عاد نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا لإطلاق تصريحات مثيرة للجدل. فبعد إهانته لمدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ، عاد السياسي الألماني لاستهداف المنتخب الألماني الذي يستعد لخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 بفرنسا.
بعد الضجة التي أحدثتها تصريحاته التي وصفت بالتميزية حول مدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ، واصل نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا ألكسندر غاولاند تصريحاته الإعلامية المثيرة للجدل. فقد صرح السياسي الألماني اليميني الشعبوي في حوار لمجلة "شبيغل" الألمانية أن "المنتخب الألماني فقد هويته الألمانية منذ مدة".
وقال غاولاند للمجلة الألمانية "كرة القدم لم تعد مسألة هوية وطنية، بل أصبح للأمر علاقة بالربح المادي". وتابع السياسي الألماني "لم يعد هناك منتخب وطني ألماني أو منتخب وطني إنجليزي بالمعنى الكلاسيكي". واعتبر نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا حقيقة أن الكثير من لاعبي المنتخب الألماني من أصول مهاجرة لا يعني بالضرورة أن ألمانيا "بلد هجرة".
العودة لانتقاد أوزيل بسبب العمرة
وقال غاولاند "لا أعتقد أن المنتخب الألماني يعتبر رمزا مناسبا لذلك (يقصد وصف ألمانيا ببلد هجرة)". وتابع السياسي المثير للجدل "حتى الشعور العام لغالبية الألمان لا يطبعه التعدد الثقافي. لازال الارتباط بالأرض والوطن والتاريخ والتقاليد قائماً". واختتم غاولاند قائلا: "صحيح أن الألمان يتحمسون لكرة القدم، لكن بالنسبة للكثيرين يبقى هذا العالم متعدد الثقافات غريباً بالنسبة لأغلبهم".
ولم يفوت غاولاند الفرصة في مقابلته مع "شبيغل" لإعادة انتقاد أوزيل بسبب أدائه لمناسك العمرة، وقال إن "سفر المسلمين إلى مكة أمر يحتاج التعود عليه من طرف حزب لا يعتبر الإسلام جزءً من ألمانيا". وتابع غاولند "يمكن تقبل الذهاب إلى مكة إذا تعلق الأمر بلاعب كرة قدم، لكن إذا كان الأمر يتعلق بموظفين ومدرسين وسياسيين وصناع القرار فيجب أن أطرح السؤال التالي: هل ألمانيا الديمقراطية هي المكان المناسب لمن يحج إلى مكة؟ هل ولاؤه للدستور الألماني أم للإسلام، الذي هو في هذه الحالة إسلام سياسي؟
"تصريحات غاولاند مخجلة"
ولم تتأخر ردود الفعل على تصريحات غاولاند، حيث عبر السياسي ديتر يانتشيك من حزب الخضر عن صدمته من تصريحات غاولاند. وقال يانتشيك "بدلاً من أن يعبر عن مساندته للمنتخب الوطني، خاصة وأنه مقبل على خوض منافسات نهائيات كأس الأمم الأوروبية، يواصل غاولاند وحزبه البديل من أجل ألمانيا تصريحاتهم المخجلة". وتابع السياسي عن حزب الخضر: "الملايين من الألمان فخورون بالمنتخب الوطني الذي تكمن قوته في تعدده الثقافي، وإذا كان أعضاء حزب البديل لا يطيقون بواتينغ وأوزيل وزملاءهما، فما عليهم سوى ترك جهاز التلفزيون خارج الخدمة خلال بطولة يورو 2016".
يشار إلى أن ألكسندر غاولاند واجه انتقادات واسعة من الأوساط الرياضية والسياسية الألمانية بعد الهجوم على الدولي الألماني جيروم بواتينغ. وكان غاولاند قد صرح لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" في عددها الصادر الأحد (29 مايو/ أيار 2016) بأن الألمان لا يحبذون أن يكون بواتينغ، المولود في برلين من أب غاني وأم ألمانية، جارا لهم".