حكايات الإذاعة الجميلة مع محمد جراح في حوار تاريخي لـ ” بوابة الوطن المصري “
السبت, 4 يونيو, 2016 , 11:45 م
الثانوية العامة أبعدتني عن كلية الإعلام .. واصراري كان الدافع لتحقيق حلم عمري
حكايتي مع عمر بطيشة في منزل زعيم الوفد ياسين سراج الدين
ومفاجأة حمدي الكنيسي بعد أن اخترقت لوائح الإذاعة واستقبلت مكالمات عن الهواء
حوار / علاء الدين الساوى
الحديث مع أحد جنود الزمن الجميل له مذاق خاص ، لا سيما اذا كان الضيف صاحب بصمات لا تنسي ، ورغم أن مجموعه في الثانوية العامة حرمه من الإلتحاق بكلية الإعلام ، الا أنه ومع اصراره علي تحقيق ذاته وحلم حياته نجح فيما فشل الأخرون ممن سمح لهم مجموعهم بدراسة الإعلام .
حوارنا مع الإذاعي الكبير محمد جراح الذي فتح قلبه وأعاد شريط الذكريات ليحكى لـ ” بوابة الوطن المصري ” مشواره الإذاعي والذي استهله قائلا : بعد تخرجي من كليه الآثار جامعة القاهرة التحقت بالقوات المسلحة كجندي فى الصاعقة المصرية لأدفع ضريبة الدم كأحد أبناء مصر وتعلمت كيف يكون الانضباط فى العمل وتقدير الكبار واحترام القيادة والقدرة على اتخاذ القرار ورغم قصر مدة تجنيدي وكنت في مكتب قائد الصاعقة مترجما للغة الانجليزية ساتفدت على المستوى المهني وتحسنت اللغة عندي وعرفت كثيرا من المصطلحات اللغوية العسكرية وكانت النتيجة أنى ترجمت كتاب عن حرب العصابات .
ويسرد الإذاعي الكبير قائلا : رغم أن ميولي كانت إعلامية إلا أنى درست التاريخ والآثار وكنت أتمنى الدراسة فى كليه الإعلام إلا أن مجموع الدرجات في الثانوية العامة حرمني من كلية الإعلام وكنت الثاني على الإدارة التعليمية في منشأه القناطر .. ودخلت الآثار عن حب وقناعة ومارست العمل الإعلامي وكنت عضو اتحاد طلاب وأمين اللجنة الثقافية وأصدرت مجلات بالجامعة منها (مجلة سماء ) و احتكاكي بالوسط الثقافي بالجامعة شجعني على كتابة الشعر وفى احدي المرات التقيت بأحد كبار الكتاب وقال لى عندك روح فى سرد القصة فعملت بنصيحته ونشرت فى الصحف والمجلات المصرية والعربية .
بعد فتره أصدرت أول مجموعة قصصية اسمها ( الشونة ) عام 2000 وهى قصص قصيرة متنوعة اجتماعية سياسية مضفرة بالتاريخ .. أما أول رواية فهي ( العابدة ) وكنت في السنة الثانية وبعد ذلك مجموعة قصصية اسمها ( قراءة في رأس قديم ) ثم مجموعة بعنوان ( الإيقونة ) ورواية ( صوب مياه دافئة ) ثم رواية ( الديل ) ثم رواية ( تى) وهى الملكة المشرقة ثم رواية ( شبه دولة) ثم رواية ( باطا سيف الحق ) وهى رواية تاريخية ثم كتاب عن (المؤسسة العسكرية المصرية القديمة ) طوال العصور الفرعونية وكانت دراسة وبحث تاريخي وحاليا اكتب رواية منذ 5 سنوات اسمها ( مونتو ) وهو اله الحرب عند الفراعنة والرواية واقعية فانتازيا تستعرض الواقع من خلال شخصية نوبية تعيش في القاهرة وتبحث عن هويتها بين التاريخ وبين ربوع مصر وهى شكل جديد في الكتابة ويظهر فيها التاريخ بشكل متجلد .
ونرجع بالذكريات مع الإذاعي الكبير محمد جراح ليحدثنا عن عمله في الصحافة بعد أداءه الخدمة العسكرية ويقول : اشتغلت فترة تدريب بالأهرام ومجلة الشباب وعلوم المستقبل وكان يرأس تحريرها الصحفي الكبير صلاح جلال ونشرت موضوعات بها وبعد ذلك انضممت لمكتب جريدة الرأي الكويتية ولم استمر بها لظروف مادية واشتغلت مفتش لأثار الهرم إلى جانب الصحافة إلى أن طالعت في الأهرام إعلان مطلوب مذيعين بالإذاعة وتقدمت وبعد فترة التحقت بإذاعة الشباب والرياضة بناء على رغبتي ومازلت بها منذ عام85 حتى الآن فهي عشقي الأول والأخير وبذلت فيها مجهودا كبيرا مع أساتذة وزملاء أصحاب رؤى وكنت سعيد معهم واستطعنا أن نحقق نجاحا واذكر مديريها الذين عملت معهم حمدي عبد الفتاح وحمدي الكنيسى وعمر بطيشه ونجوى أبو النجا و أسامه سيد وسهير الباشا وعمر عبد الخالق وناديه مبروك.
أول برنامج عملته كان اسمه “علامات استفهام ” وتمت الموافقة عليه وكنت سعيدا جدا به سجلت فيه مع كوكبة المجتمع من فنانين وكتاب ورياضيين واعتز بهذا البرنامج .. وقدمت أفكار كثيرة منها برنامج حتى القمة وبرلمان الشباب ودور ومراكز الشباب وصور برلمانية ومن آداب الشباب وحلوة بلادي ويوميات مرشد سياحي وحياتنا وأيه وحكاية وحبيبي الله واعتز بكل هذه البرامج فضلا عن أنى مذيع هواء أضافه لقراءة المواد الإخبارية وغيرها من الفقرات التي تقدم على الهواء.
استفدت من جميع الأصوات الجميلة بالإذاعة بما تملك من خبرة واعتزازي الكبير بالمرحوم الإذاعي الكبير صبري سلامة الذي تدربت على يديه وتحولت من تلميذ لأكون صديقا لأستاذي وزميل لم نشعر معه بالفرق بين تلميذ وأستاذ ,, كما اعتز بصداقة الإذاعيين الكبار الذين عملت معهم حمدي الكنيسى فى فترة توليه إذاعة الشباب والرياضة التي فجر فيها الإبداعات مشجعا ومحفزا واعتقد لا يختلف عليه اى زميل ,, عملت مع الكنيسى وتعبت معه في الشغل و كوفئت في عهده داخليا وخارجيا بمهمة للسفر بالخارج.
اذكر مواقف له معي وقت إذاعة مباراة مصر والجزائر عام 89 وكنت على الهواء أقرأ النشرة وحمدي الكنيسى معه فريق من الزملاء المتخصصين بالبرامج الهوائية وكانت تغطية غير مسبوقه ويومها حدث مالم يكن فى الحسبان ، وكان موعد قراءتي النشرة الساعة 2 وربع وفوجئت بالكنيسى يطلب الميكرفون الساعه 2 وخمسة لمتابعة المباراة وفازت مصر وبعدها هنأت الشعب المصري بالفوز وإذاعة أغنية مبروك واستأنفت رحلة البرامج على الهواء وجاءت مكالمة من مذيع إماراتي في أبوظبى يريد نقل مظاهرة لتأييد مصر فى هذا التاريخ كان لا يوجد مكالمات تذاع على الهواء وأخذت قرار جرىء في الأستوديو وطلبت من مهندسه الأستوديو قطع البرنامج لاستقبال المكالمة وقيل لي ممنوع فقلت لهم اقطعوا على مسئوليتى الشخصية وقالت المكالمة على الكنترول وننقلها على ألبى اكس علشان تطلع على الهواء ونوهت على المكالمة وأقدمها وفوجئت بقطع المكالمة واعتذرت للمستمعين وانا على الهواء ثم جاءت مكالمة من مواطن من العريش يعبر عن مشاعره بالفوز وجاءت مكالمة الإمارات مره أخرى واستقبلناها وكنت على الهواء من الساعة خمسةه الا ربع حتى السابعة مساء لانلاحق مكالمات الشعب المصري يهنئ بالفوز وألغيت الخريطة الإذاعية دون الرجوع لأحد وهى سابقة لم تحدث ونهاية الإرسال وقتها للشباب والرياضة السابعة لتدخل بعدها إذاعة الشعب وقفلت على البرنامج وخرجت الى الاستراحة وكتبت في نفسي تقرير متحملا ما قمت به وفجاءة أجد أمامي حمدي الكنيسى ليقول برافو وهنأني والزملاء متعجبين وحكا لهم ما حدث وقال أنت وضعت شيء جديدا كملت به شغلنا في الإستاد وفوجئت تانى يوم بمكافأة
و أيام حرب الخليج عام 90 أوفدني الكنيسى ممثلا للإذاعة لمتابعة تداعيات احتلال العراق للكويت .
وذكرياتي مع عمر بطيشه له موقف يدل على نبل أخلاق هذا الجيل الذين تعلمنا منهم فكنت ذاهب لميعاد مع ياسين سراج الدين القيادي لحزب الوفد فى منزله وكنت منتظرا وفوجئت بعمر بطيشه يدخل المنزل ليسجل معه وطبعا وقتها عمر بطيشه نجم ومعروف وعرفته بنفسي وتجاذبنا الحديث ثم جاء أحد العاملين يطلب منى الدخول لإجراء الحديث فقلت له يدخل عمر بطيشه وأنا بعده وحملها عمر بطيشه كنوع من التقدير لي وتولى بعد ذلك مسؤليه الشباب والرياضة وكنت معار خارج البلاد فطلب منى عدم السفر قائلا محتاجك فى مصر .
وذكرياتي مع نجوى ابو النجا كان اسمها له هيبة مع العاملين وكانت تفرض رأيها ودخلت معها فى جدال ثلاث مواقف جانبني الصواب فيها وتفهمت الموقف وشعرت ان وجهة نظرها خطأ فلم تتأخر عن دعمي في الثلاث مواقف وهذا يدل على حكمة القيادة وفى أحد هذه المواقف رفضت الخروج من مكتبها فقالت سأخرج أنا ولحقتها عند الأسانسير ووضحت رؤيتي فضحكت وأيدت ما طلبت .
اعتز بنادية مبروك فهي إنسانه هادئة عقلانية منظمة ومرتبة معروف عنها صوتها الجميل ولا ترهقه في اى مشاكل ولها طريقة ساحرة فى حل المشاكل وتملك أدواتها الإدارية والإعلامية والجميل فيها أنها معها مدد من عند الله وتربطنا بها علاقة زمالة وأخوه وتعاون واسعد بالعمل معها وهى شخصية خلوقه لأبعد مدى
أما عملي الحالي كرئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الإذاعة فهي مسئولية جسيمة بها 10 إدارات يتبعوا الإدارة المركزية وهو عصب الشغل بالإضافة للمكتب الفني لرئيس الإذاعة وإبراز الرؤى والموضوعات المطروحة وإلقاء الضوء إعلاميا لما تقوم به الإذاعة في الخطط البراميجية والشبكات والبروتوكولات وكل ما هو متعلق بالإذاعة بإشراف ناديه مبروك رئيس الإذاعة .
صفاء حجازي إذاعية فى الأصل ولها رؤية وخبرة وانتظر أنا وغيري نقلة جديدة للإعلام المصري وعودته للريادة التي يحاول البعض النيل منها
الصورة لابد ان تكتمل والتلفزيون فى حاجه للصوت بعكس الإذاعة لا تحتاج إلى صورة وهذا يستحوذ على انتباه أذن المستمع تماما ولا تعطله عن العمل أضافة لسرعتها الفائقة فى نقل الحدث والمذيع هو الذي برسم الصورة للمستمع ولذلك الإذاعة مستمرة ولن تنتهي والمطلوب كمية الابتكارات في تطوير المحتوى وكلما كان هناك عقليات خلاقة كلما أحدثت الوسيلة والرسالة تصل ولن يلغى احدهما الأخر راديو او تلفزيون .