تصدير الأزمات صناعة صهيوإخوانية
صحيفة بريطانية تكشف مخطط ضرب شعبية الرئيس بأسلحة غير تقليدية
القوات المسلحة أجهضت مخطط افتعال الأزمات
لقاءات سرية في الداخل والخارج لتهيئة الأجواء وتنفيذ مؤامرة قلب نظام الحكم
حكاية اجتماع قيادي اخواني مع أمريكان في الدوحة .. ولقاء السفير البريطاني مع صحفيين مصريين
نكشف أسلحة أهل الشر للوقيعة بين الشعب ومؤسسة الرئاسة
استمرار الطابور الخامس في مؤسسات الدولة أخطر من الإخوان علي مصر
تقرير يكتبه – خالدعبدالحميد
في ظل احتفالات مصر بذكري ثورة 30 يونيه 2013 والتي أزاحت نظاما فاشيا ارتدي عباءة الدين لتحقيق أطماعه التآمرية ضد مصر وشعبها وأرضها .. في ظل تلك الإستعدادات الكرنفالية ، هناك علي الجانب الآخر من يخطط في الغرف المغلقة لتحويل أفراح المصريين الي أحزان بتأليب الشارع علي نظام الحكم عن طريق تصدير الأزمات للحكومة ، هؤلاء هم جماعة الإخوان مدعومة بأجهزة مخابرات عالمية .. لم تنسي مطلقا رغم مرور ثلاث سنوات أن المصريين بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حطموا مخطط الشرق أوسط ” الحقير ” للإستيلاء علي المنطقة العربية والقضاء علي الجيوش القوية بها .
بدأ مخطط اسقاط مصر في الذكري الثالثة للثورة منذ عدة شهور عندما أجتمعت عناصر من أجهزة مخابرات عالمية مع قيادات اخوانية بالخارج لوضع الترتيبات والتكليفات بالمهام لتحقيق هدف اسقاط الدولة المصرية .. وبدأ تنفيذ المخطط علي الأرض .. الهدف كسر وتفتيت الكتلة الصلبة الداعمة للرئيس وهي أغلبية الشعب المصري .. كيف يتم تفتيتها ؟ .. كان هذا هو الشغل الشاغل لأهل الشر ، فتمخض تفكيرهم الي ضرورة الإيقاع بين طوائف الشعب وبين القيادة السياسية وتدمير جدار الثقة بينهما ، ولتحقيق هذا الهدف تم اتخاذ القرار المشبوه بإفتعال أزمات طاحنة يعاني منها الشعب المصري ويجعله ناقما علي الرئيس والنظام والحكومة ، وتم اختيار الأزمات بعناية فائقة والتي تتركز في السلع والخدمات الضرورية للمواطن المصري .
وكانت الأزمة الأولي والمحورية هي ضرب العملة المصرية وتعطيش السوق من العملة الأجنبية ، فصدرت الأوامر لأعوان الإخوان في مصر ومعظمهم يديرون شركات صرافة بسحب الدولار من السوق بأي وسيلة ومهما كان الثمن ، في الوقت الذي تحركت فيه عناصر الإخوان في الخارج لمنع تحويلات المصريين المغتربين الي مصر بالعملة الصعبة بأي وسيلة ، حتي وصل شراء الدولار الواحد من المغترب بالخارج الي 15 جنيها ، بزيادة 5 جنيهات عن سعر بيعه في مصر ، وتمكن أهل الشر بهذه الطريقة من حرمان مصر من ملايين الدولارات التي كان يحولها المصريين بالخارج سنويا لبلادهم ، وخرجت علي الفور دعوات المصريين الوطنيين بضرورة إجهاض هذا المخطط الذي يدمر الإقتصاد المصري ، ومع تصاعد أزمة الدولار وارتفاعه الجنوني ، تعطلت صفقات استيرادية من الخارج لعدم توافر العملة ، مع نشاط السوق السوداء ما أدي الي ارتفاع جنوني في أسعار السلع ووسائل النقل والخدمات ، تأثرا بارتفاع أسعار الدولار .
تلي ذلك اختفاء الأرز من الأسواق ورفع سعر الكيلو فجأة من 4 جنيهات الي 8 جنيهات وهي سلعة أساسية للمواطن المصري ، وقد تغلبت الحكومة علي تلك الأزمة باستيراد عشرات الالاف من أطنان الأرز وطرحها بالأسواق والمجمعات بسعر 4 جنيهات ، فهدأت هذه الإجراءات من حدة الأزمة ، وقبل قضية الأرز كانت أزمة ارتفاع أسعار اللحوم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف حتي وصل سعر كيلو اللحوم في بعض الأحياء الي 140 جنيها للكيلو الواحد ، وهنا صدرت التعليمات للقوات المسلحة بضرورة التدخل لحل هذه الأزمة وبالفعل شاهد المواطنين ولأول مرة أرتال من عربات القوات المسلحة ” جهاز الخدمة الوطنية ” تجوب شوارع ومحافظات وقري مصر وتبيع كافة السلع الضرورية للمواطنين بسعر التكلفة ، فتم طرح كيلو اللحوم بأسعار تراوحت من 34 – 50 جنيها ، بالإضافة الي السلع الأخري من مزارع ومصانع القوات المسلحة وتم إجهاض هذه الأزمة هي الأخري ، حتي فوجئنا بمن يعبث بعلاقة الدولة بالنقابات المهنية المؤثرة مثل نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والصحفيين وهي كتلة لا يستهان بها وشاهدنا من ينفخ في نار القتنة والوقيعة بين النقابيين والدولة بهدف تفتيت الكتلة الصلبة الداعمة لـ 30 يونيه والتأثير علي شعبية الرئيس ، ثم أزمتي إسقاط الطائرتين الروسية في سيناء ، والمصرية في البحر المتوسط لضرب السياحة المصرية إحدي أهم مصادر الدخل القومي والعملة الصعبة ، ونجح المخطط في ضرب السياحة رغم المحاولات المستميتة من الحكومة لإعادتها ، لا أنها ما زالت ” بعافية” حتي كتابة هذه السطور ولا زالت المؤامرة لضرب السياحة المصرية مستمرة وأخرها تعليق احدي كبريات شركات السياحة العالمية رحلاتها الي مصر وتأجيلها لفبراير المقبل بسبب القرار البريطاني بمنع الرحلات الجوية الي مصر .
ورغم أزمة مشكلة جزيرتي تيران وصنافير وما اذا كانت تبعيتها لمصر أو السعودية مسألة يفصل فيها مجلس النواب ، الا أن الدنيا قامت ولم تقعد بعد تصريحات الرئيس والحكومة حول تبعية هاتين الجزيرتين ، وتم استغلال القضية وتحويلها لأزمة كبري ببث الشائعات أن الحكومة تتخلي عن الأرض المصرية للسعودية ، وخرجت المظاهرات وما تبعها من أحداث أثرت بلا شك وبثت الشك وجعلت البعض يشك في صحة القرار المصري ، وهذا جعل من كان يسعي ويبرم الإتفاقيات لبيع الأراضي المصرية في سيناء في العام الأسود علي مصر، يدخل علي مسرح الأحداث مدافعا عن تيران وصنافير في مشهد كوميديا باكيا أشبه بالكوميدا السوداء ، فالإخوان الذين لا يعترفون بأرض أو حدود خرجوا في مظاهرات من أجل تيران وصنافير !!!
أخيرا وليس أخر أزمة تسريب إمتحانات الثانوية العامة التي أدمت قلوب المصريين ، وجعلت من الغشاشين متفوقين .. ومن المجتهدين محرومين من حصد ثمار ” تعبهم ” طوال عام كامل ، والأزمة الأخيرة تدفعنا الي النبش في ملف الطابور الخامس في دواوين الحكومة ، فقد طفح الكيل وتعالت الأصوات منذ وقت ليس بالقليل من ضرورة تطهير أجهزة الدولة من أعضاء هذا الطابور المدمر الذي يدعم ويساعد أعداء مصر في تنفيذ مخطط إسقاط الدولة .. هل يشك أحد في ذلك ؟ .. اذا سألت فلاحا في أي قرية ، أو عاملا في أي مصنع ، أو مهندسا في أي موقع أو محاميا في أي محكمة أو أي مواطن لقال و” بالفم المليان ” هناك طابور خامس داخل أجهزة الدولة يستغلون مناصبهم لضرب خطط التنمية وعرقلة مسيرة الرئيس في البناء .. هي الحقيقة التي لا يجب أن ندفن روؤسنا في الرمال حيالها ، عناصر هذا الطابور هم جنود حلف الشر ” الصهيو إخواني ” لضرب الإستقرار في مصر .
وللأسف كافة أجهزة الدولة تعلم ذلك ولم تتخذ ما من شأنه أن يبعد تلك العناصر الهدامة عن صناعة القرار كل في مجال عمله واختصاصه ، ولا يجب التذرع هنا بأن الوقت لا يسمح بعملية تطهير شاملة ، وهذا القول مردود عليه بأن الضحايا الأبرياء يسقطون يوميا بسبب التأخير في قرار التطهير ، ليس هذا فحسب بل ، إن ماكينة تصدير الأزمات تعمل بكل قوة لضرب خطط التنمية في الدولة عن طريق تلك العناصر التي تركناها تعيث فسادا في أجهزة الدولة .. عناصرهم موجودة في الإعلام ، في المؤسسات الصحفية القومية ، وفي التليفزيون المصري وهي أجهزة تتبع الدولة مباشرة ، ما زالوا حتي اليوم يبثون سمومهم ضد الدولة المصرية ، وهناك في معظم الوزارات ومؤسسات الدولة تنتشر تلك العناصر وهم معروفين بالأسم والصفة والوظيفة للجميع !!!!
والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل نحن جادون في بناء الدولة المصرية ، أم أننا نتشدق بتلك الكلمات والشعارات وما خفي كان أبشع ؟ !
مخطط إسقاط مصر لن ينتهي حتي لو مرت ذكري 30 يونية بسلام – وستمر بإذن الله – ، بل هو مستمر ويتحين الفرصة لتنفيذ مخططه بعد أن يكون قد مهد الشارع لهذا الحدث .
صحيفة الجارديان البريطانية نشرت مقالا يصب في صلب ما نتحدث عنه ويكشف تفاصيل المؤامرة حينما قالت أن ” …… من مظاهر التعاون القائم بين جماعة الإخوان وأجهزة المخابرات الأمريكية لتقويض الأمن والاستقرار في مصر، ما ثبت عن تنسيق خارجي بين عناصر ما يسمي بالمجلس الثوري مع منظمة “خدمة العمل الخارجي” في بروكسل حول حقوق الإنسان في مصر وأحكام الإعدام، وفي السياق نفسه فقد حضر الإخواني عمرو دراج لقاء أمريكاني – قطري بالدوحة لمطالبة الإتحاد الأوروبي باتخاذ موقف مثل الولايات المتحدة وتركيا المناهض للنظام المصري، بل وصل الأمر به إلي التهديد بتنفيذ عمليات إرهابية داخل أوروبا في حال استمرار ما أسماه دعمها لنظام السيسي .
تناول تقرير “الجارديان” البريطانية، أيضا مطالبة الإخواني حاتم عزام أعضاء المجلس الثوري بالتواصل مع الأحزاب والإعلام في النمسا لتوصيل وجهة النظر الإخوانية، هذا في تزامن مع إطلاق الرئيس التونسي السابق الإخواني المنصف المرزوقي، بالتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان، حملة دولية لجمع توقيعات تطالب بإيقاف أحكام الإعدام ضد كوادر الجماعة الإرهابية ، وتتزامن هذه الحملات مع قيام التنظيم الدولي للإخوان بتنسيق أنشطته الخارجية المعادية لمصر مع عدة مؤسسات أوروبية منها european external actiom التي تقع في بروكسل وتضم عدداً من مسئولين سياسيين وعسكريين أوروبيين، وهي تحت سيادة المفوضية العليا لشئون السياسة الخارجية الأوروبية، إلي جانب مؤسسة “هيومان رايتس ووتش” ولجنة حقوق الإنسان الأفريقية وحزب ديمقراطيو السويد.
وأشار تقرير الجارديان أيضا ” ان البعض بعد قراءة متأنية لكل هذه المعلومات قد يعتقد أن الهدف الغربى هو تنحية الرئيس المصري فقط عن المشهد لكن كل هذه المساعى تصب فى عدة أهداف تبدأ بإفقاد الرئيس السيسي أهم سلاح يتحلى به وهو الظهير الشعبى ثم بعد ذلك تسهل الخطوات الأخرى من خلال تصدير مشاهد الأزمات بأنها ملفات فشل النظام فى إدارتها رغم أن روائح المؤامرة تفوح منها ولا تحتاج الى تكهنات أو تحليلات ولا تحتمل أى معانى سوى المؤامرة على مصر” .
وفي اجتماع سري وغير معلن اجتمع السفير البريطاني في مصر مع عدد من الصحفيين المصريين وطلب منهم ضرورة توجيه بوصلة كتاباتهم في اتجاه المصالحة بين الدولة والإخوان وأنه بدون تلك المصالحة ستظل مصر تعاني من اضطرابات وعدم استقرار مما يؤثر علي شتي مناحي الحياة وأهمها الإقتصاد.
واذا كان سلاح أهل الشر لضرب مصر هو تصدير الأزمات ،فان السلاح الثاني والفعال هو بث الشائعات وهو إحدي أدوات حرب الجيل الرابع وهي من الأسلحة النفسية ، هذا السلاح يتم استخدامه منذ فترة في مصر وتحديدا منذ قيام ثورة 30 يونيه مستغلين سلمية وطيبة الشعب المصري ، وقلة الوعي لدي الكثير منه .
أيضا هناك سلاح التشكيك في كل انجاز أو عمل يتم علي الأرض ، ففي بداية الإعلان عن مشروع قناة السويس تم التشكيك فيه وأنه لن يكتمل ، وعندما اكتمل أشاعوا أن أموال المصريين ضاعت في القناة وليست هناك أرباحا للمساهمين ، نفس الشائعات ترددت علي مشروعات الإسكان الإجتماعي ، وزراعة المليون فدان ، ومشروعات الطاقة ، والعاصمة الجديدة ، وشبكات الطرق ، وعشرات من المشروعات الأخري .
الهدف من تلك الشائعات وعمليات التشكيك هو الوصول الي إشعال الجبهة الداخلية وإحداث فتن ووقيعة بين طوائف الدولة لتحويل مصر في النهاية الي دولة فاشلة وهي في عرف خطط ” حرب الجيل الرابع ” دولة منتهية هي والعدم سواء .. هذا ما أرادوه لمصر .. وعلي المصريين أن يكونوا متيقظين لهذا المخطط جيدا ولا يمنحوا الفرصة لأهل الشر للنيل من مصر .