايا من الجانب الصهيونى او أن تحمل أى خسائر فى معداتها

– واحيانا قام الصهاينة بالأستعانة بالأم اللعينة الكبرى أمريكا على سبيل المثال كما تدخلت لإسقاط العراق وتكسير اوصال القدرات العسكرية فى المنطقة وتوالى سقوط الدول واحدة تلو الأخرى ولكن الله كان حافظاً لأرض الكنانة بجيش مصر العظيم الذى نجح بكل ما تحمله الكلمة من معان استراتيجيا وعسكريا وفكريا ومعلوماتيا فى تحطيم كل آمال الصهاينة فى النيل بالجائزة الكبرى (مصر العظيمة ) وتحديدا سيناء فتم استدراج التنظيمات الأرهابية للخروج من جحورها وأنفاقها السرية لتصبح على مرمى المواجهة مما استدعى القوات المسلحة لتكثيف تواجدها على ارض سيناء ومحاصرة كل أتباع الصهاينة وبتر الذراع القذرة التى كانت تخطط لسقوط مصر فى براثن الحرب الاهلية – ليزيد عدد وحجم وتسليح القوات داخل سيناء بصورة جبرية لا تستطيع معها اسرائيل حتى مجرد الحديث عن ذلك

فما أشبه اليوم بالبارحة القوات المسلحة المنتصرة على أرض سيناء تقوم بإستعادتها وتقوم بتطهيرها من الخونة والإرهابيين واتباع الخنازير ولكن مع الأسف ان الحروب دائما ما يكون لها نتائج دامية . فقد دفعت مصر الغالي والنفيث من خيرة أبنائها ما بين شهداء وجرحى وخسائر اقتصادية كبيرة خلال طريق النصر الذى أصبح بمشية الله تعالى قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق على أرض سيناء الغالية مرة أخرى – اليوم انتصرنا على اعداءنا واستعادت مصر قناة السويس قبل أن يتم تطبيق مخطط الأستيلاء عليها من قبل الأخوان الذين كانوا يسيرون فى المخطط الصهيونى الرهيب لإسقاط مصر ولكن الله كان حافظًاً وانتصرت مصر واليوم نتقدم إلى الحدود الشرقية لنتمم ما أقدمنا عليه لتحقيق الانتصار الكامل على عدونا الصهيونى

أما ما اتحدث عنه بشأن المسارين الذان لا ثالث لأسرائيل سواهما وهما :

1- قد تفقد اسرائيل صوابها لتنقل المواجهة بيننا وبينهم مباشرة بعد ان تم كشف كل أوراق اللعبة من ( الأخوان وحماس وحزب نصر الله – وداعش ) و غيرهم من المرتزقة الذين استعانت بهم اسرائيل لتحقق حلم الوصول لدولتها الكبرى المزعومة – فاذا ما لجأت لذلك لا قدر الله فأعتقد أنها ستكون القاضية لهم وللعالم أجمع لأنها ستكون أيذانا ببدء حرب عالمية ثالثة – تقضى على كل شىء ولن ينجو منها أحد .

2- وأمام اسرائيل الفرصة أن يدخل الصراع مرحلته الثالثة من خلال أتفاقية سلام جديدة و ذلك من منظورى الشخصى المتواضع ومن واقع دراستى لما يحدث حولنا – فإن على مصر أن تقوم اليوم بتسطير التاريخ مرة أخرى لتضع اتفاقية سلام عالمية أقليمية تخضع لها جميع دول المنطقة وتضع حلا نهائيا للقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيونى التاريخى على الأرض ليكون إقرار حل الدولتين هو الموقف المطروح على طاولة تلك المفاوضات

ليس أمام أسرائيل الا الحل الثانى لتتجنب خطر الزوال ولتستعيد قوتها مرة ثالثة للخوض فى مواجهة جديدة – لن يكون امام الصهاينة أى شروط تلك المرة … بل إن مصر هى التى سوف تملى الشروط وتضع الحلول ولن تنجح أبدا أمريكا أو دول التحالف الاستعمارى الكبرى فى الحصول على أى تفوق على الأرض أو أى خطوات جديدة لأن الجميع استنفذ كل ما لديهم وكان الله حافظاً لأرض الكنانة … وستعود بأذن الله مصر أم العرب والدنيا وزعيمة الريادة الأقليمية بفضل من الله اولاً وأنه بقدرته عز وجل قد منح مصر طبيعة خالصة متمثلة فى شعب يصنع المعجزات فيخرج منه جيش عظيم خير اجناد الأرض ليبهر العالم بعقليته الأستراتيجية العبقرية التى ستظل تدرس على مر العصور

الطريق إلى شرم الشيخ … لإقرار معاهدة سلام يتم توقيعها تلك المرة على أرض مصر المنتصرة هو المخرج الحقيقي لأزمة اسرائيل الحالية وحل نهائى لحالة الصراع الأقليمي فى المنطقة ونزع نهائى لكل سموم الأرهاب

الطريق إلى شرم الشيخ … لتوقيع معاهدة اخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل هو الضمانة الحقيقية نحو بقاء الشرق الاوسط مستقراً والبعد عن حروب مستقبلية واقرار سلام دائم فى المنطقة

الطريق إلى شرم الشيخ … سيجنب المنطقة كوارث التقسيم والصراعات التى قد تعصف بالدول الإقليمية وتقضى على شعوبها

لذا على الدول العربية كاملة وجميع دول العالم بل وعلى إسرائيل نفسها قبول ما قد نصل إليه على طاولة المفاوضات من سلام شامل يجمع كافة دول المنطقة ويجنبنا الكوارث المستقبلية ويكون على رأس كل ما ذكرته الترسيم الكامل لحدود دولة فلسطين المستقلة الحرة وعاصمتها القدس الشريف بأذن الله .

– أعلم ان البعض سيتعجب مما قمت بكتابته .. ولكننى عكفت على قراءة المشهد الحالى وربط كل خيوط الصراع مع دراسة الأوضاع الحالية والمستقبلية لمنطقة الشرق الاوسط والتحركات الأستراتيجية السياسية التى تدور حولنا – بالإضافة لحالة الهياج الهستيرى وفقدان القدرة على إيجاد المخرج الملائم لحفظ ماء الوجه لأسرائيل بما تقوم به اليوم من مجازر وحشية للضغط على الشعب الفلسطينى الاعزل بمعاونة حليفتها حركة حماس الأرهابية – وتقويد المشهد الحالى فى الخروج من مأزق غزة فقط ولكن كانت المفاجأه لوزير خارجية أمريكا ” جون كيرى ” الذى أتى لمصرمتكابراً ظناً من إدارته ان الاوضاع تسير طبقا لما خططوا له .. ولكنه أتى لمصر وغادر وهو يحمل صفعه هزيمة بان جميع خيوط اللعبة أصبحت فى يد مصر اليوم وأن من سيؤيد مبادرة السلام المصرية فإنه سينجو من المأزق وأن من يريد التفاوض فالأمل والحل بيد مصر فقط وليس أمريكا كما يتصور الآخرون .

وأخيراً … تحية لروحه الطاهرة الزعيم والمعلم والبطل الرئيس / محمد انور السادات الذى وضع فى حسبانه كل ما يدور اليوم وقدره جيدا فجعل لمصر الأنتصار مستقبلاً منذ يوم ان وضع بنود كامب ديفيد قبل 40 عاماً

أعلم أننى أطلت عليكم كثيرا ولكننى انصحكم وبكل صدق ان تقرأ المقال من جوانب كثيرة وأن تدخل فى طيات كلماته وخفاياه التى تعمدت ان أذكرها بين سطورة – وأن تربط جيدا التاريخ وان ترفع أيها المصرى رأسك عاليا

لأن مصر باقية والأشخاص زائلون – فتحية لكل من قام بتأدية دوره المطلوب منه على أكمل وجه – وتحية لكل من قدم روحه فداء لمصر – وتحية لشعب مصر الطاهر العفيف الذى يصنع دائما المستحيل

أدعو الله أن يكلل كل خطوات المصريين بالنجاح والانتصار

– أيها المواطن المصرى أرفع رأسك عاليا فأنت مصرى

تحيا مصر …تحيا مصر… تحيا مصر

ملحوظة : على رأس المقال قررت توثيق تاريخ نشره حتى أؤكد لنفسي وللجميع أن ثقتي بالرئيس عبد الفتاح السيسي ليس لها حدود وفقك الله لما فيه الخير لمصر وشعبها وجعلك الحامى القائم بنهضتها وبناء مستقبلها .. بحبك يا ريس .. بحبك يا سيسي

اللينك الخاص بالنشر السابق بتاريخ 2 فبراير 2015 (

 

اترك رد

%d