أعضاء «تيار الغد» السوري
اختتم وفد تيار الغد السوري، برئاسة أحمد الجربا رئيس التيار وعضوية أحمد عوض أمين سر التيار ومنذر آقبيق الناطق الرسمي، زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو والتي استغرقت ثلاثة أيام.
وكان وفد تيار الغد التقى مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونائبه وفريق الشرق الأوسط في الوزارة، وجرت مباحثات مكثفة حول الوضع السوري وذلك بشكل صريح وهادئ. وكان هناك توافق بين الطرفين حول مرجعية العملية السياسية والمرحلة الانتقالية وهي بياني جنيف وفيينا وقرار مجلس الأمن 2254.
وأكد الطرفان التزامهما الكامل بمبدأ تشكيل هيئة انتقالية حاكمة تمارس صلاحيات تنفيذية كاملة، وأن يتم وضع دستور جديد وانتخابات تشمل الجميع بما فيهم اللاجئين بمراقبة صارمة من الأمم المتحدة خلال فترة انتقالية من 18 شهر.
هذا وتطرق تيار الغد إلى سقوط ضحايا مدنيين أبرياء من جراء القصف الجوي في سوريا، وطلب تجنب ذلك، وأكد الجانب الروسي أن روسيا لا تريد استهداف مدنيين أبرياء وكذلك المعارضة المعتدلة وحملتها تستهدف ارهابيي داعش والنصرة.
وفيما يتعلق بالشأن الإنساني، فقد وضح الجانب الروسي وجود تقدم ملموس حيث وصلت المساعدات إلى 16 منطقة بينما كانت 2-3 منطقة العام الماضي، وطلب تيار الغد استمرار الضغوط الروسية من اجل تدفق المساعدات إلى كافة المناطق.
كما أبدى الطرفان رغبتهما في الوصول إلى حل سياسي في سوريا عن طريق مفاوضات سورية سورية في جنيف تكون لها صفة الإستمرارية حتى الوصول إلى اتفاق سياسي حسب بيان جنيف، من اجل حقن دماء السوريين وتخفيف المعاناة عنهم. وكذلك توافق الطرفان على ضرورة مواجهة التطرف والارهاب المتمثل في تنظيمي داعش والنصرة وتنظيف البلاد منهما.
وتعليقا على الزيارة الهامة التي قام بها التيار للعاصمة موسكو قال أحمد شبيب عضو المكتب السياسي في التيار: إن العالم يدرك اليوم حجم المآسي والآثار التي ستترتب على عبور الأزمة السورية للحدود، ومن المؤكد أن ملفات عديدة أهمها ملفي الارهاب واللاجئين سيكون لها انعكاساتها على المنظومة الدولية بشكل عام. ولذلك لا يمكن للعالم الاستمرار في سياسات اللامبالاة في التعامل مع الملف السوري.
وبشكل عام، يضيف شبيب، لايوجد أمل كبير في قرب الوصول إلى تحول جذري في الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد لكن لابد من استثمار الإشارات الإيجابية التي يبعث بها الروس، والحوار معهم، والطلب منهم وقف العمليات العسكرية التي تستهدف المواطنين الأبرياء.. ومن هنا تأتي أهمية قبول تيار الغد السوري لدعوة وزارة الخارجية لزيارة موسكو، وننتظر من روسيا بوادر حسنة نية تجاه الملفات الإنسانية، والاستماع لوجهة نظر الدبلوماسية الروسية، والقول لهم إن العمليات الروسية التي تستهدف المدنيين على الأرض السورية غير مبررة ومستهجنة، وأن عنوان الإرهاب هو الأسد وممارسة أجهزتة الأمنية وقواته والميليشيات الظلامية التي استقدمها.
وأكد شبيب على أن تيار الغد السوري يتوافق مع الموقف الروسي تجاه الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” وجبهة النصرة، وممارساتهما الوحشية، ومشاريعهما اللاوطنية، والتي لاعلاقة لها بثورة الشعب السوري من قريب أو بعيد. كما يؤكد التيار على ضرورة تحقيق الحل السياسي بالاستناد للمرجعيات الأممية وبشكل خاص بيان جنيف 1 للوصول إلى حكم جديد شامل غير طائفي، ينتج عن مفاوضات شاملة مستمرة سورية – سورية تفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تقود المرحلة الانتقالية وتؤسس لدستور جديد يتوافق عليه السوريون وطنياً ويصوتون عليه.
ونوه شبيب إلى أننا في تيار الغد لن نختبئ تحت سقوف نرسمها لأنفسنا أو يرسمها لنا الغير، ولن نتهاون في عامل الوقت وآثاره السلبية على بلدنا وشعبنا. بوصلة تحركاتنا هي المصلحة الوطنية. واقعيتنا السياسية تدفعنا لطرق كل الأبواب من أجل المطالبة بوقف شامل وفوري لإطلاق النار، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة جميعها وإغاثتها، وإطلاق سراح المعتقلين، وطرد كل المقاتلين الأجانب من سوريا، ومحاكمة المجرمين. وعلى العالم كله أن يدرك أن تحقيق السلام في سوريا يتطلب انتزاع الأسد والإرهاب، وتمكين الشعب السوري من تحقيق أهداف ثورته في الحرية والكرامة، والوصول إلى دولة المواطنة المنشودة.
ومن جهته، أشار أيمن الأسود عضو الأمانة العامة بتيار الغد السوري إن تاريخا مشتركا بين أبناء الشعب السوري والاتحاد السوفييتي السابق والتي تشكل روسيا وشعبها نواته امتد لعقود منذ رعاية الاتحاد السوفييتي السابق لحركات التحرر الوطنية في العالم مطلع الستينيات من القرن المنصرم، وكل البنى التحتية في سوريا ساهم الاتحاد السوفييتي بشكل كبير فيها فمنظمة السلاح مع بناها التحتية هي روسية بالمطلق، وعشرات السدود الممتدة في طول البلاد وعرضها إضافة إلى محطات توليد الطاقة والجسور لا يمكن للسوريين أن يرموا بكل ذلك ويعيدوا بناءه بالاعتماد على الولايات المتحدة أو غيرها فتكلفتها لن تتحملها أي دولة.
وقال عضو الأمانة العامة بتيار الغد السوري نتمنى ألا تستمر السياسة الروسية على النحو السابق تجاه الحالة السورية وأن نخسر معا تاريخا طويلا وذاكرة مشتركة، وفي ظل غياب أي دور إيجابي أمريكي فإنه بإمكان روسيا استعادة كل جسور الثقة مع الشعب السوري، فمصلحة روسيا العظمى مع الشعب السوري وليس مع عائلة حاكمة.. نتمنى أن تكون لقاءات تيار الغد السوري مع المسؤولين الروس بداية لمنعطف حقيقي في السياسة الروسية تجاه قضية الشعب السوري وبوابة ثقة جديدة قديمة بين الشعبين السوري والروسي.