أ ش أ
أقام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي اللاجئ في السعودية منذ الاطاحة بنظامه مطلع 2011، دعوى قضائية “استعجالية” الجمعة عبر محاميه في تونس ضد تلفزيون محلي لوقف بث برنامج ساخر يتقمص فيه مقلد أصوات شخصية بن علي، حسبما أعلن محاميه.
ومنذ الاول من رمضان، شرع تلفزيون “التاسعة” الخاص في بث برنامج ساخر من نوع الكاميرا الخفية بعنوان “ألو…جدة” يتقمص فيه وسيم الحريصي، المشهور في تونس بتقليد اصوات سياسيين ورياضيين وفنانين معروفين، شخصية بن علي الذي يقيم في مدينة جدّة السعودية.
وقال منير بن صالحة محامي بن على انه أقام اليوم و”بطلب شخصي” من الرئيس المخلوع دعوى قضائية “استعجالية” ضد قناة التاسعة طالبها فيها بـ”إيقاف بث البرنامج” بتهم “المس من الكرامة” و”المس من الشرف” و”انتحال الصفة” وأن القضاء حدد يوم 14 يونيو الحالي تاريخا لجلسة ستنظر في القضية.
من ناحيته، قال معز بن غربية مالك قناة التاسعة ان المحكمة أرسلت إليه اليوم اخطارا قانونيا بتحديد 14 يونيو تاريخا للجلسة وان قناته ستواصل بث البرنامج الذي “يندرج في اطار مجرد فذلكة لا يجب أن نعطيها حجما أكثر مما تستحق” مذكرا بأن القناة “وضعت لافتة في أول البرنامج (تقول) بأنه ليس له أي خلفيات سياسية”.
وفي “ألو…جدة” يستضيف مقدم البرنامج شخصيات تونسية معروفة لمحاورتها حول مسألة ما، ثم يتظاهر بعد وقت وجيز من انطلاق البرنامج بتلقي اتصال مفاجئ عبر سكايب من بن علي الذي قرر دون سابق اعلام ان يخص القناة بأول تصريح اعلامي له منذ هروبه الى السعودية يوم 14 يناير 2011.
وفي أول الاتصال، تظهر صورة ثابتة لبن علي، ثم تختفي ليتواصل الحوار عبر الصوت فقط.
وفي بقية البرنامج، يدخل بن علي في حوار مباشر مع ضيوف البرنامج الذين تراوحت ردود فعلهم بين التهجم على الرئيس الدكتاتور أو الاشادة بفترة حكمه(1987-2011).
وفي 18 مايو 2016 قضت محكمة استئناف تونسية بعدم سماع الدعوى في حق معز بن غربية ووسيم الحريصي اللذين أدينا ابتدائيا بالسجن 6 اشهر مع وقف التنفيذ بتهم “ارتكاب أمر موحش (إهانة) ضد رئيس الدولة، والتحيل (الاحتيال)، ونسبة (انتحال) صفة”.
وبحسب النيابة العامة فإن معز بن غربية طلب من وسيم الحريصي الذي يجيد تقليد الاصوات، الاتصال هاتفيا برجل أعمال تقول وسائل اعلام انه هارب في الخارج ومطلوب للعدالة في قضايا فساد، على أنه الرئيس الباجي قائد السبسي.
وقد دفع محامو بن غربية والحريصي بأنهما كانا يقومان وقتئذ بـ”تحقيق صحافي استقصائي حول قضية فساد كبيرة” لم يكشفا عن تفاصيلها