خاص – بوابة الوطن المصري
( هذا التقرير تم كتابته بتاريخ 17 ديسمبر 2015 ) فهل تحقق ما جاء به علي أرض الواقع .. تعالوا معنا لنري ذلك من خلال قراءة التقرير )
العراق العظيم ودولة مهيب الركن وأرض الذهب جميعها ألقاب أرتبطت بدولة العراق فى السابق أو برئيسه صدام حسين . والعراق هو احد اهم أركان الثقافة والحضارة التى تواكبت مع نشأه الحياة على كوكب الأرض فأينما وجد الماء وجدت الحياة وللعراق نهرى دجلة والفرات شريان الحياه ولأرض العراق كنوز وثروات فى باطنها لن تنضب إلى نهاية الزمان.
منابع نهرى دجلة والفرات تأتى من جبال فى الأراضى التركية فنهر دجلة يأتى من سلسلة جبال طوروس ويعبر اراضى شمال سوريا لمسافة 50 كم ثم يدخل للأراضى العراقية حتى المصب نهر شط العرب فى الخليج العربى جنوباً .
أما نهر الفرات يتكوّن في البداية من نهرين هما: نهر (مراد صو) وهو النهر الشرقي وتعني الماء المراد والنهر الغربي هو (قره صو) ويعني الماء الأسود وهذان النهران يسيران متوازيين نحو الغرب حتى يلتقيان ليتحوّلا إلى الجنوب يشكّلان نهر الفرات الّذي يتجاوز الحدود التركيّة والسورية والعراقية.ثم يسير من شمال العراق إلى أن يلتقى نهر دجلة فى الجنوب عند شط العرب ثم إلى المصب فى الخليج العربى .
سمي العراق بلاد الرافدين وأزدهر العراق (فى الماضى ) بالزراعات والخيرات نظراً لما كانت عليه اراضيه من خصوبة التربة وجودتها .
كما أطلق على نطاق أراضى العراق وما يمر به نهرى دجلة والفرات أسم الهلال الخصيب . واستمد العراقيون قوتهم دائما من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فمنذ نشأه الحياه على الأرض والعراق أو بابل قديما يشتهر بالزراعه والأرض الخضراء حتى أن الفنون الزراعية بلغت أنشاء حدائق بابل المعلقة التى قام بانشاءها الملك العراقى نبوخذ نصر على شرفات قصورة التى نحتت فى الجبال الصخرية على نهر دجلة لأحياء جمال مدينة بابل التى كانت لا تليق كآبة مظاهرها و فخامة وجمال زوجته “آميس” ، فقام نبوخذ نصر ذات يوم بحملة على أرض اورشاليم ( الشام) لأسر 40 ألف يهوديا من أورشاليم بعد حصارها وسقوطها فقام نبوخذ نصر بأستغلال ذلك والأستفادة من خبرة اليهود فى الزراعة لأنشاء حدائق بابل المعلقة التى تعد أحد عجائب الدنيا السبع.
وكى لا نخرج عن أساس المقال وهو أطماع الجوار العراقى للأستيلاء على أرضه او الانتقام منه فمما سبق من مقدمة تصنع من كيان أرض مابين الرافدين أرض تحت الضغوط الأستعمارية المستمرة عبر الزمان .
فصنعت تلك التحديات من شعب العراق كيان صامد قوى وجعلته أيضا عرضة للاختراقات ومحاولات الوقيعة والخيانة والتفرقة دائما إلى يومنا هذا ويمتد المخطط الحديث للتقسيم الجغرافى للقضاء نهائيا على كيان العراق .
فكم من حروب تم جر العراق لها وأبرزها حربه مع أيران وغزوه للكويت فى العصر الحديث وهو ما وضع العراق فى موضع الخاضع للحصار والعقوبات وأغلاق كافة حدوده ليبدأ المخطط الاكبر لأخضاع العراق بالقوة بالقضاء على أهم ما تملكه أراضيه من ثروات وخصوبة تربته .
فمنذ أنتهاء تحرير الكويت عام 1992 بدأ على الفورالمخطط الصهيونى العثمانى الاكبر.. وهو مشروع (جنوب شرق الاناضول GAP ) .
وهو مشروع انتاجى لنهضة المنطقة جنوب شرق تركيا والتى تسمى مرتفعات الأناضول والتى يأتى منها جبال طوروس منابع نهرى دجلة والفرات ويضم المشروع الكبير خطة أنشاء 21 سد ونفق حتى عام 2024 على نهري دجلة والفرات وعلى كافة منابعهم بغرض الوصول لطاقة كهربائية تصل إلى 9000 ميجا وات وهو ما يمثل حلم الدولة العثمانية الكبرى لأنشاء صناعات كبرى وتغطية نحو 70% من مياه الرى لزراعات تركيا وهذا المشروع أدى بالنهوض بالأقتصاد التركى ورفع معلات النمو من 6.5% عام 1998 إلى 14% عام 2012 بصورة ما قد لا تكون حقيقية على الواقع ولكنها بدت أو روج لها بهذه الصورة المكذوبة المبنية على ديون خارجية وتمويلات صهيونية بنحو 450 مليار دولار لأتمام المخطط الشيطانى .. والجدير بالذكر ان 67 شركة ومؤسسة اسرائيلية تعمل في مشروع GAP منذ عام 1995.
وهنا وجدتنى اتوقف عند التواريخ .. وأبحث عن تواريخ أنشاء تلك السدود لأجد أن سد “اتاتورك” وهو السد الاكبر فى تركيا تم تدشينه عام 1993 وأنتهى العمل به 2002 وتوالى انشاء السدود بعده حتى 2012 وهو تدشين آخر السدود ويسمى ” سيلوان” . وجميعها تم أتخاذ خطوات البدء بها بعد سقوط العراق فى براثن الحصار والعقوبات الأقتصادية وأخضاعه لبرنامج النفط مقابل الغذاء لإفراغ أراضيه من ثرواته . حتى زادت الضغوط وتعالت تهديدات الرئيس صدام حسين بإبادة تركيا وأسرائيل فكان القرار الأمريكى بأحتلال العراق 2003 لإتاحة الطريق أمام السلطان الصهيونى العثمانى يعيث فساداً فى شمال العراق وينهب ثرواته ومياه أنهاره ويتم الترويج لتركيا ونهضتها ويكون العمل على قدم وساق فى انشاء السدود ومحطات الكهرباء التى هدد صدام يوماً بقصفها حتى ولو بلغ الأمر إغراق أرض العراق بالفيضانات نتيجة ذلك وهو ما جعل الأحتلال الصهيونى يعجل بأسقاط العراق بل والانتقام من شعبه واستباحة اراضيه ونهب ثرواته حتى اليوم .
فما كانت تركيا تستطيع أن تقيم نهضتها المزيفة على ثروات منهوبة من الشعب العراقى فى وجود العراق قوياً غير منهك بحروب تم جره لها منذ عام 1979 مع إيران ثم استفزازة لاحتلال الكويت ثم الحصار إلى السقوط بالخيانة الداخلية والاعلام الكذوب .
و قد يرى البعض أن صدام حسين هو سبب خراب العراق ، وهو ما صورته أمريكا بزعيم للدكتاتورية وزعمت أمتلاك العراق للأسلحة النووية وهو ما لم يثبت حتى اليوم . بل ونفس اللقب تم منحه لكافة الحكام التى ارادت الصهيونية احتلال أراضيهم فمنحته لحكام ليبيا واليمن وسوريا واستخدام ملفات القمع والحريات والتغيير فى مخططات أسقاط تلك الدول التى سقطت جميعا ، الا مصر.. بفضل الله وقفت مصر صامدة امام هذا الأحتلال الصهيونى الحديث وهو ما سمى بالربيع العبرى لتغيير الأنظمة التى يريدونها .
فالأغراض التى ساقتها الصهيونية العالمية الإنتقامية أتت على أسس منح دول بعينها أغراءات تزيغ لها الأبصار وهو ما حدث لتركيا بحلم السلطان فقام بالموافقة على انشاء السدود بأموال صهيونية والعمل على تجفيف نهرى دجلة والفرات لمحو الحياه على أرض العراق أو مملكة بابل القديمة التى دحرت اليهود ووضعتهم فى الأسر والعبودية . وهو مالم يكن يتخيله الحاكم العثمانى الحالى بأن يرى حلم السلطان فى طريقه للتحقق حتى وأن كان على حساب أرواح بشر .
ونفس الأمر يتكرر فى تمويل السد الأثيوبى لمنح أثيوبيا أحلام وهمية بالنهضة والنمو والثراء نتيجة سدود على نهر النيل .. نهر الحياه لمصر والسودان وهو الملف الصعب الذى لن تسمح به مصر أن يحدث أبدا .
فنرى ان السد الاثيوبى كان مجرد فكرة نشأت فى السبعينات ثم تطورت لورقة تلوح بها أثيوبيا فى 2009 وامام وجود الدولة المصرية كان يستحيل أنشاء السد فكان القرار بالشروع فى تخطيط وتنفيذ محاولة اسقاط مصر فى يناير 2011 وهو نفس العام الذى تم ضخ الأموال الصهيونية وشركاتهم بمنتهى السرعة فى أثيوبيا ليتسابقون مع الزمن فى أنشاء السد فى اسرع وقت ولكن الله اراد الا تسقط مصر بفضله لتقف اليوم لهذا المخطط الشيطانى الماسونى الذى لا يهدف الا لإخضاع مصر وتجفيف المياه عن نهر النيل مستقبلاً .
ونعود للأطماع الصهيونية فى أرض الرافدين والتى قد ترى أحداثها تطورات كبرى نتيجة انخفاض منسوب مياه نهرى الفرات ودجلة بصورة مخيفة وجفاف أراضى بمساحات شاسعه فى شمال العراق .
ويأخذنى المشهد المخيف إلى أن ما يحدث هو ما يقودنا إلى علامة كبرى من علامات يوم القيامة وهو ما اتى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا أنجو.. صدق رسول الله صلى الله علية وسلم .
عذرا .. فاليوم أهل العراق جميعاً يقتتلون ويقومون بتصفية بعضهم بعضاً .. وتأتى مراحل متتابعة فى تجفيف الأرض بالسدود العثمانية والدعم الصهيونى لها . من أجل ظهور الذهب(النفط) الذى وصفه نبى الله بانه مثل جبل لضخامته بصورة لا مثيل لها .
وهو ما تنبأت به الماسونية القديمة فى كتبها . فالصهيونية لا تؤمن بنهاية الكون أو بيوم القيامة ولا ترى وجود الا لهم ويرون أن بقاءهم أبدى ولا نهاية لهم أبداً .
بينما اتى القرآن الكريم ليكذبهم و ليؤكد ان الكون له بداية ونهاية وأن الساعة آتية لا ريب فيها وهو سبب رئيسي لتقوم الماسونية بحرب على الأسلام وتشويهه وعمل المستحيل للقضاء عليه او للتشكيك فى تعاليمه السمحه التى ياتى على رأسها الرحمة فتم انشاء ما أطلقوا عليهم اليوم ” داعش ” وتم منحهم صفه وتشبيهات وشعارات اسلامية فيقتلون ويدمرون ويستبيحون وهم يرددون شعارات الأسلام .. الدين الأسلامى السمح الذى نهى عما يقومون به . فتصل الصورة العالمية بتشويه للأسلام والتشكيك فى تعاليمه . ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بدس سمومهم فى تفرقه بنى المسلمين أنفسهم ما بين طوائف ومذاهب واستخدام الاعلام الملوث للترويج لها والمساهمة فى نشرها.
إن ما يحدث اليوم يدفعنا لأن نتوقف كثيراً أمام المشهد . ونرى ما يحاق بنا كوطن عربي كبير يتم تقطيعه وتدميره واستباحة اراضيه والعمل على نهب ثرواته.
ونرى ما يشوه أدياننا ويصورها بغير الحقيقة ويروج لأكاذيب ويستبيح العقول لإيلاج أفكار تكفيرية تحت مسميات دينية بغرض محو التاريخ.
ونرى كيف تقف اليوم مصر وتتصدى لهذا الطوفان الأستعمارى الذى لن يتوقف حتى يوم القيامة أو القضاء عليه بفضل الله ..
فقد بدأت آله التدمير العالمى فى الدوران ووقفت مصر لتتصدى لهذا الطوفان الشيطانى بكل ما أوتيت الدولة وشعبها وجيشها من قوة واستبسال فسقط شهداء من رجال الوطن وسالت دماءهم تروى الأرض التى يدافعون عن ترابها والذود عنها حتى آخر قطرة دم . وقامت الملائكة بزفهم للسماوات عند ربهم أحياء يرزقون .
أنهم خير اجناد الأرض فليس بهم خائن أو متآمر أو منتفع ..انهم خير اجناد الأرض الذين صدوا وقهروا الغزاه على مر العصور.. إنهم من صلب شعب مصر القادر على صنع المعجزات الشعب الوحيد الذي يعيش فيه المسلم والمسيحى يدا بيد لبناء مصر .
انه شعب مصر الذى يصنع اليوم تعديل لخطة الشيطان الكبرى التى اراد بها تدمير العالم كله .
أنها مصر أرض الانبياء .. أنها مصر أول حضارة فى الكون آمنت بالتوحيد بالله .
فكيف سنواجه المخططات الشيطانية دون أن نرى ما يخفونه عنا بأكاذيبهم ومؤامراتهم الا بالعلم والمعرفة والبحث .